40 جلدة تحول إيرانية لمصممة ملابس سباحة في أمريكا
كتبت- هدى الشيمي:
بعد جلد السلطات الإيرانية لها لارتدائها تنانير قصيرة وهي في السادسة عشر من عمرها، أصبحت الإيرانية المسلمة تالا راسي مصممة مايوهات سباحة في الولايات المتحدة الأمريكية.
قالت راسي لصحيفة "الدايلي ميل البر يطانية" إن السلطات حكمت عليها بالضرب 40 جلدة، بسبب ارتدائها تنورة قصيرة في حفل مختلط، فقررت مغادرة طهران والسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من عدم اتقانها اللغة الانجليزية.
وبعد سنوات أطلقت راسي مجموعتها الأولى لبذل السباحة "المايوهات"، وكتبت كتابها الأول، وجاء اسمها عام 2012 في قائمة "نساء لا يخفن من أي شيء" التي أعدتها مجلة "نيوزويك" الأمريكية، لتكون بين الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري، والمرشحة الديموقراطية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية هيلاري كلينتون.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن راسي أخذت على عاتقها مهمة مساعدة النساء على ارتداء ما يرغبن في ارتدائه، دون الخوف من أي عقوبة، أو خشية رد فعل المجتمع.
تقول راسي، 35 عاما، إن الشرطة عندما اقتحمت حفلهم المختلط عام 1998، لم تعثر على المخدرات، أو الكحول، ولكنهم عثروا على شرائط فيديو، وتليفزيون متصل بطبق ستالايت، تظهر فيه المغنية الأمريكية ماريا كاري، وشرائط كاسيت، وبعض الملصقات الدعائية للمسلسلات الأمريكية.
وقررت السلطات على الرغم من غياب كل الأدلة احتجاز المراهقين، ولم يؤثر فيهم مناشدات الأهالي وعروضهم بتقديم رشاوي للمسئولين حتى يُطلق سراحهم، وتقول راسي "جعلوني أشعر إني مذنبة، مجرمة، كافرة، عاملونا وكأننا إرهابيين نخطط للإطاحة بالحكومة".
ثم طالبت الشرطة من المعتقلين الصغار ملئ استمارات يصفون فيها ماذا يرتدون بالتفصيل، وكانت حالة راسي الأسوأ، حيث ارتدت تنورة قصيرة، وقميص ضيق، وطلت أظافرها ووضعت مساحيق تجميل على وجهها، أي أنها قامت بكل الأشياء التي يمنعها القانون الإيراني.
وتتابع راسي قولها "لم تكن المرة الأولى التي أضع فيها طلاء أظافر، أو استخدم مساحيق تجميل، ولكنها كانت المرة الأولى التي يُلقى القبض عليّ بسببهم".
تسترجع راسي ذكريات أول يوم لها في السجن، حيث استمعت لأصوات صراخ وبكاء الفتيات في الزنازين الأخرى، أثناء تعذيبهم لسوء سلوكهم، وبعد خمسة أيام صدر حكم المحكمة بجلد كل فتاة 40 جلدة، و50 جلدة للشباب.
لحظة تنفيذ الحكم كانت قاسية جدا، حيث أخذت هي وصديقه لها تدعى ندا، إلى غرفة في مبنى مظلم ورُبطت كل منهما في سرير، وجُلدتا بسوط جلد، وتقول "كان الأمر كالتعذيب، وتركني في النهاية عاجزة عن كل شيء، حتى الصراخ".
وعقب الحادث الذي ترك المراهقة، آنذاك، عاجزة عن الجلوس بشكل معتدل لأسابيع، قررت العائلة ترك إيران والاستقرار في منطقة أخرى، سافروا إلى دبي في البداية، ومن هناك إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، وتؤكد راسي إنها أصيبت بصدمة ثقافية وحضارية عندما وصلوا إلى هناك.
لجأت راسي لدروس اللغة الانجليزية، وعملت لفترة في متجر فساتين زفاف، يملكه إيرانيون، وهناك اكتشفت عشقها للموضة والازياء، وقررت بعد فترة أن تعمل في هذا المجال وأن تساعد النساء على اظهار جمالهن بلا خوف أو تردد.
ومنذ ذلك الوقت أطلقت خط أزياء خاص بأزياء السباحة، وكان الراعي الرسمي لمسابقة ملكة جمال الكون لعام 2010، وحققت مبيعات كبيرة جدا في جميع الولايات الأمريكية، إلا أن الأمر لم يسلم من الانتقادات.
وترى راسي أن الانتقادات المتوجهة لها نابعة من الأشخاص المتحفظين، لأنها مسلمة تصمم "مايوهات"، وكل شخص في هذا العالم لا يغرب في أي شيء أكثر من الحكم على غيره.
وتؤكد أن الحرية لا تُقاس بالملابس التي ترتديها النساء، ولكنها تكمن في حرية الاختيار، فمثلا إذا رغبت امرأة في ارتداء المايوه البكيني على الشاطئ لترتديه، وإذا رغبت أخرى في ارتداء البوركيني "المايوه الشرعي" فلا يوجد أي مانع.
فيديو قد يعجبك: