إعلان

أسوشيتد برس: "الموصل".. أكثر من مُجرد معركة عسكريّة!

12:54 م الأربعاء 19 أكتوبر 2016

كتبت- رنا أسامة:
قالت وكالة أسوشيتد برس الأمريكيّة إن الهدف من المعركة في الموصل يتعدّى فكرة استعادة المِعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلاميّة في شمال العراق، إذ تلوح في الأفُق نظرية الإدارة الأمريكيّة التي تذهب إلى فكرة أن "العناصر المُتطرّفة يُمكن سحقها في العراق، وسوريا، وأي مكان دون الحاجة إلى تدخّل قوات أمريكيّة بريّة للقتال."

على مدى أكثر من عامين، تشبّثت الإدارة الأمريكيّة بحُجّتها القاضية بأن السبيل الوحيد لتحقيق النصر على داعش يقع على عاتِق المحليين، لا الأمريكيين أو أي لاعِب خارجي، كي يتحمّلوا المسؤوليّة كاملة على صعيد القِتال والحُكم بعد طرد العناصر المُتطرّفة.

فيما حمل الرئيس باراك أوباما قدرًا كبيرًا من الكراهيّة السياسيّة إزاء تلك الفرضية، التي يقول النقاد إنها سمحت داعش من توسيع نِطاقها ونفوذها الدولي.

أُثيرت الشكوك في جدوى استراتيجيّة أوباما على نِطاق واسع. في مايو 2015، بعد أشهر من القصف الأمريكي في العراق وفي خِضم تدريبات الأمريكيين وتوجيه القوات البريّة الأمريكيّة، فقد العراقيّون مدينة الرمادي، وأعرب وزير الدفاع آش كارتر على الملأ عن عدم ثقته في إرادة العراقيين للقِتال. منذ ذلك الوقت، تزايد الدعم الأمريكي وتمكّنت القوات العسكريّة العراقيّة من استعادة الأجزاء الرئيسيّة للعراق الشماليّة والغربيّة، بما في ذلك الرمادي.

الموصل مختلفة، ليسب بحُكم موقعها الذي شهد إعلان قادة تنظيم الدولة الإسلاميّة في 2014 نيّتهم لخلق دولة إسلاميّة بعد إحكام سيطرتهم على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، بل لأنها تُمثّل "كنزًا جديدًا بالنسبة للاستراتيجيّة الأوباميّة"، وفقًا لما أعلنه السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش إرنيست، يوم الاثنين.

"طردهم من المدينة يُمثّل مكسبًا استراتيجيًا كبيرًا،" قال إرنست.

لعبت القوة الجويّة الأمريكيّة دورًا رئيسًا في المعركة الجاريّة في الموصل، من خلال تدمير دفاعات داعش وانتزاع مصادر نقودها، إضافة إلى توفير حماية جويّة في العملية التي بدأتها القوات الأمنيّة العراقيّة وأعضاء من المليشيات الكُرديّة لاستعادة المدينة خلال الأسابيع المُقبِلة.

وأشارت أسوشيتد برس إلى أن مدينة الموصل تحمل إجابة السؤال: "هل يُمثّل فقد داعش - لما تُطلِق عليه الخلافة-  نصرًا حاسمًا ومُستدامًا للعراق؟ أو أن بغداد ستتعثّر مرة أخرى، مانِحة الانقسامات الطائفيّة والسياسيّة الفرصة لزعزعة استقرار البلاد وعودة المُتطرّفين؟

على الأرجح، لن يتم التمكّن من الإجابة على ذاك السؤال إلا بعد تقلّد خليف أوباما مقاليد الحُكم، ذلك الرئيس الذي سيحمل على عاتقه إرثًا لا يقتصر على الوجود الداعشي في سوريا وحسب، وإنما الحرب الأهليّة السوريّة بكافة أطرافها التي تتضمّن روسيا وإيران وتركيا.

تقول أسوشيتد برس إن العراق لا يزال مُنقسمًا على نفسه بشدة، ما بين السُنّة والشيعة والأكراد، وهو ما سمح بزيادة نفوذ داعش، لافتة إلى أن نجاح الحملة المُناهِضة للتنظيم في الموصل، يحمل في طيّاته مخاطر عودة العنف مرة أخرى في شكل عمليات قتل انتقاميّة أو اشتباكات رُبما تندلع بين الجماعات التي تحالفت ذات مرة ضد عدوّها المُشترك "داعش".

رأى الخبير الأمني والدِفاعي، سيث جونز، أن المرحلة القتالية التي تمر بها المعركة في الموصل الآن، بالرغم من صعوبتها، إلا أنها ستكون "أقل حِدّة" من توابعها المُرتقبة. "أظُن أن هُناك احتمال قوي بحدوث الكثير من المشاكل السياسيّة."  

ووصف الجنرال ديفيد بيتراوس، قائد القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق بين 2007 و2008، سياسة أوباما في العراق وسوريا تُعد شكلًا جديدًا للقتال.

بدأ أوباما في إرسال أعداد صغيرة من المُستشارين العسكريين الأمريكيين للعراق في صيف عام 2014، بعد زحف داعش للموصل واستيلائها على أجزاء كبيرة من العراق الغربيّة، بما في ذلك مدن مثل رامادي والفلوجة، حيث أراقت القوات البريّة الأمريكيّة الكثير من الدماء قبل مُغادرة العراق في 2011.

تزايد الوجود الداعشي في العراق مثّل صفعة على وجه أوباما، الذي اتهمه مُنتقدوه بأنه "لا يُحقّق المكاسِب إلا بشقّ الأنفُس".

في البدايّة أصرّ على أنه لن يكون هُناك وجودًا للقوارب الأمريكيّة، غير أنه أذن فيما بعد بالتوسّع التدريجي للتدريبات الأمريكيّة، وتقديم المشورة للحملة الجويّة الخاصة بقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. كان يُقدّم الدعم "بحذر"، ماضيًا قُدمُا في سياسته تلك من خلال كبير مُستشاريه العسكريين آنذاك –الجنرال مارتن ديمبسي- الذي كان يرأس هيئة الأركان المُشتركة عندما تحرّكت داعش نحو العراق، وبدأ أوباما في إعادة المُستشارين الأمريكيين إلى بغداد.

من وجهة نظر أوباما، فمن المُرجّح أن يستعيد العراق أراضيه ويُعيد السيطرة عليه، حال كفّ عن الاعتماد على القوات الأمريكيّة في عمليات المقاومة والقتال. الموصل تُمثّل "الاختبار الأكبر" لتلك النظرية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان