عراقي من الموصل: نقترب من الموت كل لحظة ساعدونا
كتبت- هدى الشيمي:
يختبئ العديد من الشباب في حظيرة توجد بمدينة مزقتها الحروب، ويعيشوا تحت حكم تنظيم الدولة "داعش"، تحدث أحدهم لصحيفة الدايلي ميل البريطانية، وطالب العالم بمساعدتهم، مؤكدا أن الموت أصبح قريب منهم جميعا.
تقول الصحيفة البريطانية، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن هذا الرجل وغيره الاف أصبحوا دروع بشرية في الموصل، تستخدمهم داعش للدفاع عن نفسها، والتصدي لقوات التحالف العراقية والغربية التي شنت حربا على التنظيم من أجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل العراقية.
وتشير إلى أن الرجل، الذي رفضت الافصاح عن اسمه حفظا على أمنه وسلامته، واكتفت بالإشارة إليه باسم "عبده"، يعد أول رهينة لدى داعش يتحدث عن الأهوال التي يعيشوها، وكان من الممكن أن يدفع حياته ثمنا للمكالمة التي أجراها مع مراسل الصحيفة.
تحدث عبده من البيت الصغير الذي احتجزته فيه داعش مع عائلته، ويقول "جميعنا عرضة للموت، زوجتي وابنائي، وشقيقي وزوجته وابنائه، وأمي وأبي، لا يمكن أن يصبح الوضع اسوأ، ولكننا نشعر بأن سنعيش أحلك فترات حياتنا".
يقع منزل عبده في منطقة تعرضت لقصف قوات التحالف المتواصل، وازدادت الغارات الجوية خلال الأيام القليلة الماضية، وأشار إلى أنهم يسمعون أصوات القنابل والصواريخ طوال الوقت، وحتى في تلك اللحظة التي كان يتحدث فيها مع الصحفي كان يسمع صوت الغارات الجوية.
لا تملك عائلة عبده تليفزيون، أو راديو، ولا شبكة إنترنت، لكنهم بعد الفترة الطويلة التي عاشوها في الحرب، استطاعوا معرفة مدى سوء الأوضاع عن طريق صوت الضوضاء، ويقول "نعلم إننا قد نموت في أي لحظة".
وتابع "ارجوكم ساعدونا، افعلوا أي شيء لإنقاذنا، انقذوا الأطفال والنساء العاجزات هنا، من المؤكد أن هناك من يهتم بنا في العالم".
يخشى عبده أن تُنهي النيران الصديقة حياته، وحياة عائلته، نظرا لاستخدامهم كدروع بشرية، ويقول "لن يستطيع قوات التحالف التفرقة بيننا وبينهم لأنهم ارغمونا على التجانس بينهم، وأجبرونا على إطلاق اللحى، لكي نبدو مثلهم".
يؤكد عبده لمراسل الصحيفة البريطانية، إنه عرض حياته للخطر حتى تعلم القوات أنهم يتواجدون في هذه المناطق، وأنهم عائلة مكونة من الابرياء المحتجزين رغم إداراتهم، وتعرضوا للاضطهاد لأكثر من عامين، ويقول إنه خلال هذه الفترة رأى أهوال وعاش الرعب خلال حكم الجهاديين.
منذ حوالي ثلاثة أيام، كان عبده واحدا من بين عدة رجال أجبروا على الوقوف في نقطة مرور لمشاهدة ثلاثة من جيرانه يقيدون، لأنهم سرقوا كمية من الأرز لإطعام عائلتهم، ويقول "كان الأمر مأسوي ووحشي، وجرحوهم بسكاكين تقطيع لحم، وجعلوا الطبيب يضمد الجراح"، ثم أعلن الجهاديون إنهم يعاقبون الرجال باسم الدين الذي يحرم السرقة.
يتساءل أهل الموصل عن المدة التي ستحتاجها القوات لاستعادة المدينة، وفك أسرهم وتخلصيهم من بطش داعش، ويقول عبده "يجب أن نعرف، هل سيحتاجون لأسابيع؟ أو أيام؟، لأننا لا نستطيع تحمل المزيد، نحاول العثور على مكان آمن ولا نجد".
فيديو قد يعجبك: