اللاجئون السوريون.. بين الآسي والوعود
كتبت- هدى الشيمي:
أزمة اللاجئين في أوروبا، تشبه إلى حد كبير أزمة الأسلحة في أمريكا، كل منهما يسيطر على الرأي العام، ويتصدر عناوين الصحف، لأن الأزمات تعني التغيير، ثم اتخاذ القرار، ولكن ما يحدث حاليا، عبارة عن مجموعة من الحلقات المتتالية المتسلسلة، المتشابهة في بشاعتها، ولكل منها نتيجة متوقعة من السياسات، بحسب ما ورد في موقع "ذا نيويوركر" الأمريكية.
رأى الموقع أن أزمة اللاجئين السوريين، تٌعرف الآن بما حدث للطفل السوري، ايلان الكردي، الذي غادرت عائلته مدينة كوباني، وعاشوا في تركيا لفترة كلاجئين، على أمل الذهاب إلى كندا للعيش برفقة عمته، والتي كتبت خطابا للبرلمان الكندي تسأله مساعدة شقيقها وعائلتها في الدخول إلى الأراضي، والعيش وسط الكنديين، ولكن بسبب بطء السلطات الكندية في اتخاذ القرار، لجأ ايلان وعائلته لمهرب يساعدهم على الانتقال إلى الحدود اليونانية عبر قارب مطاطي.
انقلب القارب وتوفي ايلان، وشقيقه غالب، وأمهما ريحان، وانتشرت صورة ايلان على مواقع التواصل الاجتماعي، وما زاد الأمر صعوبة وتعقيد هو حدوث ازمة ايلان بعد اسبوع واحد، من العثور على شاحنة بها جثث 71 مهاجر.
حتى الآن ما تزال صورة الطفل الصغير ايلان، تجمع بين الشعور بالآسى والوعود، ويشير الموقع، إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون القديمة، ووصفه للمهاجرين بأنهم "سرب"، ولكنه رفع حصة اللاجئين السوريين من 100 إلى 4000، ثم 20 ألف بحلول عام 2020، أما فرنسا، فأعلنت عن نيتها برفع حصة اللاجئين إلى 24 ألف بنهاية عام 2017، وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، أن ألمانيا ستستوعب حوالي نصف مليون لاجئي خلال الأعوام المقبلة، كما تتوقع مطالبة ما لا يقل عن 800 ألف شخص باللجوء قبل نهاية هذا العام.
وفي تلك الاثناء، لفت الموقع لاستقبال الولايات المتحدة الأمريكية لخمسة عشر ألف لاجئ منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، خلال فصل الصيف، حيث مجموعة مؤلفة من 14 عضو من مجلس الشيوخ الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فتح الأبواب لـ 65 ألف لاجئ سوري.
كما ذكر، أن زيادة حصص اللاجئين داخل الدول الأوروبية قد يعطى الأمل للبعض، ولكن الأزمة أكبر من ذلك، فنقلا عن الأمم المتحدة، هناك حوالي ستة مليون شخص أجبروا على مغادرة أوطانهم، كما تجاوز عدد المهاجرين أعداد المواطنين خلال الحرب العالمية الثانية.
التدفق نحو الغرب، والذهاب إلى الحدود الهنجارية خلال الأيام الماضية، وعلى الرغم من كثافة الأعداد، إلا أنها تعتبر موجة أولى، سيعقبها الكثير، بحسب الموقع، فبعد تحول الحياة في الدول النامية إلى شيء لا يطاق، سيحاول الكثير من السوريين الهجرة، ومن يمتلك الامكانيات للهجرة بطريقة شريعة سيقوم بذلك، أما من لا يمتلك أي امكانيات لذلك، فسيفعل ذلك برضا المسئولين أو رفضهم، فهم يريدون شيئا أفضل من البقاء في خيمة بلبنان، او اثيوبيا، أو الأردن.
فيديو قد يعجبك: