البشير يطالب مجددًا بأحقية السودان في حلايب وشلاتين.. ويعلن موقفه من سد النهضة
كتب - علاء المطيري:
قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن العلاقات بين مصر والسودان أزلية وتاريخية، لكن قضية حلايب وشلاتين تمثل العقدة التي ننتظر حلها.
وفي حواره مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية؛ أوضح البشير أن قضية حلايب وشلاتين ليست غائبة عن الاجتماعات المشتركة بين الدولتين، مشيرًا إلى أن السودان لديها خيارين تعرضهما على مصر وهما التفاوض المباشر بين الدولتين أو الذهاب للتحكيم الدولي.
ولفت البشير إلى أن اللجنة السودانية المشتركة الخاصة بالتنسيق المشترك بين البلدين كانت برئاسة النائب الأول من قبل السودان ورئيس الوزراء المصري، لكن تم تغيير تكوينها لاحقًا وأصبحت لجنة رئاسية لأهمية القضايا المشتركة بين البلدين.
وألمح الرئيس السوداني إلى وجود تهديدات خارجية لكلا البلدين تفرض عليهما مواجهة تلك التحديات أولاً والتحرك بتنسيق مشترك في اتجاه حل الخلافات البينية وعلى رأسها قضية حلايب وشلاتين.
وعن سد النهضة الإثيوبي؛ قال الرئيس السوداني عمر البشير: "من المؤكد أننا في السودان درسنا المشروع عندما كان فكرة، ودرسنا آثاره السلبية والإيجابية فوجدنا أن إيجابياته على السودان أكبر بكثير من سلبياته بالنسبة للسودان، واتخذنا موقفًا واضحًا من إنشائه"، مضيفًا: "إخوتنا في مصر لديهم تحفظات كبيرة جدًا على أي مشروع يقام على النيل حتى لو لم يكن له آثار سلبية عليهم".
وتابع: "إخوتنا في مصر معتمدون على اتفاقية أبرمتها بريطانيا عام 1929 تلزم أي دولة من دول حوض النيل على ألا تقيم أي مشروع عليه إلا بموافقة مصر، وكانت تلك الدول مستعمرة حينها، لكن بعد تحررها بدأت تتوجه نحو الخرج من تلك الاتفاقية".
ولفت البشير إلى أن السودان تحاول التنسيق مع مصر لأن هناك مشروعات لا تؤثر على حصة المياه لأن موسم الأمطار في دول المنبع تتمتع بموسم أمطار يمتد على مدار العام، وبحد أدنى 9 أشهر ما يعني أنها ليست بحاجة إلى مشروعات ري كبرى يمكن أن تستهلك مياه النيل وأن ما يتم إقامته هي مشروعات هدفها توليد الطاقة الكهربائية.
وذكر البشير أن مساهمة النيل الأبيض في مياه النيل تصل إلى 15 % فقط، ما يعني أن تأثيره على تدفق المياه لن يكون كبيرًا، أما المياه القادمة من إثيوبيا عبر النيل الأزرق فإنها المورد الرئيسي للمياه بنسبة 85 % حيث يمر النيل الأزرق داخل منطقة جبلية صخرية وعميقة جدًا وهو ما يجعل الاستفادة منها صعبة جدًا وربما تكون مستحيلة.
ولفتت الرئيس السوداني إلى أن السودان هي أول من سيتضرر من سد النهضة لو تعرض لأي انهيار، مشيرًا إلى أنه يحجز خلفه 75 مليار متر مكعب من الماء، في حين أن السد العالي في مصر يمكن أن يحجز المياه خلفه ويقلل من أضرارها على المصريين.
وشدد على أن عملية ملء البحيرة، ستتم وفقًا لبرنامج متقن حتى لا تؤثر على مشروعات الري في مصر والسودان لأنها كبيرة جدًا، إضافة إلى أنه سيتم لاتفاق على برنامج تشغيل السد مع إثيوبيا لأن برامج ومشروعات الري في كلا البلدين ستعتمد عليه.
وعن اتفاقية المياه بين مصر والسودان عام 1959؛ قال البشير إن نصيب مصر حينها كان 52 مليار متر مكعب مقابل 18 مليار متر مكعب للسودان، ووقتها لم تكن تلك الاتفاقية ظالمة لأنها اعتمدت على حجم السكان في كلا البلدين وحجم الأراضي التي تحتاج إلى الري خاصة أن غالبية أراضي السودان كانت تسقى بمياه الأمطار، ويضاف إلى ذلك أن قدرة السودان على تخزين حصته من المياه لم تكن كاملة حيث يذهب بعض تلك الحصة إلى مصر لقصر فترة التخزين التي لا تتجاوز 3 أشهر، مشيرًا إلى أن سد النهضة سيمنح السودان القدرة على الحصول على حصته كاملة طوال العام ولا يمكن لأحد أن يلوم السودان على ذلك.
وأشار البشير إلى أن الحملة الإعلامية التي تم توجيهها ضد السد في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، أدت إلى وقوف الإثيوبيين صفًا واحدًا خلف قيادتهم رغم الخلافات التي بينهم.
وعن اتفاقية سد النهضة قال البشير: "الحديث عن أخطاء قانونية كان مجرد آراء غير صحيحة ولا أريد أن أخوض في السر من وراء مثل هذه للأقوال التي أطلقت بالتزامن مع الحركة المصرية السودانية الإثيوبية للوصول إلى نقطة التقاء يحصل فيها الجميع على المنافع المرجوة من السد".
فيديو قد يعجبك: