واشنطن بوست: أوباما يسعى لاستكشاف نوايا بوتين حول سوريا قبل تعديل استراتيجيته
واشنطن - (أ ش أ):
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأحد أن قرارات الإدارة الامريكية حول سلسلة من التعديلات المقترحة لاستراتيجيتها ضد تنظيم "داعش" علقت في انتظار المزيد من المعلومات حول النوايا الروسية في سوريا، فضلا عن رغبة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في توضيح المقترحات، وذلك نقلا عن مسؤولين كبار في الادارة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته في نسختها الإلكترونية أنه إلى أن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال الدبابات والطائرات والموظفين الإضافيين إلى الأراضي السورية على البحر المتوسط في وقت مبكر من هذا الشهر، قال أوباما إن كبار مستشاريه للأمن القومي أخذوا خطوة إلى الوراء لتجميع صورة أكثر وضوحا عن كيفية تناسب مختلف المبادرات المقترحة معا وتحسينها للتوافق مع الصراع.
وأشارت الصحيفة إلى أن تحركات بوتين تأخرت وصاحبتها مشاكل بعد إرسال أسلحة أمريكية مباشرة للمتمردين الأكراد والعرب في شمال شرق سوريا، وتقليص وتجديد برنامج تدريبي فاشل من جانب الولايات المتحدة لمقاتلي المعارضة السورية.
ونوهت "واشنطن بوست" إلى أن أهداف الزعيم الروسي لا تزال لغزا للبيت الأبيض، الأمر الذي دفع أوباما إلى أن يستنتج أن أفضل طريقة لمعرفة هويتها هو طلبها منه مباشرة، حيث من المقرر أن يعقدا اجتماعا رسميا للمرة الأولى بينهما في عامين غدا الاثنين، بعد أن يلقي كل مهنم خطابه صباح اليوم في الجمعية العامة للامم المتحدة.
ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن هدف أوباما هو أن يستمع إلى بوتين، والتأكيد على أهداف السياسة الأمريكية ويحذره من التدخل، وتحديد ما إذا كان هناك مجال للتعاون.
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أن أوباما سيستغل تجمع الأمم المتحدة لعقد قمة يوم الثلاثاء المقبل للائتلاف المعادي لداعش والشركاء الآخرين في مجال مكافحة الإرهاب، بينما يعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لقاءات فردية مع نظرائه من الائتلاف قبل مناقشة المقترحات الجديدة حول خطة بوتين، وأزمة اللاجئين السوريين المتنامية.
وقالت إن ما يبدو مؤكدا هو أن النتيجة التي تحبذها الولايات المتحدة تدور حول موافقة موسكو على دعم المفاوضات السياسية بين السوريين بما في ذلك الانسحاب المبكر للرئيس السوري بشار الأسد من الساحة، وهي من الأمور التي لا يضعها بوتين في الاعتبار.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد انتشار الفوضى، وتعدد جبهات الحرب في سوريا، يبدو أن الإدارة الأمريكية بدأت من تخفيف شروطها لرحيل الأسد، وبينما لا تزال الأولوية هي رحيل الأسد من منصبه، قال كيري قبل أسبوع في لندن، "يجب ألا يكون رحيله في أول يوم أو أول شهر أو أيا كان".
وعلق مسؤولون على كلمات كيري، قائلين إنها تعكس المخاوف التي تنتاب الإدارة الأمريكية منذ فترة طويلة من أن انهيار المؤسسات السورية من شأنه أن يؤدي إلى فراغ داخل الدولة وسيسمح للمتشددين بالتوسع إلى أبعد من ذلك، كما حدث في العراق قبل عشر سنوات، في أعقاب انهيار الجيش العراقي.
ونوهت "واشنطن بوست" إلى أن الهدف المعلن فيما يخص التحرك الروسي في سوريا هو المساهمة في الكفاح ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وإذا كان ذلك يعني الانضمام إلى الولايات المتحدة في تحالف الغارات الجوية، فإن هناك مساحة لكل منهم للعمل دون التدخل في استراتيجية الآخر، وتهدف الضربات الأمريكية على السيطرة على الحدود السورية التركية، على مدينة الرقة الشمالية العاصمة الفعلية للمتشددين، وعلى خطوط الإمداد لتنظيم داعش من خلال شرق سوريا الى العراق.
في الوقت الراهن، بعد وضع مقاتلات روسية على الأرض مع عدم وجود مؤشر على كيفية استخدامها، شددت الولايات المتحدة على ضرورة "عدم نشوب نزاعات" لتجنب المشاكل المحتملة التي تعمل في نفس الموقع أو قريبا من ساحات معركة المستقبل.
ونقلت الصحيفة الأمريكية في نهاية تقريرها تكهن مسؤولين أمريكيين بقولهم إن بوتين يريد أن يصرف الاهتمام الغربي عن أوكرانيا، حيث لا تزال القوات الروسية والانفصاليين يسيطرون على الحدود الشرقية وأراض شاسعة، حيث يسعى الغرب لتمديد العقوبات أو فرض أخرى جديدة قريبا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: