شهود عيان: اللاجئون يدعون أنهم سوريون للوصول إلى أوروبا
كتبت- هدى الشيمي:
من داخل مقهى في ألمانيا جلس محمد الأبان، شاب سوري، تغير وجهه عندما وجد ثلاث مراهقات تسرن مرتديات ملابس اسلامية تشبه ما ترتديه السوريات، وصرخ قائلا "انظروا إليهن، يتظاهرن بأنهن مهاجرات من سوريا، ولكنهم يكذبون، لون بشرتهم اغمق منا، أنا اعلم إنهم مسلمين من السودان من افريقيا، وهناك الكثير من الافارقة والافغان، والعراقيين، والايرانيين، واللبنانيين، الذين يتسللون ويدخلون مدعيين إنهم سوريين"، بحسب ما ورد في صحيفة الدايلي ميل البريطانية.
وصل محمد برفقة صديقه اسماعيل غانوم إلى ألمانيا منذ اسبوع، بعد استقلالهم قطار من المجر إلى برلين، الاثنان درسا الهندسة المدنية، بدأوا عملية الهجرة هربا من الالتحاق بجيش الرئس السوري بشار الأسد، المحرك الأساسي أو الرئيسي في الحرب الأهلية التي دمرت البلاد.
ويتابع قوله "ستنجح في تجاوز الحدود، والحصول على حق اللجوء السياسي داخل إحدى الدول، إذا تظاهرت بأنك سوري".
وأوضح إسماعيل أن هناك الكثير من المتظاهرين بأنهم سوريين في مراكز الاستقبال، فهم يدعون إنهم سوريين وأنهم من بين الأشخاص الذين خسروا كل شيء بعد بدء الحرب السورية، ولكن لديهم شعر مختلف، ووجوه مختلفة، ويتحدثون لغة عربية بلهجة مختلفة إلى حد كبير.
لاحظ اسماعيل ومحمد وباقي اصدقائهما ادعاء باقي اللاجئين وانتحالهم الشخصية السورية منذ وجودهم في تركيا، وانتظارهم لركوب القارب لليونان، حتى ينتقلوا إلى أوروبا.
وذكر الشباب أن اللاجئين الآخرين يحصلون على هويات شخصية من قبل المهربين، والتي يسرقوها من السوريين، أو يزورونها ويبعونها بأسعار عالية لهم.
تشير الصحيفة إلى انتقال محمد واسماعيل بين 150 مهاجر عن طريق حافلة حكومية إلى مراكز استقبال في نويكولن، وهي منطقة متعددة الثقافات، بها الكثير من المراكز الخيرية، واستقبلهم المسئوليين المحليين في المدينة بأعلام وردية، وبالونات زرقاء، ويعلق محمد على ذلك قائلا "الألمان يحبونا، ونحن نحب ألمانيا".
حتى يوم الأحد، وصل حوالي 2000 مهاجر إلى مراكز استقبال في مدن مثل ميونخ، وهامبرج، ثم ظهرت صور للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل وسط السوريين، وأشارت إلى أن الوافدين الجدد يجب التعامل معهم كلاجئين حرب، والسماح لهم باللجوء داخل الأراضي الألمانية، كما انتقدت بعض الدول مثل بريطانيا لأنها لا تقوم بدورها كما ينبغي تجاه أزمة اللاجئين.
والآن، يواجه حلم ميركل الكثير من العقبات، وتشير الصحيفة إلى أنه تأجل إلى فترة غير معلومة، وذلك بعد التدفق المستمر للاجئين إلى ألمانيا أهم الدول في الاتحاد الأوروبي، وترتب عليه اغلاق الحدود الألمانية مؤقتا مع النمسا.
ترى الصحيفة أن تدفق المهاجرين على دول الاتحاد الأوروبي يهدد اتفاقية شنجن والتي تلغى الحدود بين الدول الأوروبية، وتسمح لمواطنيها بحرية الانتقال، ويضع الدول أمام مشكلة حقيقية.
فيديو قد يعجبك: