لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جزيرة استرالية.. من معسكر لتعذيب السكان الأصليين لواجهة سياحية عالمية

02:04 م الثلاثاء 25 أكتوبر 2016

كتبت- هدى الشيمي:
عندما ذهب المحاضر والباحث كلين ستاسيوك. للتخييم عندما كان مراهقا، في جزيرة روتنيست عام 1980، أصيب بالمرض ولم يقوَ على الحركة، فعاد إلى مدينته لكي يحصل على العلاج اللازم، وبعد فترة عاد إلى هناك مرة أخرى فأصيب بالمرض، وكرر الزيارة أكثر من مرة لكنه في كل مرة يعود مريضا، وخلال حديثه مع جدته اكتشف أن هذه الجزيرة مليئة بالأسرار والحكايات السوداء.  

بحسب التقرير المنشور في موقع "إيه.بي.سي" نيوز الأمريكي، فإن الجدة أخبرت ستاسيوك، الذي ألف كتاب عن المنطقة حمل اسم "جزيرة روتنسيت كسجن اسود، وملعب أبيض"، أن الجزيرة مليئة بالأمراض والمشاكل، ووصفتها "بالمكان المريض"،   فقبل أن يتحول لمنطقة سياحية يتردد عليها الناس من جميع أنحاء العالم، كانت معسكرا لتعذيب وقتل  السكان الأصليين.

يقول ستاسيوك إن المخيمين لم يعلموا إنهم ينصبون الخيم ويطهون السجق المشوي فوق مقبرة جماعية، تضم رفاة حوالي 373 رجل من المواطنين الأصليين، ويعد هذا الرقم الأكبر في تاريخ القتل داخل المعسكرات والمعتقلات الاسترالية، كما أنها أكبر مقبرة للسكان الأصليين.

ويتابع "اكتشفوا بقايا الهيكل العظمي الأول عام 1971، وفي هذا الموقع بالضبط نصبت خيمتي"، ويشير إلى أن  الهدف من احتجاز السكان الأصليين على هذه الجزيرة، كان السماح لهم بالسير بحرية والذهاب للصيد، ولكن هذا لم يحدث.

ويذكر الباحث الاسترالي أن أول قارب محمل بالسكان الأًصليين وصل الجزيرة في يوليو 1838،  على متنه ستة أشخاص، ولم يكن تحول إلى معتقل بالشكل المعروف،فكان مسموح للمعتقلين ببناء المباني، والنوم داخل الأكواخ، وفي أول أشهر سمحوا لهم بزراعة الفواكه والخضروات، والذهاب للصيد، إلا أن الظروف تغيرت تماما بعد فترة، بعد ظهور هنري فنسنت وتوليه إدارة السجون في غرب استراليا.

بدأت حينها رحلة المعتقلين الشاقة، والتي انقسمت بين العمل في المناجم وتكسير الأحجار الجيرية، ثم استخدامها في بناء السجن، وتلقوا معاملة قاسية جدا، وعملوا وهم مقيدين بالسلاسل الحديدية صباحا وليلا.

يؤكد ستاسيوك، أن فنسنت كان شخصية متوحشة، ضرب المعتقلين، وركلهم في بطونهم وظهورهم، وعذبهم بأي طريقة قد تخطر على البال، ومزق لحى السجناء بيديه، وفي إحدى المرات ضرب سجين حتى الموت بسلسلة مفاتيح، وكان يشنق السجناء أمام الجميع ليعتبروا ويأخذوا حذرهم وألا يخرجوا عن القانون، ولم يكن لديه أي مشكلة في اطلاق النار عليهم إذا رفضوا الانصياع لأوامره.

وفي عام 1880، وصل عدد كبير جدا من الرجال إلى الجزيرة، وأصبحت الأوضاع سيئة لأقصى درجة، انتشر المرض نتيجة للازدحام الشديد وصغر المكان، حيث تواجد داخل كل زنزانة والتي لم تكن مجهزة بالمراحيض أو الأسرّة،  حوالي 10 رجال، وزادت الدراما والمأسوية في فصل الشتاء، فتوفى 60 رجل في إحدى السنوات نتيجة للبرودة القارصة.
ويؤكد ستاسيوك أن معسكرات ومعتقلات السكان الأصليين في استراليا لا تقل خطورة عن المعسكرات النازية لتعذيب اليهود، ويقول "المشكلة أن الجميع ما يزالوا يتعاملون مع السكان الأصليين وكأنهم حثالة الشعب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان