تيلرسون.. صديق الروس وزير الخارجية الأمريكي المحتمل

كتبت- رنا أسامة:

أعلن الرئيس الأمريكي المُنتخب، دونالد ترمب، رسميًا تعيين الرئيس التنفيذي للشركة النفطية العملاقة إكسون موبيل، ريكس تيلرسون، وزيرًا للخارجية بإدارته الانتقاليّة.

الميلاد والنشأة

وُلِد ريكس تيلرسون عام 1952، في ولاية تكساس، حيث كان والده يشغل إدارة فريق الكشّافة هُناك. وحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنيّة عام 1975 من جامعة "تكساس". ثم انضم في العام نفسه إلى شركة إكسون موبيل التي تأسّست على مبادئ الرأسماليّة والبروتستانتيّة، وَفقا لمجلة "نيويوركر" الأمريكيّة.

الحياة المهنيّة

بحُكم قضائه كامل حياته المِهنيّة في شركة إكسون فور تخرّجه من الجامعة، لم يحظَ تيليرسون، 64 عامًا، بأي خبرة دبلوماسيّة على الإطلاق، لذا يُعتقد أن نِتاج معارف تيلرسون بالشؤون الدبلوماسيّة والخارجيّة مُنبثق من خبراته التي اكتسبها من رحلاته حول العالم في إطار عمله لدى شركة إكسون، التي تُجري أعمالًا في أكثر من 50 دولة، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

صديق الروس

أجرى تيلرسون عددًا من الصفقات الكُبرى مع شركة "روسنتوف"، عِملاق النفط المملوكة للحكومة الروسيّة، في مجال التنقيب والإنتاج عام 2011، نفذّت خلاله الشركة 10 مشروعات مشتركة في روسيا منذ ذلك الوقت، كما تربطه علاقات شخصيّة مع الرئيس فلاديمير بوتين، الذي منحه وسام الصداقة في 2013.

وتُشير صحيفة "بيزنس انسايدر" الأمريكيّة إلى أن تعيين تيلرسون في حكومة ترامب، يعكس تضارب مصالح مُحتمل بين العمليات العالميّة الموسّعة التي تُجريها شركة إكسون، وبين أسهم الشركة التي يمتلكها تيلرسون والتي تُقدّر بـ 151 مليون دولارًا، وَفق الأوراق الماليّة التي تم مراجعتها من قِبل "وول ستريت جورنال".

رُبما تُصبح هذه الأسهم وقتئذٍ مُهدّدة بالخطر على نحو أكبر خاصة بعد قيام الولايات المتحدة برفع العقوبات ضد روسيا، الأمر الذي تسبّب بدوره في تجميد اتفاق إكسون حول نفط القطب الشمالي مع روسيا، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكيّة.

وكانت الادارة الأمريكية قد وجّهت اتهامًا للروس بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لمصلحة ترامب على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وفق تقييم استخباري.

وفاق وخِلاف

فيما يبدو صعود تيلرسون لائقًا بالنسبة للرئيس الأمريكي المُنتخب، الذي أشاد به علنًا، واصِفًا إياه بأنه "لاعب من الطراز العالمي"، مُعربًا في الوقت نفسه عن إعجابه الشديد بالنهج الذي سارت عليه شركة إكسون تحت قيادته. "سيُصبح أكثر من مُجرد رجُل أعمال تنفيذي"، هكذا قال ترامب لشبكة فوكس نيوز الأمريكيّة.

وأضاف ترامب: "بالنسبة لي، فإن االميزة الكُبرى في تيلرسون تكمُن في أنه يعرف العديد من اللاعبين جيدًا. فهو يُجري صفقات ضخمة مع روسيا. لا يُجري صفقات ضخمة لنفسه، وإنما لصالح الشركة."

نِقاط الاتفاق المُشتركة التي تجمع بين رجل الأعمال تيلرسون والرئيس المُنتخب ترامب، لا تلغي الخلاف بين الاثنين حيال بعض القضايا، فعلى سبيل المثال تلفت "بيزنس انسايدر" إلى تصريحات تيلرسون التي أعلن خلالها أنه "يعتقد أن البشر هُم السبب وراء تغيّر المُناخ"، فيما اعتبرها ترامب "أكذوبة" اختلقها الصينيّون "لإعاقة الولايات المتحدة عن المنافسة".

إضافة إلى ذلك، فإن تيلرسون يُعد من أكبر الداعمين للتجارة الحرة، وقد صرّح من قبل أن "السوق العالميّة الحرة للطاقة توفّر أكثر الوسائل فعاليّة في تحقيق أمن الطاقة الأمريكي". فيما يدعم ترامب سياسة رفع التعريفات الجُمركيّة بحسب شبكة بلومبرج الإخباريّة.