هآرتس: لماذا يعمل طفل من عرب إسرائيل على الحدود مع مصر؟
كتبت – سارة عرفة:
قالت صحيفة هآرتس العبرية إن مقتل إسرائيلي برصاص من الجانب المصري للحدود أثناء عمله في الجدار الفاصل التي تشيده حكومة الاحتلال الإسرائيلي يكشف عن غض إسرائيل الطرف عن عمالة الأطفال.
وتساءلت الصحيفة في تحليل نشرته على نسختها الإنجليزية على الانترنت يوم الأربعاء عن سبب عمل طفل من عرب إسرائيل في إصلاح سياج حدودي في المقام الأول؟ مصيفة أنه بعيدا عن أعين الرأي العام الإسرائيلي وعن قلوب السياسيين، فإن عرب إسرائيل الصغار يعيشون بين التصدعات المجتمعية في الدولة العربية، بحسب تعبيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن نمر باسم أبو عمار، 15 سنة، من عرب إسرائيل من قرية اللقية في صحراء النقب، قتل الثلاثاء فيما كان يقوم بأعمال صيانة مع أقاربه للسياج الحدود الإسرائيلي مع مصر.
قالت مصادر أمنية في شمال سيناء لمصراوي الثلاثاء إن حادث إطلاق النار باتجاه إسرائيل الذي أصيب في مواطن إسرائيلي وقع عند العلامة الدولية (52) بمنطقة الكونتيلا الحدودية حيث تقيم إسرائيل جدارا حدوديا لمنع أعمال التهريب.
ورجحت المصادر أن يكون المهربين قد أطلقوا الرصاص بشكل عشوائي على المدنيين الإسرائيليين المشرفين علي تشييد الجدار الفاصل.
وأضافت المصادر أن مهربي البشر المنتشرين في سيناء يقومون من وقت لاخر بإطلاق النار من سيناء باتجاه إسرائيل "لافتعال أزمة بين القاهرة وتل أبيب".
عمالة الأطفال
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية عما يقوم به فتى يبلغ من العمر 15 عاما مع وزارة الدفاع المسؤولة عن السياج؟ مشيرة إلى الأوضاع الصعبة التي يعيش فيها عرب إسرائيل والتي تجبرهم على خروج أبناءهم في سن مبكرة إلى سوق العمل.
وانتهت إسرائيل منذ نحو 3 سنوات من تشييد الجدار بطول 210 كيلومترا على الحدود الفلسطينية التي تحتلها. وتقول المصادر إن هناك بعض الأعمال الإضافية المتعلقة بارتفاع الجدار في المناطق الأكثر خطورة في عمليات التهريب.
ويعمل كثير من عرب إسرائيل في أعمال صيانة والأعمال الإضافة للجدار التي قصدت به إسرائيل وقف تهريب الأفارقة إلى الأراضي الفلسطينية التي تحتلها عبر سيناء.
وأشارت هآرتس إلى أن اللقية من أضعف المجتمعات في البلاد من الناحية الاجتماعية الاقتصادية. لكن هناك نسبة مرتفعة من سكانها حصلوا على شهادة المدرسة العليا. 47 في المئة ممن في سن 17 سنة حصلوا على شهادة الدبلوم في 2014، بحسب معهد إدفا للسياسة.
تقول الصحيفة إن الوظائف يؤمنها في العادة أقارب للأطفال من عرب إسرائيل. لكن الحقيقة الأساسية هي أنه لا يجب أن يعمل أي طفل، سواء ولد في اللقية أو أي من الأحياء العربية، في السياج الحدودي، حتى إذا أحضره أقاربه إلى هناك للمساعدة بطريقة أو بأخرى.
على أي حال تقع المسؤولية على الهيئة الحكومية المكلفة بالعمل.
وأوضحت هآرتس إلى أنه في هذه الحالة، فان وزارة الدفاع هي المسؤولة، لكنها ليست وحدها. ففي بعض تجمعات موشاف والكيبوتز اليهودية، يمكن رؤية عرب إسرائيل الصغار، خاصة عندما يكون هناك الكثير من العمل، يقومون بأعمال فلاحة مختلفة.
وكما وزارة الدفاع، تتنصل تجمعات موشاف والكيبوتز اليهودية من المسؤولية بالزعم أنهم لم يوظفوا هؤلاء الصغار بشك لمباشر.
"التظاهر بالبراءة له الكثير من الأوجه، لكن ذلك من بين الأكثر اشمئزازا من بين تلك الأوجه".
وقالت الصحيفة إن غض الطرف عن دور الحكومة في توظيف العرب الضغار هو تعبير لا مفر منه عن اهمال ظاهرة التسرب من التعليم فيما بين سكان إسرائيل من غير اليهود.
تحقيقات إسرائيلية-مصرية
وهناك تحقيقات إسرائيلية بتنسيق مصري لمعرفة مصدر إطلاق النار.
وبحسب موقع "عرب 48" فإن التحقيقات الأولية الإسرائيلية تشير إلى أن العامل أصيب بجراح بظهره، وذلك خلال عمله في صيانة الجدار الأمني على الحدود الإسرائيلية المصرية، ونقل إلى مسشتفى سوروكا في بئر السبع للعلاج، حيث أعلن عن وفاته لاحقا.
وشهدت الحدود الإسرائيلية المصرية في السنوات الأخيرة العديد من حوادث تبادل إطلاق الرصاص سواء كان مع مهربي المخدرات والأسلحة والمهاجرين الأفارقة أو حتى عناصر تنظيم ولاية سيناء، فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مصر.
فيديو قد يعجبك: