إعلان

حرب اليمن.. من يتحمل مسؤولية معاناة أفقر بلد عربي؟

09:19 ص الإثنين 21 سبتمبر 2015

كتب - محمود سليم:
شهور من الحرب تضرب اليمن، تاركة خلفها ألاف القتلى والمشردين، وسط قصف مستمر بالأسلحة الثقيلة والطيران الحربي على معاقل الحوثيين في مدينة مآرب (173 كيلومتر من العاصمة صنعاء) ، التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، لإجبارهم على التراجع.

وبحسب موقع “real clear world” الأمريكي، يضع التحالف الذي تقوده السعودية منذ بداية الصراع في اليمن، مارس الماضي، على مدينة مآرب الغنية بمصادر الطاقة البترول والغاز الطبيعي، والتي تعتبر بوابة الدخول للعاصمة صنعاء.

وعلى الرغم من سيطرة قوات التحالف على المناطق المحيطة بمعاقل الحوثيين، وتضييق الخناق عليهم، إلا أن هذا لا يعني، إن الحرب ستنتهي قريبًا، حيث إن القوات الشيعية تتمركز في المنطقة الجبلية، التي يصعب على قوات التحالف دخولها.

ويقول الموقع إن الحرب في اليمن خلفت مئات القتلى، وتركت بلدا فقيرا غير مستقرا من الأساس، على حافة كارثة، أو كما يسميها عمر كارازبان، محلل البنك الدولي، "عاصفة إنسانية كاملة".
ويضيف كارازبان إن المؤسسات الحكومية في اليمن أصبحت غير قادرة على استلام المساعدات الطبية الأساسية، والطبيعية كالماء والكهرباء.. وتستورد اليمن ما يقرب من 90 في المئة من حاجتها الغذائية، وتسببت الحرب في التأثير علي توزيع ووجود الغذاء بشكل عام.

ويشير الموقع إلى أنه من المتوقع أن يعاني 1.8 مليون طفل في اليمن من سوء التغذية بحلول عام 2015، بزيادة مليون طفل عن عام 2014، بينهم نصف مليون سيعانون من سوء تغذية حادة، ثلاثة أضعاف الأعداد في العام السابق.

وتحذر اليونيسيف من أن 10 محافظات في اليمن وصلت إلى مرحلة خطرة، تبعدها خطوة واحدة عن المجاعة، مشيرة إلى فشل 3600 مدرسة في استقبال التلاميذ لاعتبارات أمينة، وتعاني 429 مدرسة من دمار كلي أو جزئي، وهو ما يؤثر على أكثر من 1.8 مليون تلميذ.

ويُلقي الموقع اللوم على العديد من الأطراف، ويُحملها مسؤولية الحرب في اليمن، أولهم الحوثيين، الذين تلاعبوا بسخرية خلال الاحتجاجات الشعبية عام 2014، لتقليل سيطرة الحكومة على البلاد، وأيضًا الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي كون شبكة من المواليين له في للسيطرة على الحوثيين، وترسيخ حكمة في البلاد.
وضمت قائمة من يقع عليهم اللوم، بحسب الموقع، الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي، الذي انحرف مرتان عن مباحثات السلام، وفضل الاعتماد على قوة السعودية.. "وجميعهم يتحمل مسؤولية الدماء"، بحسب الموقع.

ويشير الموقع إلى تقرير جريدة نيويورك تايمز، الذي يُحمل الجزء الأكبر من معاناة اليمن، على قوات التحالف العربي، وسيستمرون في دفع ثمن هذه الحرب الفوضوية، وسوف يرتفع هذا الثمن.
ويضيف أن "قصف غارات التحالف، ضرب الأسواق، والمناطق السكنية، ومعسكرات اللاجئين.. وسقطت بعض القنابل على أهداف عسكرية".
ويعتبر عدد من جمعيات حقوق الإنسان، المعنية بالشأن اليمني، بعض الغارات كجرائم حرب، ويعتقد ألاف اليمنيون، أنهم سيموتون خلال غارات للتحالف، حيث أن عدد القتلى في تزايد مع غضب واهتمام دولي قليلين.

ويلفت الموقع النظر إلى، زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى ملك السعودية، سلمان بن عبدالعزيز، لمناقشة الأوضاع في اليمن، والمساعدات الاقتصادية الأمريكية، ولكن دول الخليج تتبنى جزء كبير من التخوف غير العقلاني من الإمبريالية الإيرانية في اليمن، والشرق الأوسط كله، وسط حربًا تشنها عددًا من الفصائل، دون "نهاية لهذه اللعبة ولا اهداف واضحة".
ويشر إلى أن واشنطن يمكن أن تبذل جهدها في الناحية الدبلوماسية، ولكنه قد يكون محرك للصراع من مجراه الحالي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان