مقال بالجارديان: إعلان وفاة "دولة الخلافة" قريبا.. لكن ماذا بعد؟
لندن - (أ ش أ)
قال المحلل رانج علاء الدين - المتخصص في شئون الشرق الأوسط في مقال له بصحيفة الجارديان البريطانية اليوم الإثنين - إنه بعد سنوات من التدريب والإعداد بدأت العملية التي طال انتظارها لتحرير الموصل آخر معقل لتنظيم داعش الإرهابي في العراق، موضحا أنه خلال الأسابيع إن لم تكن الأشهر القادمة سيقضي التحالف الذي يقوده الغرب بشكل شبه مؤكد على سيطرة داعش على الأراضي في العراق، وسيكون هذا بمثابة إعلان وفاة لما تُسمى بـ "دولة الخلافة".
وتسائل المحلل "لكن ماذا سيحدث بعد ذلك، هذا هو السؤال.. فالعراق يفتقر إلى الموارد والقدرة على إعادة إعمار البلدات والمدن التي دُمِرت منذ بدء الحملة ضد داعش قبل عامين، فالدولة العراقية هشة إن لم تكن فاشلة ، وفي بعض المناطق حتى تلك غير الخاضعة لسيطرة التنظيم لم تعد هي الموفر الأساسي للخدمات الأساسية والأمن".
وقال علاء الدين إن العراق مازال يدفع ثمن الفساد والطائفية والفشل في الإدارة وزيادة نفوذ المليشيات الشيعية وتداعي الأجهزة الأمنية بشدة، وفي الفترة القادمة ستتطور العملية متعددة المراحل لتحرير الموصل، وهناك شكوك تحيط بالمقاومة التي سيبديها التنظيم الإرهابي، فهو منظمة انتهازية تستغل وتستفيد من نقاط ضعف خصومها مستخدمة تكتيكات تقسيمية لتستنزف موارد خصومها بينما تصرف انتباههم إلى أمور أخرى.
ورجح الخبير ألا يختار التنظيم الإرهابي الصدام وجها لوجه مع القوات العراقية، وأن يلجأ بشكل شبه مؤكد إلى خيار التمرد ومواصلة القتال في المناطق الحضرية من الموصل، وسيعني هذا أنه سيتخفى وسط السكان، وهو ما سيصعب على القوات العراقية التفريق بين مقاتلي التنظيم الإرهابي وبين المدنيين.
وأضاف إن الاستراتيجية الموضوعة لتحرير الموصل كمثل كل العمليات المضادة لداعش عامة، فهي تعتمد في الأساس على تطهير المناطق من المقاتلين والسيطرة على هذه المناطق التي تمت استعادتها من قبضة التنظيم ، وإعادة إعمار البلدات والمدن، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: من الذي سيقوم بهذه المهمة؟ فإلى جانب افتقار العراق للموارد لتمويل إعادة الإعمار فهو (العراق) يفتقر أيضا إلى جيش نظامي قادر ويتمتع بدعم وتأييد جميع الأطياف للحفاظ على الأراضي التي سيتم تحريرها من داعش.
وتابع "إن عملية الموصل تنطوي على أهمية خاصة لأن تحرير المدينة سيعلن بداية النهاية لداعش، وهناك مجموعة متنوعة من الجماعات القوية شديدة التسليح العازمة على مهاجمة الموصل ولديها أجندات وطموحات متضاربة ، وكل من هذه الجماعات ترى أن تأثيرها على الموصل سيعطيها نفوذا في الخلافات القائمة منذ نحو عقد من الزمان على الأراضي وتقاسم السلطة وموارد الطاقة العراقية".
وقال الخبير إنه على المديين القصير والمتوسط ، سيواصل داعش ارتكاب جرائم إرهابية بشعة كتفجير الكرادة الذي نفذه في شهر يوليو الماضي وأسفر عن مقتل 300 شخص ، وإنه سيظل لديه جناح في سوريا يستطيع منه تنفيذ هجمات وأعمال وحشية في أماكن أخرى.
ورأى الخبير أن عملية الموصل لن تغير من الوضع في العراق شيئا، وأنه بدون استثمار حقيقي في إعادة الإعمار فمن غير المرجح أن يمضي العراق في طريقه ليصبح بلدا أكثر سلاما وأمنا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: