لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دونالد ترامب ومناحم بيجن.. وجهان لعملة واحدة؟

07:02 م الإثنين 05 ديسمبر 2016

دونالد ترامب ومناحم بيجن

كتبت - رنا أسامة:

قال الباحث في جامعة شاليم بالقدس، دانيل جورديز، إن الظروف التي صاحبت فوز الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية تُشبه إلى حدّ كبير ما كانت عليه الأوضاع حينما انتُخِب مناحم بيجن رئيسًا للحكومة الإسرائيليّة.

"غضب عارِم اجتاح أركان الدولة اليهوديّة، دفع إلى ظهور كلمة mahapakh التي تعني في جذورها "ثورة" أو "انتفاضة"، لأول مرة في وسائل الإعلام العِبريّة، فجاء انتخاب بيجن عام 1977 ليُمثّل تغييرًا محوريًا في سياسات إسرائيل بدرجة لا يمكن وصفها"، هكذا جاء في مقال كتبه الباحث العِبري على موقع بلومبرج الأمريكي.

وتابع: "بداية من الاستقلال في 1948 وحتى عام 1977، حكم اليسار السياسي في إسرائيل بقبضة من حديد. وفي ذلك الوقت كان يُنظر إلى بيجن- زعيم اليمين- على أنه (إرهابي)؛ نظرًا لاشتراكه في جماعة سرية يهوديّة، وأدواره الحاسِمة التي أجبرت البريطانيين في نهاية المطاف على الرحيل، وهو ما أضعف موقفه بين صفوف المُعارضة السياسيّة على مدى 29 عامًا، ورفع بدوره من توقّعات انسحابه من المشهد السياسي في سن الـ 63، خاصة بعد خسارته على مدى ثماني مرات متتالية."

ومع ذلك لم تتحقّق نبوءة تلك التوقّعات، بفضل مشاعر الغضب التي اعترت جمهور الناخبين، وتحديدًا بين صفوف اليهود ذوي الأصول الأفريقيّة، إذ نفذ صبرهم من حزب العمل، وانتابتهم مشاعر الاستياء من التميّز الذي يتمتّع به اليسار، وسط الصراعات الاقتصاديّة التي يعيشها "رجل الشارع" الإسرائيلي، بحسب "بلومبرج".
wsdxc

وطفح كيل اليهود الشرقيين التقليديين- كما يُطلق عليهم- من مُعاداة "اليسار" للدين في دولة مثّل الدين والعِرق سبب وجودها (إسرائيل)، فتضافرت كل تلك العوامل معًا باتجاه انتخاب "بيجن" رئيسًا للوزراء في حكومة إسرائيل عام 1977، فيما شعر اليهود في أمريكا بالفزع من فكرة أن يُصبح الرجل الذي تصدّر قائمة "المطلوبين" البريطانيّة، قائدًا للدولة التي ينظرون إليها نظرة فخر.

صعود دونالد ترامب ووصوله إلى البيت الأبيض، يُعيد إلى الأذهان ما حدث وقت انتخاب بيجن في إسرائيل. فمن جديد يرفض الناخبون اليسار، ومن جديد يُعاد إحياء القيم التقليديّة، ومن جديد تُلقى عملية السلام التي حاول اليسار تحقيقها جانبًا، ومن جديد ينأى الناخبون اليهود الأمريكان بأنفسهم عن المشهد.

حتى الآن، هُناك ثمة ما يدعو للتفاؤل بشأن رئاسة ترامب لأمريكا، استنادًا إلى أوجه التشابه مع بيجن، فقد أثبت الأخير لمُعارضيه أنهم كانوا "على خطأ"؛ بنجاحه في استعادة أمن إسرائيل، من خلال تدمير المُفاعِل النووي في العراق، وتعهّده بوضع نهاية لعمليات القصف التي يضرب بها الإرهابيّون من جنوب لبنان، شمال إسرائيل.

والأهم من ذلك، على حدّ قول الباحِث العبري، هو توقيع بيجن مُعاهدة سلام مع مصر، وهو الأمر الذي لم يتمكّن أحد من قادة حزب العمل من تحقيقه من قبل، في الوقت الذي يرى فيه كثيرون بيجن أنه "أعظم رجل دولة إسرائيلي"، وهُنا يُثير السؤال: "هل يُمكن أن تفاجئ إدارة ترامب المُقبِلة مُعارضيها؟".

وفي الوقت الذي يُبدي فيه ترامب ردود فِعل إيجابيّة تِجاه الدولة اليهوديّة، هل يُمكن أن يعترف الفلسطينيّون بأن "اللعبة قد انتهت"، وأن الكرة لم تعُد في ملعبهم بعد الآن؟ هل يُمكن أن يدفعهم ذلك إلى الوصول إلى حل وسط يُقِر بحق إسرائيل في الوجود، بما يضع حدًّا للصراع ويفتح طريقًا للسلام؟- يتساءل جورديز.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان