لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صحيفة بريطانية: طواغيت العرب "مشكلة لا يمكن حلها"

07:48 م الخميس 18 فبراير 2016

معمر القذافي - صدام حسين

كتب ـ علاء المطيري:

قالت صحيفة التليجراف البريطانية إن الشرق الأوسط أصبح مشكلة لا يمكن حلها، مشيرة إلى أن إزالة الطغاة يخلق فوضى حالية وتركهم ينذر باضطرابات مستقبلية.

ولفتت الصحيفة إلى أن طغاة الشرق الأوسط أمثال صدام حسين وحافظ الأسد اشتهروا بمظهر يكاد لا تقبل التغيير كسجونهم وغرف التعذيب التي يقيمونها لمن يعارضهم.

وأوضحت الصحيفة أن البعض قد ينتابهم شعور بالحنين إلى ماض كانوا يعيشونه تحت حكم الديكتاتوريين أمثال صدام حسين وحافظ الأسد بسبب الخراب والمآسي التي يشهدونها بعد رحيلهم.

وتابعت أن الفوضى التي اجتاحت مساحات شاسعة في الشرق الأوسط جعلت البعض يتناول الحديث عن عهد الطغاة وكأنه أصبح حديث عصري في تلك الدول، مشيرة إلى أن الدفاع عن الحكام المستبدين أصبح جزءًا من التوصيف الوظيفي لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي كانت له رؤية ساخرة من الوضع في ليبيا والعراق العام الماضي.

اغتيال القذافي

وعن إزالة صدام حسين ومعمر القذافي على يد الغرب قال لافروف: "تم إعدام صدام حسين.. هل أصبح العراق أفضل.. هل يتمتع بالأمن؟"، وذات الأسئلة ذكرها في الشأن الليبي معتبرًا أن اغتيال القذافي لم يغير شيئًا".

وهو ذات الشيء الذي يتحدث به ـ في الغرف المغلقة، ساسة غربيون هذه الأيام، معتبرين أن الطغاة وحدهم يستطيعون حكم شعوب الشرق الأوسط - بحسب الصحيفة.

وهو ما لخصوه في القول "الشرق الأوسط يحتاج إلى طغاة يحكمون بقبضتهم القاسية بلدان مثل ليبيا والعراق"، مشيرين إلى أن هؤلاء الطغاة سيحطمون بعض الرؤوس لاخضاع تلك الشعوب إلى حكمهم، لكن علينا أن نقارن ذلك بعدد الروؤس التي تسقط بسقوط أنظمتهم".

مقارنة

وتابعت الصحيفة في تقريرها أن النقاشات تدور في الشرق الأوسط حول الحنين لعهد الطواغيت ودائمًا ما يكون جوهرها المقارنة بين استتباب النظام العام في الدولة وحق المواطنيين في حكم عادل.

ومن المعروف أن الظلم متأصل في حكم الأنظمة الديكتاتورية، لكنهم ـ على أقل تقدير، يحفظون النظام العام، وبناء عليه يجب دعم الأنظمة الديكتاتورية وتقدير دورها لأن البديل للطغاة هو إنهيار الدولة وهو نتيجة الأسوأ والأكثر ظلمًا من الظلم نفسه.

أخطاء قاتلة

حتى إذا تم تنحية الاعتبارات الأخلاقية في قبول بقاء الأنظمة الديكتاتورية حفاظًا على النظام العام لدول الشرق الأوسط ومنع انهيارها فإن للطغاة العرب أخطاء قاتلة.

فإذا جرى الاتفاق على أن النظام في الشرق الأوسط أولى من العدل، وقبلنا المزاعم التي تقول أن صدام والقذافي كانوا وسائل حفظ النظام في بلدانهم يتبقى مشكلة لا يمكن حلها وهي أن هؤلاء سيموتون يومًا ما، وهو الشيء الذي ربما يكون للمتملقين في تلك البلدان رأي آخر فيه، لكنهم كانوا أقرب للنهاية منهم إلى بدايتها.

منع الكارثة

وأضافت الصحيفة أنه عندما تم احتلال العراق عام 2003 كان صدام مكث في الحكم 35 عامًا، وعلى شاكلته كان القذافي عندما قٌتل في 2011 يحكم ليبيا منذ 42 عامًا، وهو ما يعنى أن أي سياسة تعتمد على هؤلاء في إقرار النظام بتلك الدول ستكون محدودة بوقت قصير، فالزعيم الخالد سيموت والوسيلة الوحيدة لمنع الكارثة هي التخطيط المحكم لمن يخلفه.

والخطأ الوراثي المتكرر -بحسب تعبير الصحيفة- الذي يقع فيه كل الطغاة هو أنهم عندما يتقدم بهم السن يعملون على إعداد أكبر أبنائهم لخلافته، أو أنهم لا يفعلون شيًأ لتواجه بلدانهم خطر الفوضى بعد موتهم.

هواجس الطواغيت

لأن حكمهم يعتمد على غياب العدل فإنهم يؤمنون بهواجس الاستحواذ على السلطة خوفًا من ضياعها بالقضاء على منافسيهم واحتكار السلطة لأنفسهم فهم لا يثقون في أي أحد، كما تقول الصحيفة.

فالطواغيت عادت ما يأخذون الاختيار الآخر خاصة أنهم لا يتحملون تبعات اختياراتهم، فكل من صدام والقذافي كانوا يتخبطون في خلافاتهم بصورة تشير إلى أن الاضطرابات التي اجتاحت بلادهم والمنطة بعد إزالة حكمهم كانت ستحدث بأية طريقة، لولا أن التدخل الغربي جعلها تحدث بوتيرة أسرع.

 التدخل الغربي

عندما تدخلت بريطانيا وفرنسا في ليبيا كان القذافي يواجه تمردًا مسلحًا على الأرض ولو تم تركه للدفاع عن نفسه كان سيحول ليبيا إلى رماد، وربما جاء بداعش عمدًا إلى ليبيا ليجعل الغرب يفاضل بينه وبينها، ولكن بعد إزالة نظامه استطاعت داعش أن تجد لها موطئ قدم بعد رحيله.


في مصر

وعلى حد وصف الصحيفة فإن مصر حققت نوعًا من الاستقرار الذي عجزت عن تحقيقه جارتها ليبيا حيث استطاعت أن تحفظ الاستقرار رغم الإطاحة برأس النظام في 2011.

التضليل

تقول الصحيفة أن الاستقرار الذي يعتمد على رجل واحد وينهار بفنائه لا يمثل استقرارًا حقيقيًا، مشيرة إلى أن الصورة التي يتم رسمها للطغاة العرب على أنهم مصدره الوحيد هدفها التضليل إلى حد كبير، فبقاؤهم يخلق اضطرابات مستقبلية ويصحبه سجل مزعج لحقوق الإنسان.

الخطأ

الشيء المأساوي في دول الشرق الأوسط هو خطأ التفكير بعبارات الحلول، كما تقول الصحيفة التي أوضحت أن من يعتبرون أن الطغاة هم إجابة السؤال عن الاستقرار سٌذج، لأنهم يفترضون أن وجود حل لمشكلة حكم الشعوب في الشرق الأوسط.

والحقيقة هو أن الوضع أسوأ من ذلك، وهي أن بعض مناطق الشرق الأوسط لا يمكن حكمها وكل ما يمكن فعله هو إدارة الموقف لتقليل المخاطر، فإزالة القذافي لا تعني أن كل مشاكل ليبيا يمكن حلها، لكن تلك المشاكل أقل ضررًا من بقائه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان