إعلان

جيمي كارتر: يجب أن نعترف بفلسطين قبل 20 يناير المقبل

10:08 م الثلاثاء 29 نوفمبر 2016

جيمي كارتر

كتب - علاء المطيري:

قال الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر: "يجب أن نعترف بفلسطين"، مشيرًا إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة غير معروفة حتى الآن، لكن سياسة الإدارة الحالية التي يقودها الرئيس باراك أوباما تهدف إلى دعم مفاوضات إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بحل الدولتين ويجب عليها أن تعترف بفلسطين قبل 20 يناير المقبل".

وتابع في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس الاثنين: "رغم وجود شكوك عميقة في إمكانية حدوث ذلك في الوقت الحالي فإنني مقتنع بأن الولايات المتحدة مازال بإمكانها رسم مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قبل تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة بصفة رسمية في يناير المقبل"، لكن الوقت قصير جدًا.

خطوة حيوية

وأمام الإدارة الأمريكية الحالية خطوة بسيطة لكنها حيوية بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهي أن تحذوا حذو 137 دولة اعترفت بدولة فلسطين وأن تساعدها في الحصول على عضوية دائمة في الأمم المتحدة، يقول كارتر.

ويتابع: بالرجوع إلى عام 1978 - عندما كنت رئيسًا للولايات المتحدة - وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، والرئيس المصري أنور السادات اتفاقية "كامب ديفيد" استنادًا غلى قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي أصدره عقب حرب يونيو 1967، مضيفًا: "أهم ما جاء في القرار هو عدم قبول استحواز إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في الحرب والعمل من أجل إقرار السلام في الشرق الأوسط بصورة تمكن كل دولة من الحفاظ على أمنها مع إنسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967".

ووافق البرلمان المصري على الاتفاقية بأغلبية وكذلك البرلمان الإسرائيلي، وأصبح مبادئ تلك الإتفاقية بمثابة مبادئ ثابتة لسياسة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في المنطقة منذ ذلك الحين.

تأكيدات أوباما

وأضاف كارتر أن ذلك ما دفع إدارة الرئيس أوباما عام 2009 -عندما تولت السلطة- أن تعيد التأكيد على أن مبادئ كامب ديفيد والقرار رقم 242 هي عناصر حاسمة في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ودفعها للمطالبة بإخلاء المقاطعات الفلسطينية من المستوطنات والمنشآت التي تم إقامتها بطريقة غير قانونية.

وفي أواخر عام 2011 قال أوباما بوضوح إن حدود إسرائيل وفلسطين يجب أن يتم رسمها على مبادئ حدود ما قبل حرب يونيو 1967، وأن نتيجة المفاوضات يجب أن تكون دولة فلسطينية بحدود ثابتة مع مصر والأردن وإسرائيل وحدود إسرائيلية ثابتة مع فلسطين.

ويتابع كارتر: "اليوم، بعد مرور 38 عامًا على اتفاقية كامب ديفيد، يبدو أن الإلتزام بمبادئ الاتفاقية تم إلغاؤها حيث تقوم إسرائيل ببناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية وتقوم بتهجير الفلسطينيين بتلك المناطق لترسيخ الاحتلال رغم أن تلك المقاطعات يقطنها 4.5 مليون فلسطيني يعيشون جميعهم تحت الحكم العسكري الإسرائيلي ولا يتم اعتبارهم مواطنون إسرائيليون وليس لهم حق في المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية".

وفي ذات الأثناء يتمتع المستوطنون الإسرائيليون في الأراضي الفلسطينية المحتلة بكافة الحقوق القانونية إضافة إلى كونهم مواطنين إسرائيليين يصل عددهم إلى 600 ألف نسمة، مشيرًا إلى أن هذه العملية التي تقوم بها إسرائيل تٌسرع بخلق واقع الدولة الواحدة - إسرائيل - وتدمر ديمقراطيتها بصورة تؤدي إلى تعرضها لانتقادات دولية مكثفة.

ويواصل مركز كارتر -منظمة بحثية غير ربحية- دعمه لحل الدولتين باستضافة نقاشات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، الشهر الجاري، للبحث عن طريق للوصول إلى السلام.

الاعتراف الأمريكي:

ويؤكد كارتر أن أهم خطوة إيجابية يمكن أن تدعم جهود المركز هي الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطين حتى يمكن للدول التي لم تقم بتلك الخطوة أن تقدم عليها بصورة تمهد الطريق لصدور قرارات من مجلس الأمن يمكن أن تساهم في الوصول إلى حل الدولتين.

واوضح أنه يجب على مجلس الأمن أن يمرر قرارًا يرسم الخطوط العريضة لحل الصراع وتعيد التأكيد على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي التي احتلتها عام 1967. ويجب أن يشمل القرار توفير الأمن لكلا الدولتين ونزع سلاح الدولة الفلسطينية ووجود قوة سلام تابعة للأمم المتحدة بصورة دائمة، مع التعهد باحترام اتفاقية جنيف ومبادئ حقوق الإنسان والنظر في قضية اللاجئين الفلسطينيين.

ولفت كارتر إلى أن الاعتراف الأمريكي بدولة فلسطين سيحقق هدفين هما حصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة وإمكانية إصدار قرار من مجلس الأمن لحل الصراع استنادًا على مبادئ القانون الدولي، مشيرًا إلى أن الاعتراف سيمهد الطريق لرسم معالم الدبلوماسية الأمريكية في المستقبل.

وتابع: "هذا الاعتراف سيقوي قادة فلسطين المعتدلين ويبعث برسالة واضحة إلى الشعب الإسرائيلي مفادها أن العالم بأثره يهتم بأمنها"، مشيرًا إلى أن الاعتراف الأمريكي سيكون الطريق الوحيد لإيقاف سياسة فرض الأمر الواقع ووجود دولة واحدة هي إسرائيل.

وقال كارتر: "الأهداف الأساسية لسياستي الخارجية كانت ومازالت تهدف للحفاظ على أمن إسرائيل وجيرانها"، مشيرًا إلى أنه مازال يشعر بالفخر عندما يتذكر مباركت الكونجرس لاتفاق السلام بين مصر وإسرائيل عام 1978.

وختم: "أخشى أن يتم إهدار فرصة السلام التي كانت بادرتها اتفاقية كامب ديفيد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان