هل ستنهي صورة الطفل السوري الغارق ازمة اللاجئين؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة "سيدني مورنينج هارلد" الاسترالية، أن الصور كانت دائما عاملا مؤثرا منذ أكثر من 150 عاما، كما أنها تسببت في زيادة التركيز العالمي والدولي على بعض المشاكل، أو الكوارث، واتخاذ خطوة للأمام مثلما حدث أثناء الحرب العالمية الثانية.
أشارت الصحيفة – في تقرير على موقعها الإلكتروني- أن الصورة التي نشرتها الصحف التركية صباح أمس، وتداولها الملايين عبر العالم، كانت للطفل عيلان كردي، وهو في الثالثة من عمره، عاش قبل فرار عائلته في اقليم كردستان، شمال سوريا، ولكنه لم يتوفى بمفرده، بل لقى شقيقه الأكبر جلاب، ذو الخامسة حتفه، بالإضافة إلى ثلاث أطفال أخرين، وسبع بالغين، أثناء محاولتهم للانتقال من جزيرة الكوس اليونانية إلى تركيا.
الصورة التي وصفتها الصحف بالأقسى حتى الآن، والتي تمثل معاناة الملايين من السوريين، استلقى فيها الطفل على وجه، بقميصه الأحمر، وبنطاله الأزرق القصير، على ساحل مدينة بودروم التركية.
علق بيتر بوكيرت، مدير الطوارئ بمنظمة هيومن رايتس ووتش، على الصورة كاتبا "لماذا أنشر صورة كالخاصة بالطفل السوري الغارق؟، ما أثر فيا بشدة، هو تخيلي للحظات التي سبقتها، أثناء ارتدائه لملابسه، استعدادا للرحلة الخطرة، أتخيل أحد ابنائي ملقى على الشاطئ بهذه الطريقة، أو غارق في أحد البحار"، مشيرا إلى أن هذا الطفل قد يصبح ابن أو شقيق أي شخص في أي لحظة.
رأى بوكيرت، أن هذه الصورة قد تستطيع تغيير التاريخ، أو نقل شعور الخزي أو العار للساسة والقادات، ودفعهم لاتخاذ اجراءات، وتقديم مساعدات، وتوفير ملاجئ انسانية لهؤلاء المواطنين.
شبهت الصحيفة هذه الصورة، بالأخرى التي حصل بسببها نيك أوتس على جائزة بوليتزر للصحافة، عام 1972، لطفلة في التاسعة من عمرها تجري عارية في شوارع فيتنام، بعد اصابتها بحروق في جسدها، وتم التعرف بعد فترة على هذه الفتاة، التي ظلت تكرها لسنوات طويلة، إلا أنها اعترفت مؤخرا بأنها تراه "صورة من أجل السلام"، فبعد انتشاراها طالب أعداد كبيرة من المواطنين والزعماء بضرورة إنهاء حرب فيتنام.
بالإضافة إلى صورة جثث الجنود التي ظهرت عام 1936، التقطها روبرت كابا، خلال الحرب الاسبانية، وعلى الرغم من عدم انتهاء الحرب، إلا أن هذه الصورة ما تزال عاملا مؤثرا في الأحداث التاريخية.
تؤكد الصحيفة أن صورة عيلان الكردي مختلفة عن باقي الصور، لأنها سيطرت على انتباه الجميع، واستحوذت على كافة وسائل الاعلام لساعات طويلة، فعندما التقطت الصور عام 1970، أو 1936، أو خلال الحروب العالمية، لم تؤثر بهذه الدرجة، لعدم وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي تساعد على نشرها بهذه الكثافة، مما يجعلها ورقة للضغط على المسئولين، وتزيد من حجم الكارثة الانسانية التي يعيشها اللاجئين.
توضح الصحيفة أن أكثر من 157 ألف لاجئ أغلبهم من السوريين، وصولوا إلى اليونان هذا العام، وهناك 137 ألف من أفريقيا، العراق، أفغانستان، ومنطقة أخرى، مثل ليبيا، ذهبوا إلى ايطاليا، توفى من بينهم حوالي 2000 شخص، حتى الآن.
فيديو قد يعجبك: