الجارديان: القاعدة تنمو مع تراجع داعش
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن القاعدة تمثل تهديدًا طويل الأمد، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تتراجع فيه داعش يزداد نشاط تنظيم القاعدة في العالم الإسلامي وخاصة على المستوى المحلي بعيدًا عن الأساليب الوحشية التي يتبناها تنظيم داعش.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الخميس، إلى أن تنظيم القاعدة يهدف إلى الحصول على دعم عبر العالم الإسلامي وخاصة في جنوب آسيا عبر التواصل بين أفرع التنظيم حول العالم.
وأوضحت الصحيفة أن مقتل 3 من قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان وسوريا واليمن بواسطة الطائرات الأمريكية بدون طيار في أكتوبر الماضي كشف عن سيطرة داعش على عالم الجهاديين من الناحية الظاهرية، لكن الحقيقة أنها كانت مؤشر على عودة القاعدة وتراجع داعش في سوريا والعراق وليبيا.
وذكرت الصحيفة أن البنتاجون كشف أن أحد هؤلاء القادة الذين تم قتلهم هو حيدر كيريكان، الذي كان يخطط لتنفيذ عمليات إرهابية ضد الغرب عندما تم قتله، لكنها أشارت إلى أن هذا الادعاء مثير للجدل، لأن القاعدة التي تأسست منذ عام 1988 تهتم باستخدام نفوذها داخل المجتمعات المحلية في المجتمعات الإسلامية عن الاعداد لعمليات بعيدة الأمد.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار تركيز العمل داخل المجتمعات المحلية أصبح فاعلًا بصورة جزئية على يد أيمن الظواهري الذي خلف أسامة بن لادن عام 2011 في فترة ضعف التنظيم الذي تعرض لاستهداف واسع من الولايات المتحدة الأمريكية عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
لكن القاعدة كانت تحاول أن تكون بعيدة عن العمليات التي يقوم بها داعش في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وتونس، إضافة إلى هجمات الذئاب المنفردة التي يتبناها التنظيم.
وعلى خلاف داعش تتبني القاعدة فكر العمل في الظل بعيدًا عن الأضواء، وتعتمد استراتيجية تجنب السيطرة الكاملة على مقاطعات حتى لا تصبح عرضة لعمليات مكافحة الإرهاب التي تطال المقاطعات التي يسيطر عليها متشددون بصورة مستمرة.
وفي جنوب آسيا امتد نشاط داعش عام 2015 من كابول بأفغانستان إلى إسلام أباد، إضافة إلى دول أخرى، لكنها لم تملك الفرصة المناسبة للتمدد والاستمرار في ضوء علاقة القاعدة القوية بطالبان أفغانستان وعدد من المجموعات المسلحة الأخرى في المنطقة.
وفي اليمن استطاعت القاعدة أن تدير دولة صغيرة على الساحل الجنوبي للبلاد على مدى أشهر عقب الحرب على الحوثيين، وأشارت إحصائيات إلى أن عدد مقاتليها وصل إلى 4 آلاف مقاتل.
وفي إفريقيا شهدت الآونة الأخيرة تنامي تنظيم بوكو حرام في نيجيريا الذي أعلن ولاءه لتنظيم داعش إضافة إلى المسلحين في ليبيا وتونس. لكن - تقول المجلة - حركة الشباب الصومالي استطاعت حصر المجموعات التي تحاول أن تعلن ولاءها لداعش والتغلب عليها.
وفي سوريا والعراق رغم أن هناك اعتقادات بأن داعش مازال تنظيم قوي إلا أن الرابح الأكبر من الصراع في سوريا هو تنظيم القاعدة، وفقًا للمجلة التي أوضحت أن ضعف داعش مستمر مع استمرار القصف، لكن جبهة فتح الشام ستكون وريث القاعدة في سوريا.
فيديو قد يعجبك: