أخر كلمات لأيلان الكردي "أبي أرجوك لا تموت"
كتبت- هدى الشيمي:
ما تزال صورة الطفل الصغير ايلان الكردي، وشقيقه غالب، اللذان عٌثر عليهما على سواحل مدينة بودروم التركية، عالقة في أذهان الجميع، من مختلف الجنسيات والديانات.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية، أن عمة الطفلين استحضرت مساء السبت اللحظات المروعة التي عاشها شقيقها وابنائه في البحر، قبل وفاتهما.
تقول الصحيفة إن فاطمة الكردي، التي تعيش في كندا، ذكرت أن الطفلين كانا معلقين بذراعي شقيقها عبدالله، الذي حاول أن يرفع رأسيهما عن الماء طوال الوقت، وكانا يرددان "أبي من فضلك لا تموت".
وتابعت قولها "بعد فترة قصيرة اكتشف عبد الله وفاة غالب، فتركه حتى ينقذ باقي العائلة، إلا أنه وجد وجه أيلان محتقن بالدماء، والزبد يخرج من فمه، فأغمض عينيه وتركه يمضى، ونظر حوله فوجد جثة زوجته طافية على وجه الماء".
ونقلت فاطمة قول شقيقها بأنه بذل كل ما في وسعه لانقاذ عائلته، ولكنه لم يستطع، مشيرة إلى أن السبب الحقيقي في مغادرتهم للبلاد كان تنظيم داعش، الذي قتل الرجال وأسر النساء والأطفال.
وأشارت فاطمة إلى أن جثث الأطفال وصلت منذ يومين إلى مدينة كوباني، حيث تقع المعارك الوحشية بين مقاتلي تنظيم داعش ومؤيدي النظام السوري، قائلة "الجنازة كانت صعبة جدا عليه، فكان وحيدا لا يوجد معه سند أو دعم، لا اشقائه، ولا والديه، ولكنه سيستوعب الأمر، ويفهم أن الحرب فرقتنا جميعا".
ولفتت لرغبة شقيقها في أن تتحول صور جثث ابنائه إلى رسالة لاستيقاظ العالم، قائلة "إنه فخور بأبنائه، لأنهم سيغيرون وضع اللاجئين السوريين، ويحولوه للأفضل".
يٌذكر، أن عبد الله الكردي، قص بعض تفاصيل رحلته برفقة عائلته، موضحا أنه دفع مرتين للمهربين لكي يساعدوه للانتقال إلى اليونان، ولكنه فشل، حتى استطاع في النهاية الانتقال عن طريق قارب صغير، ولكنه لم يتحمل الأمواج فأنقلب، وقال "تمسكت بأيدي زوجتي وابنائي، وحاولت ألا افلتهم ولكني لم استطع في الظلام الحالك وحالة الرعب التي سيطرت على الجميع".
كما ألقت الشرطة التركية القبض على أربعة مواطنين سوريين يشتبه في تورطهم بالتخطيط للرحلة من تركيا إلى الجزر اليونانية، مما تسبب في مقتل 12 شخص، من بينهم ايلان وشقيقه غالب.
فيديو قد يعجبك: