كيف يقضى أطفال اللاجئين لياليهم؟ (صور)
كتبت- هدى الشيمي:
أطفال ينامون في العراء والبرد على أسرة غير مألوفة بالنسبة لهم، قد تكون من الحجارة، أو الحشائش، أو تحت الأشجار، فوق جبال، فيتذكرون في عتمة الليل ما حدث خلال الفترة الماضية، وما مروا به من وحشية، تسببت في فقدان أفراد من عائلاتهم.
أعدت صحيفة الدايلي ميل البريطانية تقريرا مصورا، يعرض جزء من معاناة الأطفال السوريين خلال رحلات الهجرة، التي بدأت منذ عام 2011، بعد بدء حرب أهلية بين الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته والمتمردين، ليستغل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تدهور الأوضاع، ويحاول السيطرة على بعض المواقع ليؤهله ذلك للإعلان الخلافة الإسلامية، ونتج عن ذلك وفاة حوالي 200 ألف شخص، ونزوح 4 مليون آخرين، من بينهم الالاف الأطفال، بعضهم صغير جدا ولا يعرف أي شيء في حياته سواء العنف، ومنهم من يحاول التشبث بذكريات الحياة الهادئة التي عاشوها في حمص أو حلب.
تقول الصحيفة أن أعداد كبيرة من العائلات السورية خاطروا بحياتهم، محاولين اللجوء في أوروبا، في نفس الوقت الذي تعيش فيه عائلات أخرى كالمشردين في الشوارع، أو في معسكرات اللاجئين.
من بين هؤلاء الأطفال، عبد الكريم ذو السابعة عشر، الذي ينام في أحد الشوارع بمدينة اثينا باليونان، بدون مال، حيث اشترى تذكرة العبارة التي أخرجته من سوريا بأخر ما تبقى له من مال.
يقضى عبد الكريم أيامه في ميدان أومونويا، حيث يتواجد الكثير من اللاجئين، وتزداد أعدادهم يوما بعد الأخر، ففي ذلك الميدان يساعد المهربين اللاجئين على الانتقال إلى أوروبا بتوفير جوازات سفر مزيفة، ولكنه لا يستطيع الانتقال برفقتهم بدون مال.
قال عبد الكريم للصحيفة إنه سيستعير هاتف أحدهم لكي يتحدث مع والدته ويؤكد لها أنه بخير، ولكنه لن يستطع البوح بمدى سوء الحياة التي يعيشها، وعن امنياته في الفترة الحالية فهم اثنين الأولى النوم في سريره مرة أخرى، أما الثانية فهي احتضان شقيقته الصغرى.
ينام أحمد البالغ من العمر سبعة أعوام فوق رصيف في الحدود الهنجارية النمساوية.
ترك أحمد منزله في إدلب السورية بعد تدميره في القصف، ووفاة شقيقه الأصغر، فستقل برفقة عائلته حافلات نقلتهم خارج الحدود السورية، إلى مأواي، وهم يعيشون الطرقات والغابات منذ بداية الحرب.
لا يستطيع عبد الله، خمسة أعوام، النوم في الشارع بجانب محطة قطار في العاصمة الصربية بلغراد، فتلاحقه الكوابيس دائما، بعد رؤيته لأخته تموت في منزله في درعا بسوريا، ولا تتمكن والدته من علاجه على الرغم من اصابته بالكثير من الأمراض لعدم توفر النقود.
كل ليلة طوال العام الماضي، تنام راليا وشقيقتها رهف، سبعة أعوام وثلاثة عشر، على ورق أو كارتون في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت برفقة والدهم، بعد مغادرتهم لدمشق ووفاة والدتهم وشقيقهم خلال الأحداث.
ينام أحمد، ستة أعوام، على الحشائش في صربيا، والتي انتقل إليها برفقة عمه حاملا على اكتافه حقيبته، خلال الرحلة التي قضوها سيرا على الأقدام.
انتقل أحمد من سوريا بعد وفاة والده خلال الأحداث في دير الزور شمال سوريا.
شهد، سبعة أعوام، تحب الرسم خاصة المناظر الطبيعية، ولكنها لا ترسم الآن سوى الحروب والأسلحة، تقول والدتها إنهم يعانوا في الحصول على طعام خلال تجولهم في المجر.
مؤيد، خمسة أعوام، كان يمشي برفقة والدته في السوق ولا يعلمان أن السيارة التي مرا بجانبها يوجد بها قنبلة، لتموت والدته في الانفجار، وينتقل هو إلى الأردن ويتلقى العلاج بعد اصابته في ظهره ورأسه.
على الرغم من بلوغه للشهر 20 من فترة، إلا أن أمير لا يتحدث ولا ينطق بكلمة واحدة، وتقول والدته التي تعيش في أحد المخيمات في لبنان إنها تشك في اصابة ابنها بمرض ما أثناء حملها به.
كانت فاطمة، تسعة أعوام، من بين الأطفال أصحاب الحظ الجيد في الانتقال إلى السويد، لكنها مع ذلك لا تستطيع نسيان عناء ما مرت به خلال الرحلة، فبعد وقوع الأحداث انتقلت برفقة والدتها وبعض اقاربها إلى لبنان، ومن هناك انتقلت على متن قارب صغير مزدحم إلى أوروبا، ومن بين أبرز الذكريات التي لا تستطيع نسيانها رؤيتها لسيدة تنجب طفل صغير على متن القارب.
تخشي ولاء، خمسة اعوام، وسادتها لأنها كانت تنام أثناء حدوث هجوم على منزلهم في مدينة حلب، ولا تستطيع النوم منذ ذلك الوقت كما كانت تنام من قبل.
فيديو قد يعجبك: