أمريكا تتجرع من نفس الكأس.. تعرف على تاريخ تدخلها في انتخابات الدول الأخرى
كتبت - أماني بهجت:
لا يزال المشرعون والمسؤولين الأمريكيون يردون على تقارير استخباراتية لوكالة المخابرات المركزية تشير إلى أن روسيا تدخلت عمدًا في انتخابات نوفمبر من أجل فوز دونالد ترامب. وعلى الرغم من ذلك، فالتدخل في الانتخابات الخارجية ليس شيئًا جديدًا وتحديدًا بالنسبة للولايات المتحدة.
على مدار عقود، كان لوكالات الاستخبارات الأمريكية (سي آي ايه) تاريخًا في وضع تكتيكات للدفع بفوز قادة بعينهم والاتيان بهم كرؤساء من أجل مصلحة الولايات المتحدة. هذا النوع من التدخل يرجع تاريخه لبدايات وكالة الاستخبارات المركزية وكان يُنظر لها باعتبارها استراتيجية ضرورية لاحتواء الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة.
وهو الأمر قام تيم وينر بالتدقيق فيه بقدر من التفصيل، حيث فاز بجائزة البوليتزر عن عمله الخاص ببرامج الأمن القومي السرية، ومؤلفاته ومن بينها كتابه "الأعداء: تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي" و"إرث الرماد: تاريخ وكالة المخابرات المركزية". يقول أن التدخل في الانتخابات ليس منطقة رمادية بالنسبة لوكالة الاستخبارات المركزية.
يقول وينر: "بعد عدة أشهر من تأسيس وكالة الاستخبارات المركزية في 1947، ظهرت دلائل على سرقتها للانتخابات الإيطالية في 1948 لدعم الديمقراطيين المسيحيين الموالين لأمريكا أمام الديمقراطيين الاجتماعيين الموالين لموسكو، وقد فازوا". ويضيف: "لقد كانت البداية فقط لقصة طويلة للغاية".
بعد رؤية النجاح في إيطاليا، أخذت وكالة الاستخبارات المركزية هذه المعادلة – والتي تضمنت استخدام ملايين من الدولارات لتشغيل حملات التأثير- ونفذتها في جميع أنحاء العالم في دول مثل جواتيمالا وإندونيسيا وجنوب فيتنام وأفغانستان وغيرها.
ويكمل وينر: "رئيس أفغانستان بعد الغزو الأمريكي فيما بعد 11 سبتمبر كان عميل للمخابرات المركزية مدفوع الأجر، وهو حامد كرزاي" ويضيف: "القائمة طويلة جدًا، وجزء ما قامت به وكالة المخابرات المركزية في الحرب السياسية".
وبحسب وينر، فوكالة الاستخبارات المركزية لا تتحرك بشكل مستقل للتأثير على الحكومات والنتائج الانتخابية في جميع أنحاء العالم ولكنها تعمل تحت سلطة تقديرية من رؤساء الولايات المتحدة.
"أوقعنا بشاه إيران، وهو من كانت تجمعنا به صداقة قوية على مدار 25 عامًا حتى سقوطه، وساعدنا في خلق الثورة الإيرانية التي لا نزال نعيش معها حتى اليوم"، يقول وينر، "إذا كنت ترغب في تغيير انتخابات في بلد أجنبي وحصلت على حقيبة هاليبرتة مع مليون دولار بداخلها، هكذا تجري الأمور".
على الرغم من أن المال لديه قوة للتأثير على الانتخابات، فالمعلومات –أو التضليل – يمكن أن يكون لها تأثير كبير أيضًا. حيث ربط عدد من الباحثين المستقلين بين انتشار تقارير إخبارية وهمية خلال الانتخابات ارتبطت بروسيا وأخرى بدول شرق أوروبا، وهو الأمر الذي رفضه فريق ترامب.
يقول وينر: "الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هو الوحيد الذي يُنكر أن روسيا تدخلت بشكل ناجح في الحرب المعلوماتية أثناء الانتخابات الرئاسية"، ويكمل: "نحن في بقعة مبهمة تمامًا. فلقد رأينا أجهزة الاستخبارات الروسية بقيادة عقيد سابق بجهاز المخابرات تحت إشراف بوتين، قام بإدارة حرب معلوماتية على الولايات المتحدة، أدار هذه الحرب داخل رؤوسنا، وفي رأي وكالة الاستخبارات الأمريكية هذا ليس لا يفسد الديمقراطية الأمريكية".
وفقًا لوينر، فوكالة الاستخبارات المركزية لا تصدق أن روسيا عملت على التأثير على الانتخابات الأمريكية لمساعدة ترامب.
يقول وينر: "مجتمع الاستخبارات الأمريكية بأكمله والاستخبارات البريطانية والاستخبارات الألمانية أجمعت في تقارب نادر أن موسكو تحاول زعزعة الديمقراطية الغربية بإدارتها للحرب البادرة 2.0" ويكمل وينر حديثه: "ماذا يمكن أن يكون أكثر زعزعة لاستقرار الديمقراطية الأمريكية أكثر من انتخاب المضطرب دونالد ترامب؟ هذين الهدفين هما الهدف ذاته، وبحكم وكالة الاستخبارات المركزية وتحليلاتها أن انتخاب ترامب جزء من خطة أمبر لزعزعة استقرار الديمقراطية الأمريكية".
فيديو قد يعجبك: