بعد غرق 39 مهاجرا أمس.. مشهد الطفل إيلان يتكرر مجددا

كتبت- هدى الشيمي: 

في مشهد مرعب رغب العالم كله ألا يراه مرة أخرى، عثر ت قوات الأمن التركية على طفل صغير على ساحلها، ووضعوا جثته داخل كيس لجثث ونقلوه من بين الأمواج العاتية إلى المستشفى، بحسب ما ورد في صحيفة الدايلي ميل البريطانية.

تقول الصحيفة إن تلك اللحظة ذكرت الجميع بلحظة العثور على الكفل إيلان الكردي، على ساحل مدينة بودروم التركية العام الماضي، بعد أربعة أشهر من نشر صورة إيلان الكردي، غرق أمس 39 مهاجرا على الأقل أثناء محاولتهم لانتقال من تركيا إلى أوروبا.

قبل ساعات من وقوع الحادث، كان الطفل الصغير من بين حوالي 120 لاجئ اخر، حرص أهله على إلباسه سترة واقية من الماء، وتحميه من البرد، وبدأت الرحلة من تركيا إلى سواحل مدينة ليسبوس اليونانية، حتى يصلوا إلى أوروبا، ويطلبون اللجوء من الاتحاد الأوروبي.

تشير الصحيفة إلى سهولة الرحلة وقصرها، فهي حتى في الظلام الحالك رحلة بسيطة لا تزيد مدتها عن خمسة أقدام، وبحسب الصور فأن الركاب جميعا ارتدوا سترات نجاة، إلا أن القارب اصطدم بالصور وبدأت المياه في دخوله، قفز عدد كبير من الركاب إلى المياه بحثا عن شيء يتشبثون به، وينقذون أنفسهم واحبائهم، ولكن هناك من مجموعة لم يتسطعوا القفز والنزول من المركب، وبعد فترة انجرفت الجثث إلى الشواطئ التركية.

وبحسب عمدة المنطقة، محمد شاهين، فإن السكان المحليين استقيظوا على صرخات المهاجرين واللاجئين، وولم تتم عمليات الانقاذ حتى الفجر، قائلا "أخشى أن أعداد القتلى ستزداد مع مرور الوقت".

حتى الآن استطاع عمال الانقاذ إخراج حوالي 60 مهاجر من المياه، وبعضهم في منتهى الضعف وتم نقلهم إلى المستشفى، وهناك من يعاني من انخفاض شديد في درجة الحرار.

وأوضح تقرير صدر عن الشرطة التركية أنها اعتقلت رجلا لاشتباههم في تنظيم تلك الرحلة، ولكنهم اكتشفوا فيما بعد أنه يعمل وسيط بين المهربين، والمهاجرين.

بحسب منظمة الهجرة الدولية، فإن حوالي 224 غرقوا في البحر المتوسط لهذا العام فقط، ونجا حوالي 55.568 من رحلات الانتقال من تركيا إلى اليونان.