هل أيقظ ترامب سباق التسلح النووي مع روسيا؟
كتبت- رنا أسامة:
بمنأى عن تصريحات الغزل والمديح التي لطالما يخرج بها الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب في حب روسيا، والإشادة بصقل العلاقات الأمريكية- الروسية، خرج ترامب يدعو إلى توسيع القُدرات النووية الأمريكيّة، مُشدّدًا على ضرورة استعادة التعاون بين القوتين العالميتين- (أمريكا وروسيا)- تلافياً للبحث عن مسار بديل، ومؤكدًا على أن الولايات المتحدة لن تسمح لبلدان أخرى بتعزيز قدراتها النووية دون أن ترد بالمثل.
وقال فريق ترامب الانتقالي، أمس الجمعة، إن الرئيس الأمريكي المُنتخب تلقّى في المقابل رسالة لطيفة للغاية من الرئيس الروسي فلادمير بوتين، يحِثه فيه على العمل "بطريقة بنِاءة وواقعية"، بغية استعادة إطار التعاون الثنائي بين البلدين، بحسب ما أوردته وكالة أسوشيتد برس الأمريكيّة.
وأشار الرئيس الروسي في راسلته إلى ترامب، إلى أن "التحديّات الإقليمية والعالمية الخطيرة في الوقت الراهن خير دليل على أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة ما تزال عاملًا مهمًا لضمان الاستقرار والأمن في العالم الحديث"، فيما أبدى ترامب عن موافقته لرؤى بوتين، مُعربًا عن أمله عدم الانسياق وراء مسار بديل.
وأكّد المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، أن بوتين بعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي المُنتخب، بهدف تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما وصف فريق ترامب الانتقالي الخطاب بأنه "ترجمة غير رسمية لذلك الهدف".
تأتي الرسائل المُتبادلة بين الجانبين، في أعقاب تصريحات أطلقها ترامب وبوتين تُشدّد على الحاجة إلى تقوية الترسانات النووية لكلا البلدين.
وكان ترامب قد أعلن الخميس الماضي في تغريدة على تويتر، أن الولايات المتحدة ينبغي أن تقوم بتقوية وتوسيع قُدراتها النووية حتى يعود العالم إلى رُشده بغض النظر عن الأسلحة النووية.
تبدو تلك التعليقات مُماثلة لبيان ألقاه بوتين في وقت سابق، يوم الخميس، قال فيه إن "تقوية قُدرات بلاده النووية ينبغي أن تُمثّل هدفًا عسكريًا رئيسيًا خلال العام المُقبِل."
وحول الصخب الذي أحدثته تصريحات ترامب، قال بوتين- خلال مؤتمره الصحفي السنوي- إنه لا يرى في دعوة ترامب لتعزيز القوى النووية الأمريكية "شيئًا غير عادى"، قائلًا إن دعوة الرئيس الأمريكي المُنتخب تتفق ووعود حملته الانتخابيّة.
وكانت الأشهر الأخيرة قد شهدت توترات نشبت بين الولايات المتحدة وروسيا، على خلفية تُهم وجّهتها إدارة الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته باراك أوباما تُفيد باختراق الحكومة الروسية لرسائل البريد الإلكتروني لمواطنين ومؤسسات، بما في ذلك منظمات سياسية، وتسليمها إلى ويكليليكس لنشرها وتوزيعها.
وأعلن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي)، هذا الشهر، عن دعمه لفرضية وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) التي تذهب إلى تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية لدعم الجمهوري ترامب في مواجهة مُنافسته الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون.
خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقِد أمس الجمعة، تحدّث عن تلك الاتهامات، قائلًا إن الديمقراطيين "يُهينون أنفسهم، وعليهم أن يتعلّموا كيف يخسرون بكرامة."
وشاركه ترامب ذات الرأي في تغريدة كتبها مساء الجمعة، قائلًا:"صحيح جدّا!".
تقول الأسوشيتد برس إن تصريحات ترامب النووية تُثير المخاوف من سباق نووي مُحتمل حال قام الرئيس الأمريكي المُنتخب بنقض المعاهدات النووية التي جرى تطبيقها منذ أمدٍ بعيد، وفي حال سعت روسيا أو غير من الدول إلى مواجهة المكاسب النووية الأمريكية.
وكانت روسيا والولايات المتحدة قد وقّعتا مُعاهدة "ستارت" START في 2010، لتحديد أعداد قاذفات الصواريخ والرؤوس الحربية النووية المسموح لكل بلاد بامتلاكها، على أن تسري تلك المعاهدة حتى عام 2021.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة تمتلك حاليًا ترسانة تُقدّر بسبعة آلاف رأس نووي، لتأتي في المرتبة الثانية بعد روسيا التي تملك عدة مئات من الرتسانات النووية.
فيديو قد يعجبك: