صحيفة أمريكية: واشنطن أجلت فرض عقوبات على إيران مقابل الإفراج عن سجناء
واشنطن - (أ ش أ)..
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن أن الولايات المتحدة أجلت فرض عقوبات ضد إيران تتعلق باختبارات إطلاق صواريخ كي لا تعرض للخطر مفاوضات كانت تجرى بين الجانبين بهدف تبادل إطلاق سراح السجناء في البلدين، مشيرة إلى أن مسؤولين إيرانيين حذروا من أن تلك العقوبات ستعرقل المفاوضات السرية التي كانت تهدف لإطلاق سراح مواطنين أمريكيين في إيران.
ونقلت الصحيفة على موقعها الالكتروني عن مسؤولين أمريكيين ومسؤولين بالكونجرس مطلعين على تلك المفاوضات القول ان ادارة اوباما كانت تعد في اواخر شهر ديسمبر الماضي لفرض عقوبات ردا على اختبارات ايران لاطلاق صواريخ باليستية لكنها قررت تأجيلها عندما حذر مسؤولون ايرانيون من أن هذه الخطوة سوف تعرقل المفاوضات المتعلقة بتبادل للسجناء بين البلدين.
وقد فرضت الولايات المتحدة هذه العقوبات أمس الاحد بعد اطلاق سراح أربعة من بين خمسة مواطنين امريكيين كانت تعتقلهم ايران وغادروا البلاد في عملية تبادل مفصلة تزامنت مع اكتمال تنفيذ الاتفاق النووي الايراني في مطلع هذا الاسبوع.
لكن هذه الملحمة تعكس الصعوبات التي تخللت 14 شهرا من المحادثات السرية لتبادل السجناء كما أبرزت قدرة النظام الإيراني على ممارسة ضغوط بشكل كبير على الولايات المتحدة.
وقال مسؤول بارز في الكونجرس "كانت هناك ضغوط حقيقية من الخارج" فيما اشار مسؤول بارز بالبيت الابيض الى ان الولايات المتحدة كانت بحاجة لاعطاء اولوية للفوز باطلاق سراح المواطنين الامريكيين لكنها لم تكن تنوي أن تؤجل بشكل دائم الرد على اختبارات ايران المستمرة للصواريخ الباليستية. ويعتقد مسؤولون كثيرون ان هذا البرنامج الصاروخي غير قانوني ويظهر طموحات ايران من اجل التوصل للصواريخ النووية العابرة للقارات بالرغم من نفي ايران لذلك.
وكان البيت الابيض قد اعلن مطلع هذا الاسبوع ان العقوبات يمكن ان تمضي قدما فور اطلاق سراح السجناء الامريكيين في عملية التبادل وفقا لمسؤولين بالادارة الامريكية حيث غادر ثلاثة مواطنين امريكيين طهران صباح امس الاول السبت بينما قرر رابع أن لا يستقل طائرة متجهة الى سويسرا. كما اطلق سراح امريكي خامس بشكل منفصل عن محادثات التبادل وغادر ايران أمس الاول السبت.
وشملت الصفقة اصدار عفو امريكي عن 7 مواطنين ايرانيين كانوا محتجزين في الولايات المتحدة كخطوة محتملة باتجاه التقارب بين عدوين منذ عقود.
وأدين السجناء الايرانيون في الولايات المتحدة في معظم الحالات بنقل تكنولوجيا الى ايران يمكن ان تستخدام في برامج ايران النووية والعسكرية بينما الامريكيين الذين اعتقلوا في ايران ادينوا باتهامات غامضة تتعلق بالتجسس.
وكان المسؤولين الامريكيون قد اخطروا وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الشهر الماضي بأن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات جديدة ضد مسؤولي الدفاع الايرانيين وشركات الصواريخ بعد اختبارات اطلاق الصواريخ في اكتوبر الماضي. ولكن ظريف سارع بتحذير وزير الخارجية الامريكي جون كيري بأن المفاوضات السرية التي تهدف لتبادل اطلاق سراح السجناء يمكن ان تنحرف عن مسارها اذا فرضت العقوبات. ثم ضغط كيري على البيت الابيض للتراجع عن العقوبات وهو ما فعله يوم 30 ديسمبر وفقا لمسؤولين امريكيين.
وقالت الصحيفة ان مسؤولين امريكيين ومن الكونجرس قالوا ان ظريف والذي كان على تواصل مستمر مع كيري حذر من أن مسألة تبادل السجناء يمكن أن تموت اذا فرضت عقوبات. وفي غضون ذلك اصدر الرئيس الايراني حسن روحاني توجيهات لوزارة الدفاع بالتعجيل ببرنامج الصواريخ ردا على ذلك.
واعلن امس الاحد عن فرض عقوبات من وزارة المالية تستهدف شبكتين ترتبطان بايران ويزعم انهما ضالعتان في تطوير البرنامج الصاروخي في ايران وتشمل العقوبات اجراءات عقابية ضد الكثير من الاشخاص الضالعين. كما تحظر العقوبات على المواطنين الامريكيين او الاجانب اجراء اعمال مع تلك الشركات التي ادرجت على قائمة سوداء. كما تلقت البنوك الامريكية ايضا اوامر بتجميد اي اصول تحوزها تلك الشركات او هؤلاء الافراد داخل النظام المالي الامريكي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: