هجمات روسيا الإليكترونية على الدول الأجنبية خلال 10 سنوات (تسلسل زمني)
كتبت - رنا أسامة:
شهد القرن الماضي عدة هجمات سيبرانييّة (إليكترونية) شنّتها الحكومة الروسيّة ضد دول أجنبيّة، تارة بهدف تقديم المُساعدة أو إلحاق الضرر بمُرشّحين سياسيين مُعيّنين، فيما وتارة أخرى بغرض إحداث الفوضى، غير أنها كانت ترمي جميعها إلى استعراض القوة الروسيّة.
واستعرضت شبكة NBC الإخباريّة الأمريكيّة أبرز الهجمات السيبرانيّة التي شنّتها روسيا على دول أخرى على مدى العشرة أعوام الماضية في تسلسل زمني:
أبريل - مايو 2007: استشاطت موسكو غضبًا من إستونيا، دولة البلطيق الصغيرة (والتي تضم ثلاث دول في أوروبا الشمالية وهي إستونيا ولاتفيا ولتوانيا) التي وقعت تحت قبضة احتلال الاتحاد السوفيتي حتى عام 1991، بسبب خططها الرامية إلى نقل النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية الروسية ومقابر الجنود الروس. فما كان من روسيا إلا أن تنتقم بشنّ هجمة إلكترونية تسبّبت في حدوث عُطل مؤقت بخدمة الإنترنت في إستونيا، في هجوم يُعرف باسم هجوم حجب الخدمة أو هجمات الحرمان من الخدمة (DDOS)، مُستهدِفة المكاتب الحكوميّة والمؤسّسات المالية، ما أدى إلى تشويش الاتصالات.
يونيو 2008: قام مُخترقون روس بطمس وتشويه صفحات الويب الحكومية، بعد حظر الحكومة الليتوانية عرض الرموز السوفيتية.
أغسطس 2008: شنّ مُخترقون روس هجمة على خدمة الإنترنت في جورجيا، أدت إلى توقّف الاتصالات الداخليّة في جورجيا، ردًا على إرسال الحكومة الجورجية الموالية للغرب قوات للحكومة الانفصالية المدعومة من موسكو.
يناير 2009: توقّف اثنين من مزوّدي خدمة الإنترنت في قرغيزستان عن العمل، بعد قيام قراصنة روس بشن هجمة DDOS، في إطار الجهود التي كانت تبذلها روسيا آنذاك من أجل الضغط على رئيس قرغيزستان لإزالة قاعدة عسكرية أمريكيّة. بيد أن تلك الهجمة قد أتت ثمارها بعد قيام الجمهورية القيرغيزية بإزالة القاعدة الأمريكيّة، وهو ما دفع الكرملين إلى منح قرغيزستان قروضًا ومساعدات مالية بقيمة 2 مليار دولار لاحقًا.
أبريل 2009: بعد قيام إحدى وسائل الإعلام في كازاخستان بنشر بيان للرئيس الكازاخستاني ينتقد فيه روسيا، طالت هجمات DDOS تلك الوسيلة، على يدّ عناصر من الهاكرز الروس، أدت في نهاية المطاف إلى توقّف الوسيلة الإعلامية عن العمل.
أغسطس 2009: أغلق قراصنة روس موقعيّ تويتر وفيسبوك في جورجيا؛ إحياءاً للذكرى الأولى للغزو الروسي.
مايو 2014: قبل ثلاثة أيام من انتخاب الرئيس الأوكراني، قامت مجموعة من القراصنة الروس باختراق الحواسيب المُسجّل عليها بيانات التصويت والاقتراع، في محاولة للتلاعُب في النتائج وإحداث الفوضى، فيما تمكّن خبراء الحاسب الأوكرانييّون من استعادة النظام قبل يوم الانتخابات. وقالت الشرطة الأوكرانيّة إنها ألقت القبض على الهاكرز الذين حاولوا التلاعب في نتيجة الانتخابات التي خسر فيها المُرشّح المدعوم من قِبل روسيا في نهاية الأمر.
مارس 2014: قامت الحكومة الروسية بالتعاون مع الهاكرز لشن هجوم DDOS يُعد أعنف 32 مرة من الهجوم المُماثّل الذي تم شنّه على جورجيا في 2008، تسبب في توقّف خدمة الإنترنت في أوكرانيا في الوقت الذي كان المتمرّدون الروس المُسلّحون الموالون لروسيا يثحكّمون سيطرتهم على شبه جزيرة القرم.
مايو 2015: اكتشف مُحقّقون ألمان تعرّض شبكة الكمبيوتر الخاصة بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) للاختراق من جانب مجموعة من الهاكرز، في هجوم سيبراني يُعد الأبرز في تاريخ ألمانيا. وقال دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية BfV، لاحقًا، إن روسيا كانت تقف وراء هذا الهجوم في مسعى للحصول على معلومات لا تتصل بأعمال مجلس النواب الاتحادي الألماني فقط، بل معلومات تخُص القادة الألمان، وحلف شمال الأطلنطي (الناتو) أيضًا. وقال خبراء الأمن إن الهاكرز حاولا اختراق أجهزة الحاسب الخاصة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ديسمبر 2015: سيطر هاكرز روس على محطة توليد الطاقة بأوكرانيا، وهو ما تسبّب في ترك 235 ألف منزل بدون كهرباء في أوكرانيا.
يونيو 2015 – نوفمبر 2016: في الولايات المتحدة، اخترق هاكرز روس حواسيب الحزب الديمقراطي، ونجحوا في الوصول إلى عناوين البريد الإلكتروني الشخصيّة للمسؤولين الديمقراطيين، التي تم توزيعها بعد ذلك إلى وسائل الإعلام من قِبل ويكليكس، بغية إحداث الفوضى والتأثير على نتيجة الانتخابات الأمريكية التي انتهت بفوز الجمهوري دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا.
أكتوبر 2015: قال خبراء أمنيّون إن الحكومة الروسية حاولت اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالحكومة الهولنديّة من أجل سحب التقرير الخاص بإطلاق مقاتلة أوكرانية صاروخ على طائرة الركاب الماليزية MH17، سقطت في يوليو 2014، ما أدى إلى سقوط 298 قتيلًا كانوا على متنها.
يناير 2016: خرجت شركة أمنية تُعرب عن اعتقادها "وقوف قراصنة روس وراء الهجمات التي وقعت على وزارة الخارجيّة الفنلنديّة قبل بِضعة أعوام".
ديسمبر 2016: في وقت مبكر هذا الشهر، خرج رئيس دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية BfV، جورج هانز ماسين، يُحذّر من "مُحاولات مُحتملة للتلاعب في الانتخابات الاتحاديّة العام المُقبِل"، في إشارة إلى الانتخابات البرلمانيّة الألمانيّة المُرجّح إجراؤها في سبتمبر 2017. وبشكل أكثر تحديدًا، ذكر ماسين أن روسيا ستكون مصدر هذه الهجمات المُتوقّعة، وأضاف: "نتوقع زيادة غير مسبوقة في الهجمات السيبرانيّة الروسية خلال الفترات التي تسبق الانتخابات".
ويعتقد خبراء الأمن أن الروس يحاولون تدمير المُستشارة الألمانيّة الحالية أنجيلا ميركل، على خلفيّة مواقفها الداعمة لفرض عقوبات ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
فيديو قد يعجبك: