إعلان

واشنطن بوست: أجواء ضبابية تخيم على العلاقات بين أوروبا وأمريكا عقب فوز ترامب

06:54 م الإثنين 14 نوفمبر 2016

واشنطن - (أ ش أ)
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الأثنين، أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتمعوا أمس لمحاولة تقييم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، مما يؤكد الشكوك التي تساور أقرب حلفاء الولايات المتحدة، لاسيما فيما يخص القضايا الدولية والتعامل مع إيران وروسيا وقضية المناخ، على سبيل المثال.

وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - إن اجتماع الأمس كان مقياسا أظهر مدى إصابة العلاقات الأمريكية -الأوروبية بشكل مفاجئ بحالة كبيرة من الفوضى، بسبب انتخاب رجل لطالما وقف القادة الأوروبيون ضده، لاسيما وأن الاتحاد الأوروبي يعتمد بشكل كبير على التعاون مع الولايات المتحدة في جملة من الأولويات الأوروبية التي ظل ترامب يدعو للتشكيك فيها خلال حملته الانتخابية، و يبدو أن أهم قضية تشهد تغيرا مستمرا : وهي الضمانات الامريكية للحفاظ على أمن أوروبا والتي عززت العلاقات الغربية منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضحت الصحيفة أن دبلوماسيين من بعض أكبر الدول الأوروبية قالوا إنهم ليس لديهم أسس كافية للحكم على طريقة ترامب المنتظرة في إدارة الولايات المتحدة أو فيما يخص أولوياته عندما يسكن البيت الأبيض، فبخلاف الحملات الانتخابية التقليدية، والتي تحافظ على التواصل مع سفارات شركاء الولايات المتحدة قبل الانتخابات، تجاهل مستشارو ترامب جهود الدبلوماسيين الأوروبيين للقائهم، وتركوا القادة الأجانب يبحثون من تلقاء انفسهم عن المعلومات.

ونسبت الصحيفة إلى مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موجيريني" قولها، عقب الاجتماع، إن دول الاتحاد الأوروبي ستكون شريكة للولايات المتحدة بناءً على قيمها الخاصة ومبادئها ومصالحها.

ودعت دول الاتحاد (28 دولة) للاعتماد أكثر على نفسها فيما يخص مواضيع الدفاع والأمن، وأكدت أنها مسئولة عن تعزيز وحدة أوروبا لمواجهة بعض القضايا المهمة قبل أن تصبح حرجة للغاية خلال الأشهر القادمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي كان مقررا من قبل أن يجتمعوا -الاثنين والثلاثاء- غير أن اجتماع أمس الأحد جاء عقب النتيجة غير المتوقعة بفوز ترامب، ولم يحضر وزراء خارجية الاتحاد بكامل عددهم، فيما تساءل وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا عما إذا كانت الانتخابات الأمريكية تمثل أزمة حقيقية، بينما رحبت حكومة المجر المناهضة للهجرة بانتصار ترامب.

وقالت "واشنطن بوست" إنه من الواضح أن ترامب سيغير العديد من أولويات السياسة الخارجية لإدارة الرئيس باراك أوباما، ولكن إلى أي مدى وتفاصيل رؤيته لم تتضح بعد، لاسيما بعدما اتسمت حملته بتغيير بياناتها ووعودها التي قد تصل إلى حد التناقض على لسان ترامب وحلفاءه.

من جانبه، قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز:"إننا نهتم لرؤية ومعرفة مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة خلال الأشهر القادمة"، وأضاف أن نظرائه يحاولون فهم ما يمكن توقعه من التغيير في السلطة.. وأنهم سيفعلون كل شيئ كي يحافظوا على التواصل مع الفريق الأمريكي الجديد".

وعلى سبيل المثال، أعلن ترامب رفضه للاتفاق النووي مع إيران، المبرم في شهر يوليو بالعام الماضي بهدف تحجيم قدرة طهران على إنتاج الأسلحة النووية، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيعمل على إلغاء الاتفاق او سيسعى إلى إعادة التفاوض على بعض بنوده".

ورأت الصحيفة الأمريكية أن تغيير الاتفاق النووي ربما يجعل إيران تتجه لإعادة استئناف برنامجها النووي ولكن من غير المرجح أن يوافق الاتحاد الأوروبي على إعادة فرض القيود الاقتصادية على طهران بعد أن تم رفعها في مقابل إبرام الاتفاق.

وأردفت الصحيفة تقول: "إنه لم يتضح أيضا ما إذا كان ترامب سيتخلى عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد روسيا بسبب تحركات الأخيرة في أوكرانيا" .. في المقابل، تحافظ أوروبا على وحدتها فيما يخص سياستها تجاه الكريملين، لذا فإن أي تغيير في سياسة واشنطن قد يمنح الدول غير المتعاونة مثل إيطاليا والمجر رخصة جديدة للاعتراض على تجديد الاجراءات مع روسيا".

وتابعت "واشنطن بوست" أن التحول المفاجئ في الانتخابات الأمريكية دفع أيضا القادة الأوروبيين للتحدث عن فعل المزيد من أجل دولهم على الصعيد الدفاعي، وفيما يخص قضايا القوة الناعمة التي لطالما خولها الاتحاد الأوروبي لحلفائه على جانبي المحيط الأطلسي.. فيما بحث بعض القادة الأوروبيون ضرورة توحيد أنفسهم كقوة ربما تنافس في المستقبل النفوذ الأمريكي في العالم.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان