لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتب بريطاني: أوروبا تغرق من دون ميركل

07:12 ص الأربعاء 17 فبراير 2016

المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل

نيويورك - أ ش أ:
تساءل الكاتب البريطاني روجر كوهين عمّا إذا كانت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل ستدفع ثمن وقوفها الموقف الصائب؟

ورصد روجر، في مستهل مقال نشرته (الـنيويورك تايمز)- زخمًا يكتسبه اتّهام ميركل في بلادها بأنها ارتكبت خطأ بفتحها الباب أمام عدد غير محدود من اللاجئين.

ونوه الكاتب عن ضغوط بلغت مداها تعانيها السلطات المحلية في ألمانيا التي أنفقت مليارات الدولارات في هذا الصدد دونما نهاية له تلوح في الأفق.

ولفت إلى المخاوف الأمنية الناجمة عن تدّفق أعداد ضخمة من اللاجئين بعضهم بلا طاقات هوية. وأشار إلى حادث كولونيا المخزي والذي صار مثلا يُضرَب عند الحديث عن تأثر الأمن والمجتمع سلبًا باللاجئين.

ونبّه عما يشهده الشهر المقبل من ثلاثة انتخابات محلية، مُرّجحا صعود نجم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف.

وقال كوهين "ميركل ستتحمل اللوم. لقد تراجع دعمها بالفعل؛ يقول استطلاع للرأي أُجري مؤخرا إن نسبة 46 بالمائة فقط من الألمان هم من يدعمون ميركل، مقارنة بنسبة 75 بالمائة في أبريل من العام الماضي. قد تصبح عُرضة للهجوم إذا ما انقلب عليها حزبها "المسيحي الديمقراطي". إن أوروبا ستغرق بغير ميركل".

ودافع صاحب المقال عن المستشارة الألمانية قائلا "لمَ وقفت ميركل هذا الموقف؟ لأنها ألمانية، ومعنى أن يكون المرء ألمانيا: أن يُحّمل نفسه مسئولية خاصة إزاء أولئك المروَعين في أوطانهم المرغَمين على الاغتراب؛ لأنها (ميركل) عاشت يوما في بلد -ألمانيا الشرقية- كان يُطلِق الرصاص على المحاولين عبور حدوده؛ لأن أوروبا المتحدة أخذت بيد ألمانيا للخروج من أحلك ساعاتها إلى شمس الرخاء؛ ولأن (ميركل) "لديها قلب"، على حد تعبير المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر في معرض اتهامه لها مؤخرا".

وأضاف كوهين "فعلتْ ميركل الصواب. ويبقى السؤال الآن هو كيف ستتعاطى مع التبعات؟ تتضمن إدارة الموقف عملية "وضْع حدود للأوضاع"؛ فبعد استقبال أكثر من مليون لاجئ العام الماضي، لن تستطيع ألمانيا استقبال عدد مماثل العام الحالي .. غير أن قضية "وضع الحدود للأوضاع"، هذه ليست قاصرة على ألمانيا، وإنما هي قضية سورية وتركية وروسية وأمريكية وأوروبية.

وقال الكاتب "إن ميركل تحتاج من أوروبا أن تُفّعل وظائف حدودها الخارجية إذا ما أرادت استمرار عدم تفعيل حدودها الداخلية بحسب "اتفاقية شنغن"، وما لم يحدث هذا التفعيل فإن الحدود الوطنية ستتفّعل، وسيحلّ الاتحاد الأوروبي نفسه ذاتيا .. (بدون تفعيل للحدود الأوروبية خارجيا لن تستمر اتفاقية شنغن داخليا!)".

واستطرد كوهين "إن ورطة ميركل المحلية تحتاج إلى حلول دولية؛ إن ميركل تحتاج إلى إنهاء الحرب السورية التي هي منبع أمواج اللاجئين، غير أن الخطة الأمريكية-الروسية الأخيرة لوقف الهجمات تبدو أكثر ميلا إلى الفشل منها إلى النجاح؛ تحتاج (ميركل) من تركيا أن تشدد الحراسة على حدودها مقابل ما تأخذه من مليارات اليورو من الاتحاد الأوروبي لمنع عبور اللاجئين من خلالها إلى أراضيه. غير أن تركيا تلعب لعبة ابتزاز".

ومضى الكاتب "أما روسيا فإن (ميركل) تحتاج منها إلى تعاون الرئيس فلاديمير بوتين، دون استراتيجيته المقوِّضة لأوروبا المتحدة؛ وتحتاج ميركل من أمريكا أن تمارس نفوذها على نحو ما رفض أن يفعل الرئيس باراك أوباما إبان اشتعال الأزمة في سوريا .. وما لم تكن الولايات المتحدة مستعدة لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا وفرْض ضغوط على تركيا لكبح جماح فوضى تدفق اللاجئين - ما لم يحدث ذلك فإن الوضع الراهن سيظل قائما .. إذا لم تكن أمريكا مستعدة لنقْض المكاسب الروسية-الإيرانية في سوريا، فإنه يتوّجب عليها على الأقل إظهار التزام بمعالجة التبعات".

أما أوروبا، فإن ميركل تحتاج من بلدانها أمثال بولندا والمجر -اللتين تتلقيان كميات نقدية ضخمة من الاتحاد الأوروبي- أن تتخليا عن مزاجهما الجاحد المُتّخذ شكل "رهاب الأجانب" - غير أن هذا احتمال بعيد.

واختتم الكاتب قائلا "إن اللاجئين عندما غادروا أوطانهم لم يكن أمامهم خيار آخر، ولم تكن المستشارة الألمانية ميركل بتاريخها الشخصي وتاريخ أمتها - لم يكن أمامها اختيار آخر غير قبول استضافة هؤلاء الوافدين".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان