الجارديان: "انتفاضة شعبية" تُخطط لمُقاومة داعش في الموصل
كتبت - رنا أسامة:
قال سُكّان مدينة الموصل الذين فرّوا من تنظيم الدولة إن: حركة المُقاومة الشعبيّة - التي زاد نشاطها على مدى الستة أشهر الماضيّة - تُخطّط لإطلاق هجمات مُنسّقة ضد داعِش، في الوقت الذي تُكافِح القوات العراقيّة والكُرديّة لتحرير المدينة وطرد عناصر التنظيم المُتطرّفة منها، في خطوة من شأنها أن تُضاعِف من فاعليّة المعركة الجاريّة في الموصل.
تُشير بعض التقديرات إلى أن النتيجة الحاسِمة للاشتباكات الجارية بين الجانبين لن تؤتي ثمارها إلا بعد فترة قد تصل إلى شهرين رُبما، فيما يقول أهالي الموصل إن حركة شعبيّة قد تم تنظيمها في شكل خلايا تم تجهيزها لمُقاومة داعش حال تلقّيها الدعم الكافي، حسبما أوردت صحيفة "الجارديان" البريطانيّة.
في تصريح خاص للجارديان، قال اثنان من أفراد عائلة وصلت لنقطة تفتيش البيشمركة، شمال البلاد، هذا الأسبوع إنهم تلقّوا تدريبات على كيفيّة تنظيم أنفسهم بشكل سرّي، مُشيرين إلى أن قبائل من أجزاء أخرى من المدينة على أهُبّة الاستعداد أيضًا للانتفاضة.
تم اقتياد عائلاتهم إلى أربيل بعد أقل من يوم من الزجّ بهم في أحد مراكز الاحتجاز المُخصّصة لأولئك الفارّين من حِصار داعش للموصل. "هُناك أُناس يُقدّمون الدعم لنا، ولكنّنا لا نستطيع الإفصاح عن هويّتهم"، قالها أحدهم، لافتًا إلى أن الدعم ليس بالكبير ولكنّه موجود.
بينما لا يوجد دليل يُشير إلى أن المُتمرّدين المحليين المُناهضين لداعش لديهم ما يكفي من القوة لمواجهة هذه العناصر المُتطرّفة المُسلّحة، أو أن انتفاضة قريبة على وشك الاندلاع، فإن تلك المزاعم تُضيف بُعدًا آخر للمعركة التي تلوح في الأُفق كما المُسمار الأخير في نعش الجماعة التي فقدت الكثير من الدعم المحلّي.
أشار رجل آخر، عرّف نفسه للصحيفة البريطانيّة بـ "أبو جميل"، زاعِمًا أنه مسؤول استخباراتي سابِق، إلى أنه أحد أعضاء خليّة المُقاومة، ولكنّه اضطر للمُغادرة بعد مقتل والده على يدّ داعش، وقال "لن أزعم بأنها حركة ضخمة، إلا أننا قُمنا على دراية بأساليبهم، ومن ثّم سنُقلّدهم. قتلونا في سرائرنا، ونحن سنفعل ذات الشيء. لا يوجد بيننا سِوى الدمّ، وهذا ما يحتاج إلى تسوية".
بداخل منطقة في مُخيّم ديباكة للاجئين، جنوب اربيل، انتظر أكثر من مائتيّ رجلًا وشابًا من الموصل عرضهم من قِبل مسؤولي الأمن الكُرديين، الذين أوردوا أن بعضهم كان يشعر بالقلق من الإدلاء بتفاصيل حول نِقاط تمركز داعش وأعضائها.
"إنهم يأتون إلينا في كل وقت، اتُخِذ بعضهم إلى أربيل لطرح المزيد من الأسئلة، غيرَ أن مُعظمهم أشخاص عاديّون يتطلّعون إلى تحسين حياتهم."
كما زعم آخر، يُدعى أبو جوّاد، (23 عامًا)، أن رموز القبائل بدأت بالفِعل في التخطيط لليوم الذي يتم خلاله استعادة المدينة.
على مدى الحملة التي تم شنّها لاستعادة الموصل، منذ ثلاثة أيام، تضاعف مُعدّل تدفّق اللاجئين؛ إذ استقبلت القوات الكُرديّة قُرابة الـ 2000 شخصًا، فيما يُعتقد عبور عدة آلاف بداخل المناطق المُسيطر عليها من جانب الجيش العراقي.
وفي الوقت نفسه، تُجري القوات الكُرديّة خططًا نهائيًة لهجوم ثُلاث الأبعاد على نِقاط داعش من شمال الموصل، يهدِف إلى الحصول على 28 قرية، بينهم قُرى مسيحيّة وأجزاء من مُحافظة نينوي، وقعت تحت قبضة داعش في أغسطس 2014. تتزامن تلك الخطط مع تقدّم الجيش العراقي نحو مشارف الحمدانيّة، أكبر المُدن القبطيّة في العراق، وتُخطط لدخول المدينة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وكان قاطني "نينوي" المسيحيون قد لاذوا بالفرار حينما اجتاحت داعش مُحافظتهم العريقة، فاستقر كثيرون عند ضاحية أربيل في أنكاوا، التي باتت الآن مقرًا لواحدة من أكبر المُجتمعات المسيحيّة في الشرق الأوسط.
"إذا وجب على الجيش العراقي تدمير منزلي لاستعادة مُجتمعي، فليكُن ذلك"، قالها أديب ماجد يوسف، من الحمدانيّة. "كنت آخر شخص يُغادر من مُجتمعي، وسأكون أول العائدين. أسلافنا جميعًا وُلِدوا هُناك."
فيديو قد يعجبك: