لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجارديان: هل تدخل رئاسة ترامب في "حرب استنزاف" مع وسائل الإعلام الأمريكية؟

06:05 م الأحد 20 نوفمبر 2016

كتبت - رنا أسامة:
في مقال نُشّر، الأحد، على الموقع الرقمي لصحيفة "الجارديان" البريطانية، قال الكاتب بيتر بريتسون إن ثمة مخاوف بشأن ما يُمكن أن يؤول إليه وضع أمريكا تحت مِظلة حُكم الرئيس المُنتخب دونالد ترامب، مُتسائلًا: "ماذا يُمكن أن يقع من أحداث لبثّ طاقة نور تُضيء ظلام الأعوام الأربعة المُقبِلة؟".

يقول بريتسون في مقاله إن بعض المُناهِضين لترامب ممن أصابهم الذهول بعد فوزه، يدعون إلى "حرب استنزاف سياسي غير عنيفة" في مواجهة هذا "الدجّال البلوتوقراطي المُرجّح أن يتسم حُكمه بالاستبداد"، المدعو دونالد- على حدّ وصفه.

وكان الممثل الكوميدي ومُقدّم التليفزيون الأكثر شعبيّة في مانهاتن، جون أوليفر، قد فجّر تلك الدعوة في برنامجه “Last Week Night”، الأسبوع الماضي، بمُناشدته الجميع بضرورة مكافحة الأخبار الكاذبة من خلال دعم مصادر الأخبار الحقيقية الموثوقة، والتبرّع لصحيفة نيويورك تايمز والواشنطن بوست، ومؤسّسة بروبابليكا للصحافة الاستقصائيّة. قائلًا "لا تكتفوا بالجلوس والنحيب. ضعوا أيديكم في جيوبكم وتبرّعوا لمواجهة وسائل الإعلام المُضلّلة".

بسعادة غامِرة، بدا أن العديد من القُرّاء والمُشاهدين قد استجابوا لدعوة أوليفر، حتى تضاعفت التبرّعات الممنوحة لـ بروبابليكا عشر مرات بشكل مُفاجيء، وَفق بريتسون."نقلتنا حلقة برنامج أوليفر إلى مستوى مُختلف"، يقول رئيس بروبابليكا. وارتفعت اشتراكات القُرّاء بصحيفة نيويورك تايمز بمقدار 41 ألف اشتراكًا جديدًا منذ يوم الانتخابات الأمريكيّة، وجرى ذات الأمر في "ذا اتلانتيك" و"الجارديان" و"ماذر جونز".

الأمر الذي يُشير إلى أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض سيصُب، بطريق غير مُباشر، في صالِح المؤسّسات الإعلاميّة بأكملها، على حدّ قول "بريتسون".

في خِضم كل هذا، يُثار تساؤل آخر يتعلّق بنوع التغطيّة الإعلاميّة- العالميّة والأمريكيّة على السواء- التي يُمكن أن تُحسّن المزاج العام في العالم، والطريقة التي يُمكن أن تتفق مع التغطية التي شاهدناها خلال الانتخابات، والتي اتسمّت بصورة أكثر حزبيّة . ففي الوقت الذي نجح ترامب في الحصول على اهتمام الكثيرين وخطف العديد من الأنظار، بدت كلينتون أغلب الأوقات ثانويّة تابِعة، غير أن حجم الاهتمام الكبير لم يكُن تأثيره إيجابيًا، وهو ما ظهر جليًا في آراء الكُتّاب الذين ذهبوا يُعلنون دعمهم للديمقراطيّة كلينتون مُقابل الجمهوري ترامب في افتتاحيّات الصحف وفي أكناف المقالات والأعمدة التحريريّة.

بيد أن تلك البهرجة الصحفيّة في مُحاولة دفع الأصوات ناحيّة كلينتون لم تُجدِ نفعًا. وهُنا يستطرد بريتسون مُتسائلًا: "لِم ينبغي على الصحافة أن تزأر بشراسة في سبيل توجيه الرأي العام تجاه شخص أو موقف بعينه، كما حدث قبل الثامِن من نوفمبر (يوم الانتخابات الأمريكيّة)، ليأتي القدر بنتيجة مُعاكِسة في طريق مُغاير لما كانت تدفع الأصوات نحوه؟".

وفي هذا الشأن، استشهد بالحملة المُضاّدة التي أطلقتها صحيفة الواشنطن بوست الأمريكيّة ضد المُرشّح دونالد ترامب، بإطلاقها سلسلة من الهجمات للنيل من سُمعته وتشويهها أمام الرأي العام، وكذلك الحال بالنسبة للديلي ميل البريطانيّة.

ورجّح أن تشهد الأربعة أعوام المُقبّلة وقوع حرب استنزاف مُشابهة لما جرت قبل انتخابات الرئاسة الأمريكيّ، إذ توقّع أن يبدأ الرئيس المُنتخب في استخدام موقع التدوين المُصغّر تويتر في الردّ على الهجمات التي شنّتها ضده صحف كما نيويورك تايمز، في معركة محمومة، قد تنتهي بانتصار ترامب.

في تلك الأجواء يكتنف الصحافة ذاتها عدد من المخاطر، في الوقت المُرجّح أن تُصدر أوامر لآلاف الصحف حول العالم (من قِبل القُرِاء على الأغلب) بـ "منح ترامب فرصة".

وقتئذٍ يُمكن للولاء المشوب بالحذر مع المواجهة أن ينجحا في كبح جِماح الغضب الأمريكي، كما حدث عبر سنوات حُكم جورج دبليو بوش، فيما يتوقّع بريتسون أن تنطوي آلية الضغط التي يدفع بها جون أوليفر على مخاطر من رد فِعل شخص بأيديولوجيّة وتكوين ترامب.

الخطر لا يقتصر فقط على مِنصات التواصل الاجتماعي كما فيسبوك باعتبارها قوة مؤثّرة في تحريك الرأي العام، بل أيضًا في قيم الأخبار الكاذبة التي يتم الترويج لها في وسائل الإعلام، وتحديدًا ما يتم تداوله في التغطيات الصحفيّة، والذي ينتشر بسرعة كالنار في الهشيم.

واختتم بريتسون مقاله بالقول: "إذا ارتجفت أركان الديمقراطيّة في ظل حُكم ترامب، ستتأثر وسائل الإعلام بلا شك لتقف وظائف الصحافة على المحك، في معركة نأمل أن تنتصر أقلام بلاط صاحبة الجلالة فيها على بلوتوقراطية ترامب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان