كيسينغز عن موقف الصين وروسيا بعد فوز ترامب
كتب – سامي مجدي:
كان لفوز دونالد ترامب المفاجئ في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقع الصدمة على البعض داخل الولايات المتحدة وخارجها، خاصة المؤسسة السياسية الأمريكية التي تخشى من تصرفات غير متوقعة من جانب الرئيس المنتخب في السياسة الخارجية الأمريكية الأمر الذي قد يلحق أضرارا بالدول الأمريكي في العالم.
أحد هؤلاء الذين تفاجأوا من فوز ترامب، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسينغر. تحدث الصحفي الأمريكي جيفري غولدبيرغ مع كيسينغر عن الدور الأمريكي بعد ترامب. في إطار حوار مطول بدأ قبل الانتخابات وإعلان فوز المرشح الجمهوري.
ناقش غولدبيرغ مع كيسينغر المواقف المحتملة للقوى العالمية والدول الأخرى من فوز ترامب: كيف ستتصرف الصين وروسيا؟ كيف ستتصرف إيران وهي تعلم أن الاتفاق النووي أكثر هشاشة الآن، على ما يقول كيسينغر.
إلى نص حوار قصير الذي نشرته مجلة أتلانتيك في مستهل حوار اخر مطول نشر في عدد شهر ديسمبر من المجلة الشهيرة:
جيفري غولدبيرغ: هل تفاجأت؟
هنري كيسينغر: أعتقدت أن هيلاري سوف تفوز.
جيفري غولدبيرغ: ماذ يعني ذلك للدور الأمريكي في العالم؟
هنري كيسينغر: حسنا، قد يمكننا من تأسيس تماسك بين سياستنا الداخلية ووضعنا الداخلي. هناك فجوة واضحة بين تصور الجمهور لدور السياسة الخارجية للولايات المتحدة وتصور النخبة. أعتقد أن الرئيس الجديد لديه فرصة للتوفيق بين الاثنين (التصورين). لديه فرصة، لكن أمر استغلالها بيده.
جيفري غولدبيرغ: هل تشعر بشيء جيد حيال كفاءة ترامب أو جديته؟
هنري كيسينغر: علينا أن نتوقف عن مناقشة هذا السؤال. إنه الرئيس المنتخب. لابد أن نمنحه فرصة لتطويره فلسفته.
جيفري غولدبيرغ: هل سوف تساعده؟
هنري كيسينغر: لن أتواصل معه، لكن هذا كان نهجي مع كل رئيسي منذ أن غادرت منصبي. إذا طلب مني أن أتي لأراه، سوف أفعل.
جيفري غولدبيرغ: ما أكثر ما يقلقك حيال الاستقرار العالمي جراء نتيجة هذه الانتخابات؟
هنري كيسينغر: الدول الأجنبية سوف تتصرف بصدمة. هذا قيل، أود أن أبقي احتمالية ظهور حوار جديد مفتوحة. إذا قال ترامب للشعب الأمريكي، ''هذه هي فلسفتي في السياسة الخارجية،'' وبعض سياساته ليست متطابقة مع سياساتنا السابقة لكنها تتشارك في الأهداف الأساسية، حينئذ تكون الاستمرارية ممكنة.
جيفري غولدبيرغ: كيف ستتصرف الصين؟
هنري كيسينغر: أنا واثق إلى حد ما في أن رد الفعل الصيني سيكون دراسة خياراتها. أظن أن ذلك سيكون رد الفعل الروسي أيضا.
جيفري غولدبيرغ: هل تعتقد أن ترامب مدافع عن بوتين؟
هنري كيسينغر: لا. أعتقد أنه سقط في خطاب معين لأن بوتين قال كلاما جيدا عنه – ومن الناحية التكتيكية – شعر بأن عليه أن يرد.
جيفري غولدبيرغ: أن تعتقد أن علاقتهما لم تطبخ مسبقا بشكل ما؟
هنري كيسينغر: لا.
جيفري غولدبيرغ: لذا ليست هناك فرصة على المدى القصير أن تستفيد روسيا من هذا الوضع؟
هنري كيسينغر: الأكثر ترجيحا أن بوتين سوف ينتظر ليرى كيف يتطور الوضع. روسيا والولايات المتحدة تتفاعلان في مناطق لا هي ولا نحن نتحكم في كل العناصر، مثل أوكرانيا وسوريا. من الممكن أن يشعر بعض المشاركين في هذه النزاعات بحرية أكثر في اتخاذ إجراءات معينة. بوتين سوف ينتظر ليرى ما هي خياراته.
جيفري غولدبيرغ: لذا هناك فرصة ما في المزيد من عدم الاستقرار؟
هنري كيسينغر: سوف أدلي بتصريح عام: أعتقد أن معظم السياسة الخارجية للعالم كانت في تشوق منذ ستة أو تسعة أشهر، انتظار لنتائج انتخاباتنا. لقد شاهدونا للتو نخضع لثورة داخلية. سوف ينتظرون لدراسة ذلك لفترة ما. لكن عند نقطة معينة، ستتطلب الأحداث اتخاذ قرارات مرة أخرى. الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة ربما الجماعات ليست دول (Nonstate Groups)؛ قد يكون لديها حافزا لإثارة رد فعل أمريكي بما يقوض موقفنا الدولي.
جيفري غولدبيرغ: التهديد من داعش أكثر خطورة الآن؟
هنري كيسينغر: الجماعات التي ليست دول قد تقوم بتقييم أن ترامب سوف يرد على هجوم إرهابي بطريقة تناسب أغراضهم.
جيفري غولدبيرغ: كيف ستتصرف إيران؟
هنري كيسينغر: إيران من المحتمل أن تستنتج – وذلك صحيح – أن الاتفاق النووي بات أكثر هشاشة الآن مما كان عليه من قبل، لكنها سوف تظهر إصرارا هائلا، حتى في وجه الضغط، فيما ستدرس ترامب. لا أحد يعلم الكثير عن سياته الخارجية، لذا الجميع سوف يمضي فترة في الدراسة. بالضبط ''نوبة دراسة'' هي أكثر دقة.
جيفري غولدبيرغ: لماذا تعتقد أن ذلك يحدث؟
هنري كيسينغر: ظاهرة ترامب في جزء كبير منها رد فعل من أمريكا الوسطى Middle America (المناطق والضواحي ذات الثقافة الريفية في الولايات المتحدة) على الهجمات على قيمها من قبل المجتمعات الفكرية والأكاديمية. هناك أسباب أخرى، لكن هذا سببا هاما.
جيفري غولدبيرغ: كيف تنصح ترامب حتى يقدم نفسه للعالم؟
هنري كيسينغر: أولا، أن يظهر أنه على قمة التحديات المعروفة. ثانيا، أن يظهر أنه يعكس طبيعة تطورها. الرئيس تقع عليه مسؤولية لا مفر منها لتقديم التوجيه: ما الذي نحاول تحقيقه؟ ما الذي نحاول منعه؟ لماذا؟ حتى يقوم بذلك، عليه أن يحلل ويفكر مليا.
فيديو قد يعجبك: