الرئيس الإسرائيلي: بلادنا الآن بلا هوية
كتبت ـ مروة مصطفى:
أثار خطاب ألقاه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في مؤتمر هرتسيليا أسئلة مقلقة حول هوية دولة اسرائيل واستقرارها، بحسب تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية.
تقول المجلة في بداية تقريرها "إذا كنت ممن يهتمون بمعرفة ما هو مستقبل دولة إسرائيل، فإن عليك أن تقرأ خطاب الرئيس الإسرائيلي الذي ألقاه في مؤتمر "هيرتسيليا" السنوي، ويحمل الخطاب اسم "إسرائيل الحقيقية"، حيث يرى ريفلين أن إسرائيل تنقسم الآن إلى أربع فئات تتزايد الفجوات والمسافات بينها تدريجيا.
وعلى الرغم من أهمية هذا الخطاب، إلا أنه من الملاحظ أن وسائل الاعلام الأمريكية تجاهلته تمام، ولم تهتم بتغطية الحدث، حيث يبدو أن الاتفاق النووي الإيراني استحوذ تماما على اهتمام الصحف والقنوات الأمريكية، كما أن الصحف الإسرائيلية لم تمنح الحدث التغطية التي تلائم أهميته أو ثقل المتحدث نفسه.
من جهتها ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن "ريفلين أخبرنا الحقيقة غير المريحة عن بلدنا إسرائيل، أخبرنا أن البلد الذي يعتقد عديد من الإسرائيليون أنهم يعيشون فيه ليس له وجود في الحقيقة".
من ناحية أخرى، ركز مقال نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية على ما أشار إليه الرئيس الإسرائيلي حول غياب هوية محددة لدولة إسرائيل، إذ أن 50% من المسيحيين المتدنين يتم تصنيفهم على أنهم يهود، وهم في واقع الأمر ليسوا كذلك.
وتضيف المجلة الأمريكية أن التحولات المفاجئة في السياسة والحكم، أو "تغير قواعد اللعبة" أمر شائع في السياسة الحديثة، ولكن هذا ما يصفه ريفلين بـ"التركيبة السكانية التي خلقت إسرائيل جديدة" هو أمر حقيق وواقعي يجب أن نفهمه جيدا.
ووصف في كلمته ألقاها ريفلين التركيبة المتغيرة للفئة الأولى "الطبقة العليا" في إسرائيل، ففي التسعينات شملت تلك الفئة أغلبية صهيونية علمانية بالإضافة إلى 3 أقليات أخرى هي: الإسرائيليون الوطنيون الدينيون، وعرب إسرائيل، والحريديم الإسرائيلي "المتشددون".
يقول ريفلين أن نفس الفئة تبدو مختلفة جذريا اليوم: " 38% لايزالون من العلمانيين الإسرائيليين، 15% من الوطنيين الدينيين، 25 % من العرب الإسرائيليين، وتقريبا نفس العدد من الحريديم".
ونتيجة التركيبة السكانية السابقة لم يعد هناك أغلبية إسرائيلية واضحة، وبدلا عن ذلك أصبحت إسرائيل تواجه 4 مجموعات أو فئات مختلفة في طبيعتها ولكنها تتقارب في حجمها.
هذا التغيير في الأرقام له تأثير درامي على تغير شخصية أصحاب المصالح في المجتمع الإسرائيلي، فوفقا لتقرير صدر عام 2012 من قبل المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل، فإنه بحلول عام 2059 سوف يشكل عرب إسرائيل نسبة 23 % من السكان واليهود الحريديم 27 %.
يذكر أن الخلافات تمزق المجتمع الإسرائيلي منذ قيام دولة إسرائيل، وقد نمت تلك الخلافات وشملت أيضا الاختلافات الأشكيناز والسفرديم"، اليمين واليسار، وكذلك الأغنياء والفقراء.
إلا أن الرئيس الإسرائيلي يرى أن خلافات الفئات الأربع الآن هي الأهم والأكثر صعوبة في المعالجة والتصدي.
حيث يؤكد في خطابه " كل فئة لديها منصات وسائل الإعلام الخاصة بها والصحف التي تقرأها، والقنوات التلفزيونية التي يشاهدونها، لدى كل قبيلة أيضا مدنها الخاصة".
وأعرب ريفلين عن قلقه من أن تؤدي هذه الانقسامات إلى تغيير جذري في طبيعة إسرائيل، في السياسة والاقتصاد والأخلاق، والأمن، والهوية، متسائلا ""هل لدينا لغة مدنية مشتركة، وروح مشتركة، لا نتقاسم القيم القادرة على ربط جميع هذه القطاعات معا في دولة يهودية وديمقراطية".
يذكر أن مؤتمر هرتسيليا هو مؤتمر يعقد بشكل دوري منذ عام 2000 في مدينة هرتسيليا، وتأسس عام 2000م بمبادرة من عوزي آراد وهو ضابط سابق في الموساد وشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فيديو قد يعجبك: