أربع أسئلة يتحتم الإجابة عليها قبل قصف الأسد أو "داعش"
كتبت- هدى الشيمي:
سيصدر البرلمان البريطاني قرارا مطلع شهر نوفمبر المقبل، لتشريع عملية الهجوم على سوريا،وتقول صحيفة الجارديان البريطانية إن هذا القرار سيكون إعادة للنقاش الذي أجري عام 2013، مع وجود اختلاف واحد فقط، وهو استهداف الجانب الآخر هذه المرة، وليس نظام الأسد.
رأت الصحيفة أن الحكومة البريطانية متوترة بشأن أي تدخل عسكري في سوريا، خوفا من حدوث احتجاجات سورية مشابهة لما حدث في العراق، لذلك تحاول تشريع ضرباتها وهجماتها على داعش، مشيرة إلى الغضب العالمي من التدخل في بعض البلدان مثل العراق وأفغانستان، بحجة نشر الاستقرار والديموقراطية بدلا من الديكتاتورية التي سيطرت عليهم لسنوات طويلة.
وأشارت إلى أن الوضع العسكري والتاريخي في حالة من الصراع، فمثلا روسيا والصين يبذلون مجهودا كبيرا لمنع مجلس الأمن من تأييد عملية التدخل العسكري، وإصدار قانون يشرع ذلك لإنهاء ما يحدث، وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تملك شهية مفتوحة للتدخل العسكري في المنطقة، إلا أن الحكومة البريطانية تقلق من هذه الخطوة لعدم وضوح موقف المعارضة حتى الآن، ومع ذلك القرار القادم وفي طور التنفيذ، فبريطانيا عضو دائم في مجلس الأمن، ليس ذلك فقط، بل لديها الحق في احترام القانون وتطبيقه بالقوة إذا لزم الأمر.
وحاولت الصحيفة تحليل الموقف وتقسيمه، ووجدت أن هناك أربع اسئلة يتحتم الاجابة عليهم قبل قصف الأسد أو تنظيم داعش.
- من المستفيد؟
تشير الصحيفة إلى أربعة أسئلة من الضروري الإجابة عليهم قبل اتخاذ قرارا بقصف الأسد أو تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أولهم هو ضرورة فهم التحدي ومعرفة ماذا حدث، ثورة ديموقراطية تحولت إلى حرب أهلية، واستغلها الإسلاميين، ولم يهتم بها الغرب، فتحولت إلى طريقة لمساومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
هناك عدة أسباب لهزيمة المعارضة السورية المعتدلة، حيث حاولت الولايات المتحدة بالفعل زعزعة استقرار سوريا قبل عام 2007، بحسب ما ورد في وثائق ويكليكس، كما أنها لم تكن متحمسة لثورتها، وهو نفس الموقف من ثورات الربيع العربي، بالإضافة إلى ذلك سلح بوتين الجيش السوري بأسلحة فتاكة، وساعد حزب الله المدعوم من إيران النظام، وفي تلك اللحظات الحاسمة، حجبت قطر والمملكة العربية السعودية المساعدات عن قوى المعارضة العلمانية من أجل تعزيز حلفائهم، ورعاية مصالحهم.
في شهر يوليو الماضي، هجم المتمردون المدعومون والمدربون من قبل أمريكا والمعروفين باسم "جيش الفتح" على مجموعة من المساحات واستطاعوا الاستيلاء عليها، وحققوا نجاحا كبيرا مؤخرا بعد دعم السعودية وقطر لهم.
لذلك ما يحدث في سوريا، حرب أهلية متعددة الجهات، فأي تدخل عسكري خارجي سيكون له تأثيرا كبيرا، ويثير غضب جهات ويساعد أخرى، مما يستدعى التوصل إلى إجابة واضحة بشأن الهدف من استهداف داعش، فمن المستفيد من وراء ذلك، وبماذا سيساهم ذلك القرار في حل الأزمة السورية، وإذا اختفى التنظيم من المشهد، من سيتولى الأمر ويعبر بتلك الدولة الممزقة إلى بر الأمان، وبالنظر إلى المعارضة سيجد الجميع أن ثلاث أرباعها يحارب الأسد، إذا فالقضاء على داعش سيكون دعما له؟ أم بداية نهايته.
- ما الجدوى؟
هناك اتفاق بالتدخلات الدبلوماسية التي يجب على روسيا الاشتراك بها، وأي دولة غربية لديها قوات، للمساعدة على القضاء على داعش، فتستخدم أمريكا في ذلك المملكة العربية السعودية، وتتحالف قطر وتركيا، وهناك جبهة تجمع بين روسيا وحزب الله وإيران، إلا أن الاتفاق النووي الإيراني غير مجرى الأمور، ودفع كل منهم إلى استخدام المعارضة السورية في تحقيق أغراضه واهدافه.
وقبل التدخل في سوريا، واتخاذ أي قرار على كل قوى التساؤل عن شكل التدخل الرئيسي لكل قوة من هذه القوى، وهذا ما يقود إلى السؤال الثاني، وهو هل ستتحول هذه الحرب إلى ما حدث في العراق، وخاصة بعد استغلال تركيا أمر محاربة داعش وشنها لأكثر من هجمة جوية على المواقع الكردية في العراق.
- الشرعية:
منذ تجنيد داعش للمسلمين البريطانيين واعادة ارسالهم إلى بريطانيا ومحاولة اثارة القلق والفوضى، والقيام بعمليات ارهابية، فلدى بريطانيا الحق في التدخل العسكري، إلا أن الهجوم على سوريا سيكون له مبرر بموجب القانون الإنساني الدولي، وذلك لما حدث للمدنيين منذ بداية الحرب الأهلية السورية وحتى الآن، من قتل ونزوح واصابات، وهذا ما يوصل للسؤال الثالث وهو هل قصف بشار الأسد سيكون الأمر الأمثل لإيقاف معاناة المدنيين ووقف تدفق اللاجئين على اوروبا؟.
- اجبار روسيا؟
أما المشكلة الأخيرة فهي الفعالية الجيوسياسية، فالقوات الروسية انتقلت إلى سوريا هذا الشهر، فما هدف بريطانيا من قصف الجيش السوري وقواعد الطائرات، هل ترغب في اجبار روسيا على الاشتراك في الاتفاق الاستراتيجي؟، يتوقع انصار التدخل العسكري إنها ستدفعه إلى التدخل إذا رأى حرية الأسد تقلصت.
تقول الصحيفة إن الحالة العامة في بريطانيا الآن تنقسم بين "يجب فعل شيء ما"، و"لا يمكن فعل أي شيء"، وتشير إلى أن داعش يحكم الآن نصف العراق، لأن الحكومة الغربية فشلت في فعل أي شيء هناك، والآن سيتمكن من حكم سوريا لكثرة الأطراف المشتركة في الصراع.
فيديو قد يعجبك: