لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة مهاجر جامبي: "طريق الحرية مليء بالتعذيب والاغتصاب والقتل"

10:45 ص الثلاثاء 13 ديسمبر 2016

معاناة المهاجرين

كتب- هشام مصطفى:                        
نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية قبل يومين قصة مراهق جامبي فر من بلاده بحثا "عن الحرية" في أوروبا، بعد تعرضه للتعذيب والسجن ودفنه لجثث أصدقائه.

تقول الصحيفة إن مامادور يالو اعتقد أن هروبه قد يوصله إلى بر الأمان ولكن الأمر تحول كابوس لمدة عاما ونصف من التعذيب و السجن ورؤيته للحرب والموت، حيث أكتظ مع مهاجرين فى زورق ورأى ثلاثة من أصدقائه يتعرضون للضرب حتى الموت، والنساء والأطفال وهم يتعرضون للإغتصاب وكان يُعامل كالعبيد.

في حديثه إلى الصحيفة من بروكسل، وصف مامادو البالغ من العمر 19 عاما كيف هرب من وطنه في ديسمبر 2014 بعد دور والده في انقلاب فاشل ضد "الدكتاتور" في البلاد منذ 22 عاما

قال "جاءوا واعتقلوا جميع عائلتي عندما كنت في المدرسة، لم يكن هناك ما أفعله لذا هربت إلى السنغال لأنى أعلم بأننى إذا عدت سيقتلونى".

لفتت الصحيفة إلى أن يالو انضم إلى أصدقاء يشقون طريقهم للهجرة نحو شمال أفريقيا وأوروبا عبر مالي.

ولكن معرفة أصدقائه المراهقين كانت قليلة بما هم ذاهبون إليه، حيث وصلوا إلى منطقة ينعدم فيها القانون تسمى"أزوارد" يوجد بها نزاعات بين الحكومة المالية والمتمرديين الإنفصاليين ومنظمات تابعة لتنظيم القاعدة من أجل السيطرة على المنطقة.

تابع يالو روايته إنهم كانوا يركبون شاحنه وأوقفتهم جماعمة إسلامية من منطقة جاو وقاموا بإختطافه هو و100 غيره من المهاجرين، حيث أجبروهم على الإنضمام إلى صفوفهم، ومن يرفض يقتلونه. وقال إنهم "أخذوا كل ما نملك من ماء وغذاء ومال."

أعتقل يالو من هذه المليشيات لمدة أسبوع ورأى أصدقائه من هم يتعرضون للضرب حتى الموت ومن كان يصارع الحياة من أجل البقاء حيا فى درجات حرارة مرتفعة ونقص الماء والطعام.

بعد ذلك قرر يالو هو وصديق له المخاطرة بالهرب، حيث أخبرا الحراس بأنهما ذاهبان للتبول ثم هربا إلى الصحراء، وخوفا من أن يتم كشفهم من سكان القرية المجاورة لهم قفزا في شاحنة إلى أن وجدا نفسيهما فى مدينة ورفلة بالجزائر، وهي نقطة عبور للوصول إلى أوروبا.

ولكن في ليلة 23 نوفمبر 2015، وقع انفجار غاز ضخم فى المعسكر الذي يضم أكثر من 650 من المهاجرين، قتل فيه 18 شخصا. قال يالو أنه كان من المحظوظين لأنه وقتها كان نائما فى الجانب الأخر من المعسكر وليس بداخله.

بعد ذلك قامت السلطات الجزائرية بترحيل جميع المهاجرين الذى لديهم تأشيرات مثل يالو خارج البلاد أو ترحيلهم قصرا.

يقول يالو "وجدنا أنفسنا ننتقل إلى ليبيا"، حيث يسود انعدام القانون في أجزاء كبيرة من البلاد لا تزال متورطة في حرب أهلية بعد الاطاحة المدعوم من بريطانيا من الزعيم الليبي معمر القذافي
هناك في ليبيا التقى يالو مع رجل عربي يرتدي بزة عسكرية، أخبرهم بأنهم سيساعدهم في أن يكونوا في مأمن، حسبما أوردت الصحيفة. يقول المراهق الجامبي إن "الرجل وضعنا فى شاحنة مع ستة مهاجرين أخرين و سلم رزمة فلوس للسائق قائلا له "لقد أشتريت لك عبيدا"."
بعدها وجدوا أنفسهم فى مجمع كبير ويجبرون على الزراعة و العمل الشاق.

هناك من لم يستطيعوا مواصلة العمل لمعانتهم من سوء التغذية وعدم النظافة، لكن كان يتم تهديدهم بالقتل إذا لم يواصلوا العمل. يقول يالو "ثلاثة من أصدقائي لم يستطيعوا مواصلة العمل فقال الرجل لهم: أنا دفعت المال من أجل أن تعمل غير ذلك سوف أقتلك، وبالفعل قام بقتل بعضهم وأشار لنا أن ندفنهم فى الحديقة."

في نهاية المطاف تمكن يالو وثلاثة سجناء من الهرب إلى مكان اخر وجدوا فيه مهاجرين افارقة اخرين قدموا لهم الطعام والدواء ومكان للإقامة.

وبعد أشهر تمكن يالو فى العثور على مهرب وضعه على زورق مكتظ من صبراتة في البحر الأبيض المتوسط، حتى أنقذته سفينة إسبانية نقلته إلى صقلية في إيطاليا، حيت تلقى العلاج من إصابات عانى منها خلال رحلته.

وقال يالو للاندبندنت بعد أسابيع من وصوله إلى أوروبا، "لم أتمكن من منع ذاكرتى فى تذكر دفن أصدقائي، لكن هناك دائما أمل ونأمل أن نجد السلام قريبا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان