ماذا تكشف ويكيليكس في رسائل هيلاري كلينتون المسربة؟
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن التعمق في تفاصيل أكثر 10 آلاف رسالة إلكترونية لهيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، التي نشرها موقع "ويكيليكس" يكشف أنها شخصية سياسية تتميز بالمنهجية والانضباط والاعتناء بالعمل.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أمس الأحد، أنه إذا كانت الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن تلك الرسائل تم تسريبها بواسطة قراصنة يعملون لصالح الحكومة الروسية فإن ذلك يعني أن فلاديمير بوتين تدخل عن عمد في مسار الانتخابات.
وأضافت: "إذا فازت كلينتون فإن ذلك يعني بداية حرب باردة شديدة التجمد منذ بداية حكمها بين الولايات المتحدة وروسيا، وإذا فاز ترامب فإن الأمور ستكون أسوأ لأن بوتين سيعتقد أن رئيس الولايات المتحدة أصبح مدينًا له بواحدة يجب عليها ردها".
ولفتت الصحيفة إلى أن التدوينات والنكت وحتى الكلام المرتجل لكلينتون كان يتم كتابته في أغلب الأحوال بواسطة مساعديها، مشيرة إلى أنها تكره الاعتذار حتى عندما تقر بأنها اقترفت خطئًا.
وتظهر تلك الرسائل أن احتفاظها بالرسائل الإليكترونية داخل منزلها على جهاز خاص لتخزين تلك الرسائل يدل على أنها تفكر بطريقة تقدمية، فهي تحن للأصوات العاقلة المعتدلة، لكنها تتميز بالواقعية والقدرة على تسوية المشاكل والمساومة على الحلول.
وتشبه كلينتون السياسة بأكلات اللحوم المفرومة التي يتم إعدادها بعيدًا عن أعين الناس ويدخل فيها مكونات مختلفة، لكنها تظهر لهم في شكل واحد، مشيرة إلى وجود فرق بين ما يعرفه العامة وبين ما يحدث بعيدًا عن أنظارهم.
وبعبارة أخرى فإن كلينتون هي شخصية ديمقراطية تؤمن بالتدرج في تحقيق الأهداف، لكنها تقوم بإعادة ضبطها أو تأجيلها أو حتى إلقائها بعيدًا بصورة مؤقتة إذا تطب الأمر ذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن أن هيلاري كلينتون يمكن تصورها بذات الشكل الذي تظهر عليه في الواقع الذي يعرفه الناس سواءًا كان ذلك حبًا أو تسامحًا أو حتى كراهية لها، مشيرة إلى أن تلك الأشياء لن تفاجئ أي شخص كان يعرف كلينتون منذ عام 1982 عندما تم حظراسمها أثناء خضو زوجها انتخابات حاكم ولاية تكساس، أو حتى منذ عام 1996 بسبب موقفها الداعم للإصلاحات، ولن يتفاجئ بها أيضًا مؤيدو برني ساندر.
وألمحت الصحيفة إلى أن تسريبات ويكيليكس لن تغير عقول الناخبين بالطريقة التي يتم تصويرها عليها في تلك التسريبات، مشيرة إلى أن الناس يعرفونها بذات الطريقة التي تظهر بها، وأنها لم تترك خلفها دليل دامغ يمكن أن يغير عقول الناخبين.
فعندما حدثت الأزمة المالية كانت ودودة في حديثها مع البنوك الاستثمارية ولم تحاسب الشركات التي كانت تدفع لها مئات الآلاف من الدولارات؛ وأخبرتهم بهدوء بأنهم ليسوا وحدهم المسوؤلين عن تلك الأزمة، لكنها ظلت تحذرهم وتخبرهم بأن هناك أزمة حقيقية تمس الجميع وذلك داخل الغرف المغلقة عام 2014.
وقامت كلينتون بدعم اتفاقية الشراكة التجارية مع الدول الآسيوية عبر المحيط الهادئ، لكن موقفها تغير وأصبحت مترددة عندما أصبحت حملتها الانتخابية في موقف محرج أمام برني ساندر في بداية الأمر، وذكرت لاحقًا أنها لم تدافع عن الاتفاقية، لكن مساعديها يعرفون أشياء آخرى.
واستخدمت كلينتون مصطلح "الحدود المفتوحة" كما يتهما دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، لكنها كانت تقصد حدودًا مفتوحة مع الغرب، وليس بالنسبة للمهاجرين.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب ومساعديه اشتكوا من أن وسائل الإعلام التي يصفها بالفاسدة لم تتناول تسريبات هيلاري كلينتون بالقدر الكافي، والحقيقة أنها وضعت مئات المراسلين للعمل على الرسائل الإليكترونية لحملتها بحثًا عن أشياء يمكن يمكن أن يكون لها دوي.
لكن أي من تلك المنظمات التي تثار مزاعم حول حبها لكلينتون كانت مترددة في نشر وثائق تم الحصول عليها بطريقة غير شرعية، واهتمت تلك المنصات الإعلامية بالحديث عن تداعياتها على الانتخابات الأمريكية.
وفي هذه الحالة أشارت الصحيفة إلى أن بعض تبعات تلك التسريبات تعني أنها ستتسبب في استمرار حالة الجدل حتى بعد الانتخابات بفترة طويلة.
فيديو قد يعجبك: