نيويورك تايمز: المعارضة القطرية تواجه الإحباط أو ما هو أسوأ
كتبت- هدى الشيمي:
يرى الصحفي محمد فهمي، أحد الصحفيين الثلاثة الذين سجنوا في قضية خلية الماريوت أثناء عمله لقناة الجزيرة القطرية، أن القطريين الذين يسعون للحصول على قدر أكبر من الحرية التعبير، ومزيد من الديموقراطية في دولتهم الغنية بالنفط، يواجهون الإحباط، أو ربما أسوأ من ذلك، بحسب ما ورد في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
يقول فهمي -في مقال نُشر بالصحيفة الأمريكية- إن ما يحدث الآن في قطر قد ينبأ بحملة شرسة ضد المعارضة، فعلى سبيل المثال حُكم على الشيخ فهد بن عبد الله آل ثاني، ابن عم الأمير الحاكم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالسجن سبعة سنوات، حيث اتهمته الحكومة بإطلاق الرصاص على ثلاث جنود، بعد اقتحامه لقسم شرطة، من أجل إطلاق سراح ابنائه.
إلا أن رواية الحكومة القطرية تتعارض مع ما قاله شهود العيان، فوفقا لتصريحات عائلة الشيخ للصحيفة، فإن قوات الأمن اقتحمت قصر الشيخ في الدوحة باستخدام مدرعات، وتعرض هو ابنائه للضرب خلال مواجهتهم للأمن.
وتشير عائلة الشيخ إلى أنه عارض استيلاء الحكومة للأراضي التي ورثها من عائلته، وأما الناشطون المعارضون للحكومة، فيروا أنها ألقت القبض عليه، نظرا لنشاطه السياسي، وبحسب محاميه والناشط في حقوق الإنسان نجيب النعيمي، فإن الشيخ فهد متواجد الآن في السجن في الدوحة.
وذكر فهمي أن النعيمي، وزير العدل السابق والذي أصبح من بين الأصوات المعارضة والناقدة للحكومة، يمثل عشرات القطريين الذين يعانون من اسكات الحكومة الملكية لهم، ومن بين موكليه الشاعر محمد العجمي، والذي يقضى الآن 15 سنة عقوبة في السجن بعد محاكمة سرية عام 2012، لانتقاده للأمير في قصيدة مدحت ثورة الربيع العربي، ويعلق النعيمي على الأحكام قائلا "قضائنا لا يمكن الوثوق به".
كما يوضح أن قطر لديها ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، وأعلى دخل للفرد، إلا أن معارضتها تعد الأضعف من بين دول الخليج العربي، مؤكدا أن الناشطين المؤيدين للديموقراطية يرغبون في وضع حد لحظر الأحزاب السياسية، والنقابات.
كما أشار فهمي إلى أن الحكومة القطرية مولت ودعمت اقتصاديا وسياسيا جماعة الإخوان المسلمين، والتي اعتبرتها مصر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات جماعة إرهابية، وفي عام 2012 مدت قطر حكومة الرئيس السابق محمد مرسي بحوالي 8 مليار دولار، قبل عزله في يوليو 2013.
وتطرق إلى قضية حبسه في السجن المصري، بعد إلقاء السلطات القبض عليه واثنين من زملائه، باتهامهم بالتعاون مع الإخوان المسلمين ونشر أخبار كاذبة وملفقة، ثم أطلق سراحه بعفو رئاسي، بعد قضائه حوالي 438 يوما في السجن، ويقول إنه وزملائه كانوا ضحية لحملة تشنها الحكومة المصرية على الصحافة، وضحية أيضا للسياسية القطرية، والتي استخدمت شبكة الجزيرة لدعم الإخوان ضد حكام مصر، لذلك فهو يقاضي القناة للأضرار التي سببتها له.
لفت فهمي لدعم قطر الجماعات الإسلامية المتمردة في سوريا، مثل أحرار الشام، وجبهة النصرة، وعلق دبلوماسي أجنبي في حوار مع صحيفة دايلي تيلجراف البريطانية على ذلك، بإن حوالي ثمانية من بين اثنى عشر قائد قطري جمعوا ملايين الجنيهات وأرسلوها للجهاديين، أغلبها ذهب لجبهة النصرة، والتي تعد أحد فروع تنظيم القاعدة، وعلى الرغم من ذلك، أصدرت الجزيرة تعليمات للصحفيين بألا يصفوا الأمر بهذه الطريقة.
ونقلا عن تقرير "قطر وتمويل الإرهاب" الذي نشرته مؤسسة دفاع عن الديموقراطية مقرها واشنطن عام 2014، فإن قطر تتساهل مع القطريين الذين يمولون الجهاديين، وتشارك أيضا في التحالفات العسكرية الإقليمية ضد الإرهاب، مما يعد تناقض واضح في موقفها تجاه الإرهاب.
أنهى فهمي كلامه مشيرا إلى أن قطر تستطيع تحسين صورتها الدولية، والقضاء على المخاوف من دعمها للإرهاب، وإغلاق سجلها السيء في التعامل مع حقوق الإنسان، عن طريق افراجها على العجمي، والشيخ فهد، بدلا من انفاقها لملايين الدولارات على مجموعة من الشركات وعقد صفقات مع الغرب.
فيديو قد يعجبك: