نيويورك تايمز: تفجير الكاتدرائية يحمل السيسي مسؤولية الجهاد لطمأنة الأقباط
كتبت- رنا أسامة:
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن حادِث تفجير الكنيسة البطرسيّة الذي وقع صباح الأحد الماضي، يُثير مخاوف واسِعة لدى الأقباط في مصر من تصاعُد أعمال العُنف التي تقوم بها العناصر المُتطرّفة، كما يُلقي على كاهِل الرئيس عبد الفتاح السيسي مسؤوليّة الجِهاد في سبيل طمأنة الأقباط المسيحيين المكلومين.
تضافُر الجهود مع البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مكّن من تحديد هويّة مُنفّذ التفجير، حتى أعلن الرئيس السيسي، أمس الاثنين، أن انتحاريًا يُدعى محمود شفيق محمد مصطفى (22 عاما)، فجر نفسه بحزام ناسف داخل الكنيسة البطرسية المُجاروة للكاتدرائيّة المُرقسية بالعباسيّة، الأمر الذي أسفر عن سقوط 25 قتيلًا، مُعظمهم من السيدات والأطفال، في هجوم يُعد الأكثر دمويّة ضد المسيحيين منذ سنوات- بحسب وصف الصحيفة.
كما قال الرئيس السيسي- في كلمة ألقاها خلال مراسم تشييع جثامين شهداء حادث الكنيسة البُطرسيّة- إن "السُلطات قامت بإلقاء القبض على 3 رجال وسيدة وجاري البحث عن اثنين آخرين".
أشارت الصحيفة الأمريكيّة إلى أن نجاح السُلطات المصرية في تحديد مُنفّذي التفجير الانتحاري، بهذه السُرعة، يعكِس مشاعر الخوف والقلق السائدة في الشارع المصري بعد وقوع ثلاثة تفجيرات في ثلاثة أيام، كان أولها تفجير استهدف كمينًا أمنياً في منطقة الطالبيّة بالهرم يوم الجمعة، مودياً بحياة 6 من ضباط وأفراد الشرطة وإصابة 3 آخرين، أعقبه بعد ساعات تفجير عبوة ناسفة بسيارة شرطة فى كفر الشيخ، أسفر عن مقتل أحد المارة من المدنيين كان يستقِل دراجة ناريّة.
إضافة إلى الجهود التي يبذلها للقضاء على العناصر المُتطرّفة، تقول "نيويورك تايمز" إن الرئيس السيسي يُجاهِد في سبيل تعزيز الدعم الشعبي له واستعادة شعبيّته التي باتت "على المحك" بعد أن شابها بعض الاهتزاز هذا العام جراء الأزمة الاقتصاديّة الطاحِنة، التي أثارت بدورها استياء واسِع الشارع المصري، في ظل ارتفاع التضخُم ونقص بعض المواد الغذائية الأساسيّة كالسُكر، مُهدّدة بخروج احتجاجات تجوب الشوارع الغاضبة.
واعتبرت الصحيفة أن تفجير الكنيسة البُطرسيّة يُعيد إلى الأذهان تفجير كنيسة القديسين بالإسكندريّة، الذي وقع خلال الاحتفالات بليلة رأس السنة في العام 2011، ما أسفر عن وقوع 23 قتيلًا وإصابة قُرابة المائة شخص.
على الجانب الآخر، تُشير الصحيفة إلى أن كثير من المصريين، بما في ذلك بعض الأقباط، انتابهم الشكّ حيال مِصداقية النتائج التي كشفت عنها السُلطات فيما يخُص هويّة مُنفّذي التفجير الانتحاري. "يبدو الأمر مُريبًا بشكل أو بآخر"، قالها وائل إسكندر- مُدوّن بارز. فيما قال الخبراء العسكريّون إن الهجوم الطائفي يمثّل دليلًا يُنذِر بالخطر من تصاعُد نفوذ الرؤوس الإسلاميّة المُتطرّفة على نحو يشوبه التعقيد والطموح.
على الرغم من عدم خروج أية جماعة إسلاميّة للإعلان عن مسؤوليتها عن هجوم الكاتدرائيّة، يبدو أن الرئيس السيسي يميل إلى إلقاء اللوم على جماعة الإخوان المُسلمين، الذي أُطيح رئيسها محمد مرسي، من رئاسة الجمهوريّة، في انتفاضة شعبيّة قادها الجيش في 2013.
بيد أن للخُبراء رأياً مُغايرًا، في الوقت الذي يُرجّحون فيه تنفيذ جماعة سلفيّة كما تنظيم داعِش أو القاعدة، لهذا التفجير الانتحاري، خاصة وأن تاريخها حافِل بالمجازر الطائفيّة. "يُعد هذا الهجوم الأكثر تعقيدًا في تاريخ مصر الحديث، ونحن نُقاتِل الجماعات المُتشدّدة التي تهدف إلى زعزعة استقرار الحكومة وبثّ الفوضى"، يقول مختار عوض- زميل باحِث في برنامج "حول التطرّف" بجامعة جورج واشنطن.
فيديو قد يعجبك: