إعلان

بعد فوز ترامب.. الولايات المتحدة تعيش انقساما سياسيا وشعبيا

11:37 ص الإثنين 14 نوفمبر 2016

كتبت- هدى الشيمي ورنا أسامة:
وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. تسبب فوزه المفاجئ بالنسبة لكثيرين في خلق حالة من الانقسام داخل الولايات المتحدة، انتشرت والتي انتشرت بين المواطنين الأمريكيين، والساسة والقادة وزعماء الدول الأوروبية.

بدأ الساسة الأمريكيون يوم الأربعاء الماضي باختلاف انتمائتهم وتوجهاتهم السياسية اتباع سياسة أكثر تصالحا وتفاهما، بعد إعلان فوز ترامب الذي لم يكن في الحسبان.

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في نسختها الدولية يوم السبت، إن فوزه لم يكن متخيلا، الأمر الذي أقلق أمريكا وحلفائها وخصومها إزاء الفترة المقبلة، نظرا لتصريحات ترامب وسياسته المختلفة عن المجتمع الأمريكي.

وأضافت الصحيفة الأمريكية إنها المرة الأولى منذ عام 2006 التي يخلوا فيها البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي من الديموقراطيين، بعد خسارة مرشحة الحزب هيلاري كلينتون بفارق ضئيل في أصوات الناخبين، وفارق كبير في أصوات المجمع الانتخابي لتحظى بمصير مشابه لآل جور بعد ترشحه في الرئاسة أمام جورج بوش عام 2000.

احباط الديموقراطيين
في الحرم الجامعي في العديد من الجامعات الأمريكية، خرج الطلاب متظاهرين حاملين لافتات كُتب عليها عبارات مسيئة لترامب، ورددوا عبارات مثل "ليس رئيسي"، وأشعلوا النار في صناديق القمامة وحطموا النوافذ في عدد من المدن مثل كاليفورنيا وأوكلاند.

كما تظاهر الاف في العدد من المدن مثل شيكاغو وفيلادلفيا وسياتل ونيويورك، التي تجمع متظاهرون فيها وسط مانهاتن أمام برج ترامب.

وتُشير استطلاعات الرأي حتى الآن إلى أن أكثر من ثُلث الأمريكيين يخشون فترة رئاسة ترامب، إذ قال 92 في المئة منهم إن ترامب يُمثّل مصدر خوف وفزع بالنسبة لهم.

كانت مشاعر الخوف من حُكم الرئيس الأمريكي المُنتخب فد انتقلت سريعًا إلى الأمريكيين اللاتينيين والأفارقة والمُسلمين والمُهاجرين ووالنساء وآخرين ممن شعروا بالاستخفاف أو التجريح من قِبل ترامب الذي استخدم لهجة حادة وعنيفة في توجيه التُهم العُنصريّة، بطرق قلبت وضع الحياة السياسيّة.

الدعم الذي قدّمه ديفيد ديوك القائد السابق لمجموعة "كو كلوكس كلان" العنصرية، لترامب، حتى وإن رفضه، جاء ليعبر عن إحساس الصدمة من فكرة أنه سيقود الآن ديمقراطيّة أكثر تنوّعًا وحيويّة.

ما إن بدأ الحديث حول مراحل التوتّر العاطفي التي مرّت بها خلال الـ 24 ساعة الماضية، حتى تنهّدت ألما جول، 59 عامًا، من إل باسو، طويلًا. تقول إنها شعرت بالغضب، الذهول، الشكّ في شرعيّة النتيجة، ثم الخجل، حتى أنها بدأت تبحث عن مسكن لشرائه في المكسيك.

وفي النهاية انتابها الشعور "بالانهيار"، بحسب نيويورك تايمز.
تقول جول "كنت حزينة للغاية." وهي تعمل بقسم السلامة في شركة الكهرباء المحليّة، "انتابتني حالة ذهول على مدار اليوم، لم أتأثر بهذا الشكل مُطلقًا في أي انتخابات أخرى مضت."

نشوة المحافظين
في المقابل شعر العديد من المُحافظين بالقوة- لكن في الاتجاه المُعاكِس. لم تستطِع مُذيعة الراديو المُحافِظ لورا انجراهام السيطرة على عواطفها خلال تقديم برنامجها يوم الأربعاء، فبكت "فرحًا" بعد فوز ترامب بينما كانت تستضيف الاستراتيجي الجمهوري إد رولينز.

قال جاكوب استوت، 20 عامًا، إن النتيجة أشعرتهم بسعادة غامِرة، آملين في تحقيق ترامب ما وعد به من اتخاذ خطوات جريئة في واشنطن. "لا أُخفي عليكَ سرًا، أشعر بالحماس يا رجل، فلقد مللنا إطلاق الوعود- تحديدًا على مدى الثمانيّة أعوام الماضية- دون حدوث أي تغيير جذري يصُب في صالح المواطنين."

وتابع "فكرة نجاح مواطن عادي في مواجهة سياسي ليُصبح رئيسًا كفيلة لأن تجعل أي شخص يشعر بالحماس.

أما زوجته كلو جوسلين، 24 عامًا، فكانت أقل حماسًا من استوت بالرغم من إدلائها بصواتها لترامب."يا الهي، كنت أرى اشخاصًا يُقاطعون أصدقائهم بسبب اختلاف آرائهم ما بين ترامب وكلينتون. لقاد كان سِباقًا محمومًا للغاية."

فرصة
حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون العمل على توحيد الصفوف، بالرغم من كونهما أكبر خصمان لترامب؛ فقد قال أوباما "جميعنا الآن في انتظار تحقيقه للنجاح، التداول السلمي للسلطة من أحد السمات المميزة لديموقراطيتنا، ويجب أن نجعل العالم يرى ذلك".

وقالت كلينتون إنه من الضروري منح ترامب فرصة لكي يتولى زمام الأمور، وأضافت "اعتذر أني لم افز بالانتخابات، من أجل القيم التي نتشاركها والمجتمع الذي نحلم به، كان ذلك مؤلم، واعتقد أن ذلك الشعور سيستمر لفترة طويلة."

انقسام عالمي
ذكرت الصحيفة أن الانقسام والاختلافات ظهرت أيضا بين الزعماء الأجانب، فمن جمعتهم علاقات متوترة مع أوباما، رحبوا بترامب، فقد وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالصديق الحقيقي لاسرائيلي، ودعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببدء الحوار الفعال عند بدء فترة رئاسته.

على نحو متحفظ، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أنها ستكون مستعدة للتعاون مع ترامب إذا احترم الإنسانية وحقوق الإنسان وما يتعلق بالمهاجرين واللاجئين القادمين من مناطق نزاع.

لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة للسياسيين ورجال الأعمال والعديد من الأمريكيين المُتقاعدين، فقد انتابهم أيضًا الشعور بالخوف من وقوع رد فِعل عنيف مُماثل لما ألمّ ببريطانيا بعد التصويت بخروجها من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت).

في الوقت الذي يشعر بعض رجال الأعمال بالقلق من انزلاق البلاد في براثن الكساد والركود، يأمل آخرون أن تلقى مُقترحات ترامب لتخفيض الضرائب والإنفاق على البِنية التحتيّة مجال ترحيب من قِبل الأسواق التي شهدت انخفاضات حادة بين عشيّة وضُحاها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان