التايم: داخل مراكز الاحتجاز الليبية حيث انعدام الإنسانية
كتبت - أماني بهجت:
نشرت صحيفة التايم الأمريكية تقرير لها حول أماكن الاحتجاز في ليبيا وقالت إنه بغياب الحكومة، تحولت ليبيا إلى سوق وحشي للبشر.
ولفتت الصحيفة إلى أن الخبر الجيد إنه في أفريقيا هناك من يريدون العمل. في الواقع، وفقًا لصندوق النقد الدولي فبحلول عام 2035 عدد الأشخاص الذين
سيبلغون سن العمل في أفريقيا سيتجاوز الرقم في بقية دول العالم مجتمعة. ولكن أفريقيا ليست المكان حيث توجد الوظائف. وكذلك الحال كل عام، ينطلق مئات الآلاف من البشر عبر الصحراء نحو أرض أوروبا الموعودة. تبدأ الرحلة من ليبيا حيث التطلعات توشك على التحطم على سخرة اليأس وتقابل نظرية الاقتصاد "دعه يعمل دعه يمر" في أوج قبحها.
لا تسيطر عليها إلا المصلحة الذاتية، تعد ليبيا بمثابة جسر المغادرة من قارة حيث 43% من السكان لا يزالون يعيشون بأقل من 1.90 دولار أمريكي في اليوم.
سيدفع الناس جل ما يمتلكونه ليغادروا، لكن تجار البشر يأخذون ما هو أكثر من أموالهم. يقول شاب من غانا وصل إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط إن تم تحقيره من إنسان لسلعة –وفي نهاية المطاف إلى بضاعة. يبدأ التحول في مكان ما بين أغاديز والنيجر وسبها حيث تتلاقى طرق التهريب في مركز المناطق
القاحلة في ليبيا. تتكون الرحلة عبر الصحراء في قافلة بحوالي 1500 مهاجر من الذين يستطيعون المحافظة على درجة مناسبة من السيطرة على حالتهم.
يتعاقدون مع مهرب ولكن المهرب هو شخص تدفع له ليساعدك. تقول ماجدلينا مغربي، مسؤولة منظمة العفو الدولية والتي قامت بإجراء مقابلات مع
المهاجرين لمدة 5 سنوات عما يحدث في ليبيا: "من المهم للغاية التفريق بين التهريب والاتجار" وتضيف: "التهريب بحكم التعريف هو فعل بالتراضي".
قبل وصولهم سبها، قد يكون المهاجرون أحرارًا في الذهاب والعودة. ولكن المدينة الليبية بلا قوانين وتنتشر العصابات المسلحة بها نظرًا للفراغ الموجود منذ
سقوط نظام معمر القذافي في 2011. يصبح المهاجرون أسرى للأشخاص الذين قاموا بتفريغ جيوبهم. للحصول على المزيد، قد يقوم الشبيحة بعمل مكالمات تليفونية من هاتف المهاجر لعائلته لطلب فدية ويتم ضرب المهاجر أثناء المكالمة أيضًا. تقول مغربي: "تسمع الأسرة الصراخ وتسمع التوصل وبذلك يكونوا مجبرين على الدفع".
بالنسبة للنساء، الصفقة القسرية غالبًا ما تكون اعتداء جنسي، العديد من المهاجرات تأخذن حبوب منع الحمل على الأقل لمنع حملهن من مغتصبيهن.
هذا هو الواقع المرعب الذي تم توصيفه لسنوات من أوروبا، في نغمات تبلد أو غضب من قِبل المهاجرين الذي وصلوا أخيرًا إلى هناك. ولكنها بقيت غير مرئية
حتى قام المصور نارسيسو كونتريراس باختراق ما هو الآن واحدة من أكبر الصناعات في ليبا. يقول كونتريراس، الذي قام بثلاث رحلات لليبيا هذا العام: "لقد
جئت إلى ليبيا لتوثيق أزمة المهاجرين، الكارثة الإنسانية للمهاجرين الذي يحاولون الوصول لأوروبا عبر الأراضي الليبية"، ويضيف: "ولكن في الواقع ما وجدته
يحدث في ليبيا هو سوق".
المهاجر الذي دفع للدخول هو وحدة من التجارة، وهو أو هي يتم مبادلتهم بأسعار متفق عليها. عندما يصل المهاجرون إلى الساحل – عادة فيالشمال الغربي لليبيا- ينتظروا مجددًا، إما لقارب أو لبيعهم لمافيا أخرى، والتي قد تكرر عمليات الابتزاز.
ينتهي المطاف بالكثيريين يكدحون في ليبا لسنوات. وعندما يترتب لمرورهم أخيرًا، بالكاد يكون على سفينة صالحة للابحار مع وقود يكفي للوصول للمياة
الدولية حيث تتدافع قوارب الانقاذ من منظمات الاغاثة والبحرية الايطالية لانقاذ حياة من فقدوا قيمتهم في دورة الاقتصاد الليبي الغريبة، يحمل رجال الانقاذ
المهاجرين للاتحاد الأوروبي، حيث يتقدمون بطلبات لجوء –ويدخلون في عالم من الأوراق والقوانيين والثوورة التي قد تعمل على نفس افتراضات المصلحة
الذاتية التي دفعت كل شئ في الرحلة الأفريقية البشعة. ولكن بحلول الوقت الذين يتم رفعهم فيه من البحر، فهم بشر مرة أخرى على الأقل.
فيديو قد يعجبك: