صحيفة: أمريكا تسعى للحفاظ على تحالف القوات العراقية والكردية
واشنطن- (أ ش أ):
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما تحاول الحفاظ على التحالف الهش بين المقاتلين الأكراد والجيش العراقي، والذي حقق مكاسب كبيرة في ساحة المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في مدينة الموصل، لكنه الآن مهدد بالتفكك بفعل الخلافات التي تدور داخل البرلمان العراقي حول ميزانية المعركة وكذلك بسبب تزايد الغموض بشأن سياسات الإدارة القادمة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وسلطت الصحيفة – في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني - الضوء على الزيارة النادرة التي قام بها بريت ماكجورك مبعوث أوباما للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش لإحدى نقاط التفتيش العسكري قرب الموصل والتي تعد معقلا لمسلحي داعش في العراق، حيث أكد للمقاتلين الأكراد والمعروفين باسم قوات البشمركة أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها لهم طالما أبقوا على اتحادهم مع الحكومة العراقية ضد التنظيم.
وقال ماكجورك في هذا الصدد"في حال عدم تعاون قوات البشمركة والجيش العراقي فإن داعش سوف تبقى في الموصل إلى الأبد"، وقد اجتمع ماكجورك مع العديد من المسئولين السياسيين والعسكريين في العراق
لعدة أيام، وتتزامن زيارته إلى العراق مع قرب انتهاء حكم أوباما، واحتدام القتال من أجل طرد مسلحي التنظيم من الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق.
وقالت الصحيفة إنه برغم المكاسب السريعة التي تحققت منذ بدء العملية في شهر أكتوبر الماضي، أصبح القتال في الجزء الشرقي المكتظ بالسكان في الموصل دمويا، ويندلع من شارع إلى شارع مما زاد من حصيلة
القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين على حد سواء، ورغم أن الحصيلة الرسمية للضحايا غير متوفرة حتى الآن، أكد مسئولون في الجيش العراقي أن حصيلة الضحايا شكلت النسب الأعلى وبشكل غير عادي بالمقارنة مع أعداد ضحايا المعارك السابقة في الرمادي أو الفلوجة.
واعتبرت أنه من بين التحديات التي تقف أمام معركة الموصل هو الحفاظ على التعاون بين المقاتلين الأكراد والجيش العراقي، وأعادت إلى الأذهان حقيقة أن العلاقات بين عرب العراق والأقلية الكردية كانت دوما
متوترة طيلة عقود استطاع فيها الأكراد أن يسيطروا على مساحات كبيرة في شمال العراق بما في ذلك طرق مؤدية إلى الموصل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في خطوة غير مسبوقة، سمحت السلطات الكردية للجيش العراقي بأن يهاجم المدينة من خلال الأراضي الكردية، وقد ظلت الطرق التي يسيطر عليها الأكراد بمثابة خطوط إمداد حيوية،
بالنسبة للقوات العراقية التي تقاتل داخل الموصل ومعابر مهمة لنقل المصابين من أجل تلقي العلاج.
وفي الوقت ذاته، تسود مخاوف من إمكانية أن تؤدي التوترات السياسية إلى تخريب التعاون بين الأكراد والعرب العراقيين، لاسيما بعد أن غرق البرلمان العراقي في خلافات شديدة حول الميزانية المخصصة لتمويل
قوات البشمركة ما أدى إلى خروج عدد من النواب الأكراد في مسيرة احتجاجية أمس الأول الاحد.
كما رصدت "وول ستريت جورنال" تنامي المخاوف بين أوساط العراقيين والأكراد على السواء منذ انتخاب ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة؛ إذ يخشى العراقيون من أن ترامب ربما يقرر وقف الدعم المالي
والعسكري الذي تمنحه واشنطن لبغداد وأعانها على استعادة نحو 56% من الأراضي التي استولى عليها مسلحو داعش عام 2014.
وقد تعهد ترامب في السابق بتبني نهج جديد لكنه لايزال غير محدد تجاه محاربة تنظيم داعش بينما دافع في الوقت ذاته عن اعتقاده بضرورة تقليص الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: