جيروزاليم بوست: على أوروبا التعلم من إسرائيل في التعامل مع أزمة اللاجئين
كتبت- هدى الشيمي:
رأت صحيفة جيروزاليم بوست أنه لا يوجد شخص لديه احساس يستطيع مواصلة عدم الاكتراث أو اللامبالاة بأزمة مئات الالاف من المهاجرين، الذين يضطرون لمغادرة اراضيهم في سوريا، وليبيا، والعراق، وافغانستان.
وذكرت الصحيفة أن ما يحدث مع اللاجئين والمهاجرين الآن يعيد إلى الأذهان ما حدث مع المواطنين خلال فترة الحرب العالمية الثانية، مشيرة إلى العناوين التي تصدرت الصحف الأمريكية في هذه الفترة والتي توصف الوضع الميئوس منه لبعض المدن مثل بودابست وفينا، حيث عانى اليهود من أسوأ معاملة خلال فترة الحكم النازي، وانتشرت صور للرجال والنساء والأطفال المجبرين على الهجرة ومغادرة اوطانهم للفرار من الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن التعاطف الإسرائيلي مع الأزمة السورية جاء مع دعوات زعيم المعارضة الإسرائيلي اسحاق هرتسوج، بدعوات لفتح إسرائيل أبوابها أمام اللاجئيين السوريين، مناشدا الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ عمليات استيعاب للاجئين من سوريا، بالإضافة للجهود الانسانية المبذولة الآن.
وأكد هرتسوج أن الاسرائيليين لا يستطيعون عدم الاهتمام بانقاذ حياة مئات الالاف من اللاجئين الذين يبحثون عن ملاذ آمن.
ومن ناحية أخرى، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي، إن إسرائيل لا تهتم بأزمة اللاجئين سواء في سوريا أو افريقيا، وأنه لا ينوى تنفيذ دعوات هرتسوج.
ومع ذلك، تشير الصحيفة لضرورة استفادة أوروبا من تجربة اسرائيل في التعامل مع أزمة اللاجئين، ففي عام 2010 وعند تدفق أعداد من المهاجرين وطالبي اللجوء على اسرائيل، وخاصة الارتريين والسودانيين الذين وصلوا إليها عبر الحدود المصرية، وتراوح عددهم ما بين 5 الاف إلى 14.680 ألف مهاجر، وعام 2011 دخل اسرائيل عن طريق شبه جزيرة سيناء حوالي 17.300 مهاجر.
في يونيو عام 2012، أصدرت إسرائيل قانونا، مما جعل عمل اللاجئين غير قانوني، ومكافحة التسلل، كما بدأت في بناء مراكز لامداد المهاجرين الذين لم يحصلوا على الحاجات الاساسية ومنعوا من العمل، مثل المأوى، والغذاء، والملابس، وعندما ازالت اسرائيل الحافز الاقتصادي توقف المهاجرين على الاقبال عليها، فأنقذت مئات الأرواح.
ولفتت الصحيفة لوفاة أعداد كبيرة من الارتريين والسودانيين أثناء رحلتهم إلى اسرائيل، وهناك من توفي داخل وطنه بسبب الصراعات المشتعلة.
تشير الصحيفة إلى أن الدرس المستفاد مما مرت به إسرائيل، يوضح أن المساعدات الاقتصادية هي المانع الرئيسي لتدفق المهاجرين، فالأعداد الكبيرة التي هاجرت من أجل الوصول إلى القارة الأوروبية، فرت من الحروب والاضطهاد وحققت ذلك عند وصولها إلى بعض الدول مثل مصر وتركيا.
وقالت إن الطفل ايلان الكردي، الذي مزق القلوب بعد جرف الأمواج له على شاطئ مدينة بوردوم التركية، توفى لأن أهله كانوا يبحثون عن حياة أفضل في أوروبا، أو كندا بالتحديد، حيث يظنون أنهم سيجدون عمل هناك، فعلى الرغم من وصولهم إلى تركيا، إلى أنهم أصروا الرحيل والذهاب إلى اليونان ومن هناك الانتقال إلى مكان أخر للنعيم بحياة أفضل.
وأضافت الصحيفة إذا أصدرت الدول الأوروبية قانونا كالصادر في إسرائيل، ستمنع وصول المزيد من المهاجرين إليها، وستنقذ حياة أطفال مثل ايلان، فمراكز الاحتجاز يجب أن تستوعب اللاجئين، وتمدهم بالحاجات الأساسية، وفي نفس الوقت على دول الاتحاد الأوروبي اصدار قانون يمنع عمل اللاجئين في أوروبا، فيفقدون الرغبة في الانتقال والعمل بالخارج، ويتوقفون عن هذه القيام بهذه الرحلات.
فيديو قد يعجبك: