صحيفة: سياسة أمريكا بشأن سوريا في مفترق الطرق مع ترنح المعارضة وفوز ترامب
واشنطن - (أ ش أ):
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن سياسة الولايات المتحدة بشأن سوريا باتت تقف الآن عند مفترق طرق في ظل ترنح قوى المعارضة السورية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني اليوم الاثنين- أن الخسائر الفادحة التي تلحق بالمعارضة السورية أدت إلى إرباك حسابات السياسة الأمريكية في مرحلة حرجة من الحرب المستعرة في البلاد منذ فترة طويلة، مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية مما يشير بالفعل إلى احتمال حدوث تحول جذري عندما يتولى منصبه في يناير المقبل.
وأضافت أن ترامب لم يكشف تفاصيل خططه بشأن سوريا، ولكن الخطوط العريضة التي أعلنها تنذر بالخروج المحتمل عن نهج إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، التي وفرت كميات قليلة من الأسلحة والتمويل للميليشيات المعارضة التي تسعى للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وتكافح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بشكل منفصل.
واعتبرت الصحيفة المكاسب الأخيرة التي حققتها قوات الأسد تعطي قوة دافعة للدعوات بين بعض أقرب مستشاري ترامب وكذا كبار الخبراء الاستراتيجيين الأمريكيين، بتقليص الدعم للمعارضة السورية، مستشهدة باعتقاد البعض أن الحرب التي ترمي إلى الاطاحة بالأسد قد حسمت بالفعل وأنه يجب على الولايات المتحدة التحالف مع روسيا، وربما مع الحكومة السورية في شن هجوم شامل على المتطرفين.
ونقلت عن رئيس مجلس النواب الأمريكي السابق نيوت جينجريتش، مستشار مقرب لترامب، قوله: "أرني الآن استراتيجية تضمن التخلص من الأسد"، في إشارة إلى عدم وجود مثل هذه الاستراتيجية.
وأضاف: "الروس والإيرانيون في صف بشار، وليس هناك تحالف قوى في المنطقة يمكنه هزيمته، لذلك دعونا نواجه الواقع".
في السياق ذاته، استبعد وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس، الذي التقى أيضا مع ترامب، احتمال أن يدعم الأمريكيون مثل هذا الالتزام العسكري اللازم للإطاحة بالأسد. وأضاف "أعتقد أنه علينا البدء في أن نكون واقعيين، الأسد سيبقى في السلطة، والروس ملتزمون بذلك".
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن قوات النظام السوري والميليشيات الشيعية الأجنبية المتحالفة معها يواصلون- بدعم روسي وإيراني- تقدمهم صوب الأحياء التي تخضع لسيطرة المعارضة في شرق حلب، وهي ساحة قتال محورية، في ظل ما يحققه نظام الأسد من مكاسب إقليمية مهمة منذ أسبوع.
وأشارت إلى أن النظام السوري يتحكم الآن فيما يقرب من نصف أحياء حلب التي كانت تخضع قبل ذلك لسيطرة المعارضة، بل وكان يواصل تقدمه أمس الأحد في محاولة للسيطرة على ما تبقى، في خطوة قد تجبر قوات المعارضة السورية على الانسحاب من عدد من الأحياء. ويقول السكان المحليون إن القصف المكثف مستمر على المناطق التي يقطنها المدنيون، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى خلال الأيام الأخيرة.
واختتمت "وول ستريت جورنال" تقريرها بالقول إن مسئولي إدارة أوباما يساورهم الشك في أن يتمكن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب من تشكيل أي تحالف هادف مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: