أسوشيتد برس: سياسية مصر الخارجية "محفوفة بالمخاطر"
كتب - علاء المطيري:
قالت وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية إن قتال مصر للمسلحين الإسلاميين يمثل أهم أهداف سياستها الخارجية، مشيرة إلى أن هذا التوجه أدى إلى التقارب مع روسيا وإيران ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما أكسبها عداء المملكة العربية السعودية، أكبر الداعمين لها ماليًا.
سياسية محفوفة بالمخاطر
ولفتت الوكالة في تقرير لها، اليوم الجمعة، إلى أن مصر تنتهج سياسية خارجية محفوفة بالمخاطر عندما تكافح لاحتواء المسلحين الذين تقاتلهم في سيناء في ذات الوقت الذي تتصدى فيه لأسوأ أزمة اقتصادية تمر بها منذ عقود.
فالسعودية التي ساعدت مصر للحفاظ على اقتصادها من الانهيار بمليارات الدولارات، أبدت استيائها من سياسة مصر الخارجية بتعليق إمدادات النفط التي وعدت بها مصر.
وهذا التوجه الذي ينتهجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي - تقول الوكالة- تأصل منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي عام 2013.
ووفقًا لما نقلته الوكالة عن ستيفن كوك، باحث بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي وخبير بشؤون الشرق الأوسط، فإن مصر مطاردة الإخوان وكل جماعة يمكن أن تحمل أي من ملامحهم أصبح أهم مبادئ السياسة المصرية في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن هذا التوجه بدى في أجلى صوره بدعم مصر للقرار الروسي الخاص بسوريا في مجلس الأمن هذا الشهر.
وكانت روسيا طرحت مشروع قرار عن سوريا على مجلس الأمن رغم استخدامها حق "الفيتو" لإبطال مشروع قرار فرنسي يطالب بوقف الهجمات الجوية الروسية والسورية على مدينة حلب بعدما أدى إلى مقتل المئات خلال الأسابيع الماضية.
أول خلاف علني
عللت مصر تصويتها للقرارين الروسي والفرنسي بأن الهدف من ذلك هو وقف معاناة الشعب السوري، لكن وقوفها إلى جانب روسيا بالتصويت لصالح قراراها الذي يعد دعمًا ضمنيًا لنظام الأسد يوضح أن هزيمة المسلحين الإسلاميين في سوريا على رأس أولويات الرئيس المصري، وفقًا للصحيفة، التي أوضحت أن ذلك قاد لأول خلاف علني بين القاهرة والرياض منذ تولي السيسي للحكم عام 2014.
وأدت استضافة مصر لعدد من كبار مساعدي الأسد الأمنيين، في محادثات، هذ الأسبوع، إلى إلى زيادة تأزم الموقف، المتأزم بمشاركة مصر وروسيا في مناورات عسكرية مشتركة هذا الشهر رغم تزايد الغضب في الدول العربية بسبب القصف الجوي الروسي لمدينة حلب السورية.
تضارب المواقف
تسعى السعودية لإزالة نظام الرئيس السوري وتقوم بدعم جميع فصائل المسلحين الذين يقاتلونه بمن فيهم أصحاب الفكر المتشدد، وعلى النقيض ترى مصر أن وجود المسلحين في سوريا يمثل تهديدًا يجب عليها أن تواجهه، إضافة إلى أنها أبعد ما يكون عن فكرة إزالة الأسد من السلطة.
ولفتت الوكالة إلى أن التوجه المصري يقوض آمال السعودية في بناء محور قوة إقليمية يقف في وجه إيران التي تمثل ألد خصومها في المنطقة، مشيرة إلى أن إظهار مصر دعمها لنظام الأسد يضعها في مكانة أقرب إلى إيران التي تمثل أشد حلفاء الأسد.
وذكرت الوكالة أن مصر تقف إلى جانب روسيا رغم أن وقف الأخيرة رحلاتها الجوية إلي شرم الشيخ عقب إسقاط طائرتها في شبه جزيرة سيناء واتهام أحد أفرع داعش باسقاطها بصورة أدت إلى تأثر السياحة المصرية بصورة سلبية.
علاقة مستمرة
رغم ظهور أول خلاف علني بين الدولتين هذا الشهر؛ إلا أن مصر تراهن على أن السعودية لن توقف دعمها لمصر، لأن تبعات انهيار مصر سوف تمتد خارج حدودها، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن هذه حقيقة لكنها ربما تحمل شيئًا من الابتزاز.
ولفتت الوكالة إلى أن مصر تحاول رسم سياسة خارجة مستقلة، وتساءلت: "هل ستنجح تلك السياسة؟"، مشيرة إلى وجود خلافات مصرية سعودية في قضايا أخرى.
فالقاهرة قررت عدم إرسال قواتها إلى اليمن كجزء من التحالف العربي بقيادة السعودية لمواجهة الحوثيين الذين تدعمهم إيران.
ولفتت الوكالة إلى قول شادي بطرس، محلل سياسي مصري مقيم في لندن، إن مصر نجحت في انتهاج سياسة تعتمد على عدم الالتصاق بأي دولة بصورة كاملة في سياستها الخارجية، لكن تلك السياسة أكسبت مصر عداء بعض الدول التي يمكن أن تكون في حاجة إليها.
فيديو قد يعجبك: