الجارديان: حان وقت المواجهة بين داعش وأردوغان
كتب ـ علاء المطيري:
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن وقت المواجهة بين داعش وأردوغان قد حان، بعد التفجير الانتحاري الذي وقع في ميدان السلطان أحمد بمدينة اسطنبول التركية وخلف 10 قتلى غالبيتهم ألمان.
ولفتت الصحيفة إلى طرح أسئلة محرجة عما إذا كان التركيز على التهديد الكردي هو توجه خاطئ من الحكومة التركية لاعتبارات سياسية، مشيرة إلى أن تفجير ميدان السلطان أحمد الذي وقع أمس يؤكد أن وضع تركيا أصبح محفوفًا بالمخاطر.
وتابعت أن تركيا تقع على جبهة صراع متصاعد بين داعش من جهة والغرب والحكومات العربية من جهة أخرى، مشيرة إلى أن تفجيرات داعش الانتحارية طالت تركيا مرتين في العام الماضي في العاصمة أنقرة وفي مدينة سوروك الحدودية مع سوريا.
ورغم كل ما يحيط تركيا من تحديات تمثلها جبهة الحرب السورية والمتشددين السنة في سوريا، إلا أن الرئيس التركي يركز بعناد شديد على عدو آخر وهو الأكراد الذي بدأت معركتهم تستحوذ على عقل أردوغان.
وفي الوقت الذي كان الإرهابيون يعدون فيه لتنفيذ هجمتهم الانتحارية التي جرت، الثلاثاء، كان رئيس الوزراء التركي يعقد اجتماعًا حكوميًا، في عطلة الأسبوع، مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، أكد فيه أن الحملة العسكرية ضد الأكراد ستتواصل إلى مالا نهاية، حيث قال "سنواصل حربنا ضد الإرهابيين بقوة حتى يتم تطهير الجبال والمدن من القتلة ـ على حد وصفه"، وقصد بحديثه مقاتلي حزب العمال الكردستاني وليس مسلحي داعش.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش التركي قتل 32 من أعضاء حزب العمال الكردستاني في عطلة الأسبوع فقط، إضافة إلى 448 مسلح تم قتلهم منذ بدأ الحملة العسكرية الشهر الماضي، وفي العام الماضي تفاخر أردوغان بأنه قتل 3.100 كردي، في الحرب التي أدت إلى تهجير الآلاف من ديارهم.
وعقب تفجيري أنقرة في أكتوبر الماضي افترض أردوغان أن تلك العمليات تم بتعاون بين الأكراد وداعش، رغم أن غالبية من قتلوا فيها كانوا أكراد وناشطين في المعارضة، لكنه لم يلقى قبولًا.
لم يكرر الخطأ
وفي حديثه عقب التفجير الانتحاري بساحة السلطان أحمد لم يكرر أردوغان الخطأ، وأشار بوضوح إلى داعش، موجهًا إدانة قوية للحادث الذي نفذه انتحاري سوري.
ويبدوا من خطاب أردوغان أنه لم يبد أي لوم إلى الجماعات الكردية المسلحة وخاصة حزب العمال الكردستاني، في إشارة إلى أنه ربما يكون هناك إدراك لحقيقة الخطر الذي يمثله المتشددون في سوريا والعراق.
ترحيب وتردد
سيلاقي التغير في سياسة أردوغان تجاه المتطرفين في سوريا والعراق قبولًا من حلفاء أنقرة الذين يشكون في إمكانية دعم متواري للمسلحين السنة من قبل الحكومة التركية التي تشاركهم ذات الهدف في إزالة نظام بشار الأسد في سوريا، إضافة لاتهامات بشأن بيع النفط ودعم المسلحين في هذا الاتجاه.
ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان بدا مترددًا في دعم مقاومة الأكراد العراقيين والسوريين ضد داعش، حيث أنه أثار غضب الغرب في 2014 عندما امتنع عن دعم مقاومة الأكراد في كوباني في حربهم ضد داعش قبل أن يقبل الضغوط الأمريكية في نهاية المطاف ويسمح لطائرات التحالف باستخدام المطارات التركية في قصف داعش.
وتوجه الدول الأوربية انتقادات لأردوغان على مواصلة ثأره من الأكراد، وفي ذات الوقت الذي فشل في منع تدفق اللاجئين إلى أوروبا عبر البلقان واليونان، لكنها منحته دعمًا ماليًا قدره 3 مليارات دولار لفعل المزيد من أجل مواجهة تلك الأزمة، حيث ذكر وزير الداخلية التركي أنه تم منع 2.896 شخص على الحدود للاشتباه في وجود صلات بينهم وبين داعش.
لكن تلك الإجراءات لن تحول دون دخول الإرهابيين إلى تركيا أو الانتقال منها إلى أوربا، وفقًا للصحيفة، التي أشارت إلى أن تبعات ذلك تم مشاهدتها في اسطنبول بعد التفجير الأخير.
وختمت الصحيفة أن التفجير الانتحاري الذي ضرب اسطنبول سيكون له تأثير كبير على السياحة التركية على خلفية ما حدث في تونس ومصر خاصة لوقوعه في قلب مكان سياحيٍ، لكنه من جهة أخرى يمثل انفجارًا رمزيًا في قلب دولة أردوغان التي تواجه صراعات متناقضة.
فيديو قد يعجبك: