نساء سعوديات يتحدثن للنيويورك تايمز: نعيش حياة كذب
كتبت - أماني بهجت:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقريرًا حول حياة النساء السعوديات بالمملكة العربية السعودية وما يعانين منه والمحظورات التي تُفرض عليهن.
وقالت دوتوبوس 24 عاما "لا يسمح لنا الذهاب للسوبر ماركت بدون إذن أو مرافق، وهذا أمر بسيط مقارنة بقائمة طويلة من القواعد التي يجب أن نتبعها" –دوتوبوس، 24 عامًا.
و أشارت جوجو 19 عاما "وصاية الرجال تجعل من حياتي جحميًا!! نريد أن نخرج مع أصدقائنا ونتناول الغداء بالخارج. أشعر باليأس".
أما نورا فلفتت أنها "لا أمانع أخذ موافقة أبي في أشياء يكون هو طرفًا منها. هذه الروابط الاجتماعية القوية لن يفهمها أحد".
هؤلاء 3 من ضمن 6 آلاف سيدة من السعودية راسلن نيويورك تايمز الأسبوع الماضي عن حياتهن.
قامت نيويورك تايمز بوضع مناشدة على موقعها الاليكتروني وعلى موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالتزامن مع عرض فيلم "النساء أولًا"، وهو فيلم وثائقي عن الانتخابات السعودية الأولى التي سُمع للمرأة للترشح والتصويت فيها.
ووفقًا للتقرير، فالسعودية مجتمع ذكوري باميتاز ذو خصوصية شديدة، وأثناء تصوير الفيلم تحفظت كثير من النساء حول الحديث عن حياتهم الشخصية خوفًا من رد فعل أقاربهن من الرجال والذين يراقبن جميع مناحي حياتهن بصفتهن أوصياء عليهن. أرادت الجريدة أن تسمع للمزيد من مخاوفهن وإحباطاتهن وطموحاتهن.
لدى السعودية واحدًا من أعلى معدلات استخدام موقع تويتر وقد اجتاحت تغريداتنا الموقع بعد تدفق العديد من الحكايات.
ركزت غالبية الردود على نظام ولاية الأمر والذي يجبر النساء على الاستئذان من أقاربهن الذكور –زوج أو والد أو أخ وحتى الابن- لفعل أشياء عادية مثل الذهاب للجامعة والسفر للخارج والزواج من شخص تختاره أو الحصول على العناية الطبية.
وتحدثت بعض النساء عن شعورهن بالفخر تجاه مجتمعهم وعن عدم ارتياحهن لمن هم خارج المجتمع. ولكن كثيرات منهن شاركن رغبة عارمة للتغيير وكررن ما قالته جوجو حول شعورها باليأس.
وظهر هاشتاج مضاد على تويتر بالعربية "لا تقولون للنيويورك تايمز"، وبدأت النساء يكتبن فيه تغريدات مضادة له فجاءت إحدى التغريدات قائلة: "إذا اغتصبك والدك وهربتي، فستذهبين للسجن، وإذا خرجتي من السجن سيعيدوكي له".
وكانت الصحيفة قد أعطت للنساء حق الكتابة بدون الافصاح عن هويتهن.
حياة مقيدة
تقول رولا 19 عاما من الرياض"لقد وقع لي حادث في تاكسي ذات مرة، ورجال الاسعاف رفضوا نقلي إلى المستشفى إلى أن آتى ولي أمري. كنت قد فقدت كثير من الدماء، لو لم يحضر في الوقت المناسب لكنت في عداد الموتى الآن".
وأردفت سارة البالغة من العمر 42 وتعمل طبيبة في الرياض "كل مرة أود السفر، يجب على ابني المراهق أن يسمح لي".
وتروي القحطانية، 28 عامًا، الرياض "ذهبت أختي إلى المكتبة بدون إذن زوجها، وعندما عادت ضربها بلا رحمة".
تشير ملك، 44عامًا الرياض إلى ان "باب المدرسة التي أعمل بها يغلق من الصباح وحتى الظهر. ويوجد حارس على الباب. حتى لو انتهت المعلمة من دوامها فهي لا تستطيع المغادرة. البوابات الحديدة تبقينا كسجينات".
وتروي فتاة أخرى من الرياض قصتها فتقول"لقد تركت المنزل واستنجدت بإحدى منظمات حقوق الإنسان في السعودية. أخبرتهم عن مشكلتي مع والدي، ولم يستطيعوا فعل أي شئ حيالها، ونصحوني بالذهاب للشرطة لطلب الحماية من والدي. وعندما ذهبت للشرطة كان والدي قد أخبرهم أني هربت من المنزل. أخبرت الشرطة بكل شئ ولكنهم قالوا إني قمت بفعل غير صحيح وارتكتب جريمة بترك منزل والدي ووضعوني بالسجن!
أمضيت الثلاثة أيام الأولى في سجن انفرادي. وبعدها قاموا بنقلي إلى جناح عام. حيث يوضع النساء اللاتي قمن بارتكاب جرائم القتل والسرقة".
الأضرار العاطفية
تقول ملك، 28 عام، أبها"منعني ولي أمري من زيارة صديقاتي من الفتيات أو الذهاب للتسوق في مراكز التسوق وحدي. أعيش في عزلة كاملة عن كل متع الحياة".
أما بشائر، 19 عام، الأحساء "الأمر كأنني مقيدة من يدي، المجتمع والقانون والناس كلهم ضدي. لهذا السبب تختار النساء الزواج في بداية عشريناتهن كطريقة للهرب، واحذر ماذا؟ الرجل الذي تتزوجه ليس مختلفًا عن أخوها أو زوجها".
وذكرت دينا، 21 عام، الرياض "لم يدعني أعمل حتى وإنني أحتاج هذه الأموال. ولم يكن يغطي احتياجاتي أيضًا. لا أستطيع تذكر أخر مرة اهتم بي أوبما احتاج. هو متزوج من 4 نساء مختلفات ومشغول تمامًا بهن، ولا يسمح لي بالسفر مع والدتي. أعاني كثيرًا حتى في حياتي الاجتماعية. يتحكم فيها تمامًا ولا يسمح لأصدقائي بزيارتي ولا يسمح ذهابي إليهن. يجبرني على الحياه بمعتقداته ودينه. لا أستطيع أن أُظهر من أنا حقًا. أنا أعيش في كذبة لكي لا ينتهي الأمر مقتولة".
ولفتت إتش4 19 عام، الرياض"أشعر بالاختناق. أَفضل أن أقتل نفسي عن العيش هكذا. أنا أعيش على الأمل البسيط أنه يومًا ما، ما يحدث سيتغير".
النظام يعمل مع البعض
من ناحية اخرى، ترى بعض النساء السعوديات أنه لا بأس بتدخل أولياء أمورهن في حياتهن لأن ذلك يكفل لهن حماية مثل دوجاناه موسى، 56 عام، طبيبة بالرياض والتي تقول:"أحتاج إلى إذن زوجي أو والدي للسفر خارج المملكة، وهذا أمر لا بأس به بالنسبة إليّ حيث أنني أحتاج لأي منهم ليعلم أين أنا، وخصوصًا مع الأحداث الجارية في العالم".
وترى أفنان، 30 عاما من الرياض أن المراة في الغرب عليها تحمل اعباء كثيرة "لقد عشت بعض الوقت في الغرب ووجدت أن حياة النساء صعبة للغاية حيث يجب أن تتحمل أعباء ثقيلة يستطيع الرجل فقط تحملها. ولكن في بلدي، على الرجل تقديم كافة وسائل الراحة للمرأة".
أما ميمي، 29 عام، من جدة تقول"متى سيتوقف الإعلان الغربي عن التدخل في شؤون المملكة العربية السعودية ونسائها ورجالها وأطفالها؟"
المستقبل في يد أيدي ولي الأمر
تقول أ. م، 30 عام، طبيبة في جدة "كان عليّ التخلي عن فرص تعليمية لأن الواصي علي يرى أن الطبيبة لا تحتاج إلى برامج تبادل ثقافي ولا لحضور الندوات لا يفهمها هو. لقد حاولت إقناعه أن يتركني أتزوج من الرجل الذي أحبه على مدار العامين الماضيين.
أنا مسؤولة عن حياة ناس كل يوم، ولكني لا أستطيع أن أحظى بالحياة التي أريدها".
وأوضحت غادة، 27 عام، من الرياض"حظيت أخيرًا بمنحة للدراسة بالخارج وكان هذا هو حلمي الذي انتظرته وعملت بكد من أجله لسنين طويلة وحصلت على الدرجات المناسبة ولكن لأن ليس لدي رجل –ما يُمسى بولي الأمر- معي، فمنحتي وسفري تم رفضهم. يجبرني ولي أمري على تغطية وجهي على الرغم من أنها حرية دينية وشخصية".
وتشير أخرى من القصيم "في الوقت الحالي أحاول إقناع والدي أن يوافق على ارتيادي لكلية الطب. هذه هي أخر سنة لي في الثانوية العامة، وليست لدي أي فكرة إذا ما كان سيوافق أم لا. لا أعلم ما الذي يحمله المستقبل لي. مستقبلي في يد هذا الرجل الجاهل المتعصب ضد المرأة، ولا يوجد ما يمكنني أن أفعله حيال ذلك".
ولي أمر داعم
وطرحت صحيفة نيويورك تايمز نماذج أخرى لولي الأمر المتعصب فبعض الفيتيات والسيدات السعوديات يفتخرن بأبائهن الداعمين لهن في حياتهن العملية.
فتقول عبير عبد الحميد، 50 عام، تعيش في لندن "أنا واحدة من النساء المحظوظات الذين لديهن والد رائع ومتفتح وإخوة رائعين لا يتدخلون في اختياراتي ويدعمونني طوال الطريق.
ومع ما قلته فإنني أشعر بالغضب كل مرة أقوم بالسفر ويسألني مسؤول الجوازات عن إذن السفر. هذا فقط ليس صحيح أن يتم سؤال امرأة في منتصف العمر كل مرة تسافر فيهابينما يُمسح بالسفر للأولاد المراهقين في الداخل والخارج بدون سؤال".
ولفتت د. أ، 26 عام، تعيش في نيويورك بأن "لديها أفضل أب في العالم كله. فهو يتفهم ما هي الأحكام الإسلامية ويطبقها بشكل صحيح. على سبيل المثال، لدى هدف أن أقوم ببناء مركز للتدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة. يشجعني والدي أن أتبع أحلامي وأرسلني للدراسة في الولايات المتحدة، أنا أعلم كيف كان الأمر صعبًا عليه وعلى عائلتي أن يتركوني أذهب ولكنه أتى معي في البداية وساعدني أن أجد منزل وكل الأشياء التي أحتاجها. وبعد أن تأكد من أن كل شئ يسير على ما يرام سافر للسعودية. ولهذا أريد ولي أمر في حياتي".
فيديو قد يعجبك: