فاينانشيال تايمز: المعارضة المسلحة السورية يجرون محادثات سرية لإنهاء قتال حلب
لندن- (أ ش أ):
كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية النقاب عن أن قادة المعارضة المسلحة السوريين يجرون محادثات سرية مع روسيا لإنهاء القتال في حلب.
ورأت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس، على موقعها الإلكتروني نقلا عن شخصيات من المعارضة السورية – أن هذا التطور يظهر إلى أي مدى أصبحت الولايات المتحدة مهمشة في بعض النزاعات الأكثر محورية في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن أربعة أفراد ينتمون للمعارضة من شمال سوريا الذي يسيطر عليه الثوار قولهم "إن تركيا تتوسط في محادثات في أنقرة مع موسكو التي أدى تدخلها العسكري العام الماضي في جانب الرئيس السوري بشار الأسد إلى تحويل مسار الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام لصالح النظام".
وبحسب أفراد المعارضة، فإن المحادثات ركزت على التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع في حلب، ثاني أكبر مدن البلاد والتي تخضع للحصار.
وقالت إحدى الشخصيات المعارضة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية المفاوضات، إن "الروس والأتراك يجرون محادثات بدون الولايات المتحدة حاليا فيما ليس هناك تواجد لواشنطن نهائيا في هذه المحادثات، ولا يعلم الأمريكيون حتى ما يجري في أنقرة".
وأوضحت الصحيفة أنه في حين لا تعد هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها ممثلون للمعارضة المسلحة مع الروس، فإن المطلعين على مجرى المحادثات يقولون إنها المرة الأولى التي يشترك فيها مثل هذا العدد الكبير من جماعات المعارضة – وهو مؤشر على التوقيت الذي يعتقدون بأنه سيكون المناسب للتحول من أجل التوصل لاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات حققت تقدما ضئيلا على ما يبدو؛ لكن حقيقة إجرائها – بدون اشتراك الولايات المتحدة – تؤكد تحول الحركية السياسية في الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أشار مرارا إلى استعداده لدعم جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدعم نظام الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ خمسة أعوام.. مبررا ذلك بأن "الكرملين" يتحرك من أجل القضاء على المتطرفين الإسلاميين. فيما وفرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المنتهية ولايته التدريب والأسلحة للمعارضة المسلحة وطالب برحيل الأسد.
ونوهت الصحيفة إلى أن الأطراف الفاعلة في المنطقة تبدو حاليا أكثر استعدادا لتجنب واشنطن من أجل السعي وراء اتفاقات مع روسيا الحريصة على تطوير صورة نفوذ صاعد يمكن أن يساعد في الوساطة في مثل هذه الاتفاقات.
ونسبت الصحيفة إلى علي شيخ عمر، وهو أحد قادة مجلس حلب، قوله إن "السياسيين في الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها المعارضة المسلحة اتفقوا على فريق يريدونه للانضمام للمفاوضات مع روسيا بشأن إنهاء الهجوم الجوي العنيف الذي سوى المدينة بالأرض. وقد حققت قوات النظام انفراجه هامة في الأسبوع الأخير واستولت على ثلث الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في المدينة".
وأضاف أن المفاوضات تجري بشكل مباشر مع الروس لأننا نعلم جميعا أنه في هذه المرحلة لا يعد بشار الأسد أكثر من مجرد حاكم إقليم ينفذ أوامر بوتين.. على حد قول الصحيفة .
ونوهت الصحيفة إلى أن أحد قادة المعارضة المسلحة نفى وجود مثل هذه المفاوضات، فيما رفض آخرون التعليق.. قائلين إن القضية حساسة للغاية. وقال دبلوماسي غربي في المنطقة إنه لا يوجد لديه تأكيد؛ لكنه يسعى للحصول على معلومات عن محادثات محتملة.. مشيرا في نفس الوقت إلى أن لديه تقارير عن رحلة طيران عسكرية روسية انطلقت من مدينة اللاذقية الساحلية – موقع إحدى القواعد العسكرية التابعة لموسكو – إلى أنقرة في 24 نوفمبر الحالي.
ووفقا للصحيفة، فلم يوضح أحد ممن تحدثوا حول المفاوضات ما إذا كان الثوار قد اجتمعوا مع الروس مباشرة أو بشكل غير مباشر بوساطة المسئولين الأتراك.
وفى نفس الاطار كشف سمير نشار، عضو الائتلاف السوري المعارض، أن "اجتماعات بين الجانب الروسي وفصائل عسكرية من حلب جرت قبل ثلاثة أيام بوساطة تركية"، مشيرا إلى عدم توصلها إلى نتائج ملموسة.
وقال نشار - في تصريح لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، اليوم الخميس: "جرت هذه الاجتماعات في تكتم شديد، حيث شاركت فيها الفصائل التي تستطيع تركيا ممارسة بعض النفوذ عليها".
وأوضح أن سبب عدم توصل هذه الاجتماعات إلى نتائج يرجع إلى أن القرار يعود إلى المحاصرين داخل مدينة حلب، لافتا إلى أن قرار هؤلاء المحاصرين بات مستقلا عن قياداتهم الموجودة خارج المدينة .
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: