إعلان

فيسك: بوتين يريد النصر في سوريا... وقد يبدأ من تدمر

01:08 م الإثنين 28 سبتمبر 2015

روبرت فيسك

كتبت – سارة عرفة:

قال الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يرسل جنوده إلى سوريا لإظهار التضامن مع الرئيس السوري بشار الأسد ولا لوضعهم حول القواعد السورية في طرطوس لإبقاء الأسد في السلطة، مضيفا أنه ليس قلقا حيال فقدان الميناء الوحيد الذي لا يزال في أيدي موسكو على البحر المتوسط.

ووسعت روسيا من حضورها في سوريا بالقرب من شاطئ البحر المتوسط. وقال بوتين في حديث مع قناة تلفزيونية قبل يومين من أن تلك التعزيزات لمساعدة الحكومة السورية.

كما دعا بوتين إلى تشكيل "كيان إقليمي لتنسيق" الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وأكد دعمه للرئيس السوري بشار الأسد، الذي طالبت دول غربية والمعارضة السورية برحيله.

وأضاف فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية يوم الاثنين إن بوتين "يريد النصر"، موضحا أن الجيش السوري الذي يعتمد في تسليحه وتدريبه على الروس، يجهز لشن هجوم عسكري عنيف ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، "الأمر الذي سيكون له قيمة رمزية كبيرة في الشرق الأوسط والعالم"، بحسب فيسك.

وقال إن الخطط العسكرية دائما ما تتأجل، واللحظة التي تبدأ فيها المدفعية أول قذائفها فإن الخطط دائما ما تمضي في الطريق الخطأ. ويوضح أن التفاصيل العملياتية تتغير بين ليلة وضحاها.

وأعرب فيسك عن اعتقاده أن الجيش السوري يتم تجهيزه لاستعادة السيطرة على مدينة تدمر الرومانية (بالميرا) من الإسلاميين.

وقال فيسك أن القاذفات الروسية والمدرعات المضادة للصواريخ وربما حتى الدبابات الروسية الجديدة تي-90 يتم اعدادها للتضاريس الصحراوية. فأحد أحدث القواعد الجوية السورية تقع على بعد نحو 50 ميل من تدمر، على الطريق الرئيسي من الشرق إلى حمص.

ويخطط الجيش السوري منذ أشهر لهجوم حول المدينة، بحسب الكاتب البريطاني.

وسقطت تدمر في أيدي تنظيم داعش الذي يسيطر على ثلث سوريا والعراق في مايو الماضي. ودمر التنظيم الكثير من اثار المدينة القديمة الأمر الذي أثار غضب كبير في أنحاء العام.

ووفقا لفيسك ايضا أرجأ الجيش السوري هجوما قبل أسابيع خوفا من أن يدمر داعش بقية المدينة الرومانية، غير أن تلك المخاوف تبددت. فالتنظيم المتطرف أظهر استعداده لتدمير معابد المدينة دون شن هجوم عسكري على قواته.

وتابع فيسك اعتقاده بأن النظام عليه الحفاظ على حلب خشية سقوطها في أيدي داعش، وإعلان التنظيم على الفور عاصمة خلافة سورية. كما أن الجيش السوري عليه أن يبقي الطريق إلى لبنان ومرتفعات القلمون على طول الحدود مع لبنان مفتوحا. كما أنه لا يمكنه أن يخاطر بسقوط المزيد من البلدات في أيدي داعش.

"لكن تدمر على رأس القائمة لتحظى بشرف "تحريرها" من داعش".

وقال فيسك إن الهجوم قد يكون في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة، لكنه الهجوم قد يحدث قبل نوفمبر، قبل بدء هطول الأمطار.

وأضاف أن تدمر تعتبر "لؤلؤة" يجب استعادتها لأن العالم –أكثر قلقا على مصير بقايا المدينة الرومانية الإمبريالية من قلقه على شعبها – سجل سقوط المدينة في مايو الماضي في أيدي داعش على أنه نجاح "للخلافة".

لكن بالنسبة لبوتين فإن شن هجوم سيكون رمزا ملحميا لبروز روسيا في الشرق الأوسط، بحسب فيسك.

ويضيف أنه بالنسبة لأوباما وكاميرون وبقية الزعماء الغربيين الذين تخبطوا حول سوريا لأربع سنوات، دون خلع الأسد ولا هزيمة داعش، فإن المساعدة الروسية لاستعادة تدمر سوف يكون درسا مهينا. فالثقة في موسكو ربما قد تبدو وقتها أفضل بالنسبة للقادة في الشرق الأوسط من الاعتماد على الدعم الغربي.

وأشار فيسك إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي واصطحابه بوتين منذ أشهر قليلة إلى دار الأوبرا المصرية بالقاهرة.

سياسيا، فإن الأسد بعد لانتصار في تدمر، سوف يكون أكثر أمنا في نصفه السوري، على ما يقول فيسك، الذي أضاف أن "الأمريكيين والبريطانيين يراوغون حيال دور "انتقالي" للأسد في حكومة سورية مستقبلية و"الدور الانتقالي" كما نعرف يمكن أن يستمر لسنوات".

وقال فيسك إن بوتين لا يلقي بالكنز الروسي في حفرة الموت في سوريا لا لعدم الإطاحة بالأسد الذي صمد طيلة أربع سنوات ولم يبقى في دمشق فقط ليتم تعويضه بأن يكون رئيسا "انتقاليا"، وذلك على العكس مما فعله الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانكوفيتش الذي فر إلى روسيا ما ان اندلعت الانتفاضة ضده.

وتساءل فيسك عما قد يأتي بعد تدمر، أهو استعادة الكثير من حلب – وهو مشروع أكثر خطورة، برأي فيسك – أو العودة إلى مدينة إدلب أو حتى محاولة الاستيلاء على الرقة "عاصمة" داعش؟

وقال فيسك إنه إذا كان لدى روسيا وسوريا خططهم فبتأكيد لدى داعش عمليات أخرى في جعبته؛ مثل شن هجوم على وسط دمشق كما يحاول المتمردون منذ ثلاث سنوات.

وأشار فيسك إلى أن روسيا لا تستطيع أن تقوم في سوريا بما قامت به من قبل في أفغانستان "لا تسطيع الاستيلاء على الصحاري". ولا يستطيع الأسطول الجوي السوري هزيمة داعش وحده. على أقل تقدير لابد ألا يشتبك مع جيران سوريا، وهذا بالتأكيد سبب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو ولقاءه مع بوتين، لمعرفة أن إسرائيل لم تسيء فهم تحليق الطائرات الروسية على ارتفاعات عالية شمال شرق الجولان.

وقال فيسك إن بوتين والأسد لا يخططان لأي ديموقراطيات برلمانية في دمشق، لكن إذا تم قص جناحي داعش ومقاتليه الشيشان الذين يمقتون بوتين، فإن الولايات المتحدة والناتو سوف تتفاوض مع موسكو حول مستقبل سوريا. وجميع ذلك سوف يقرأ بالطبع في ضوء لعنة مئات الآلاف من اللاجئين الذين يفرون من بلدانهم في طريقهم إلى شمال أوروبا عبر البلقان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان