الحرب في سوريا.. "هنا الحلم يموت"
كتبت - أسماء إبراهيم:
ستدخل الحرب في سوريا عامها السادس هذا الأسبوع، ملايين من الناس سرقت حياتهم، وآخرين لم يتبق لهم سوى أشلاء حياة، بينما ضاع آخرين بين حدود الاتحاد الأوروبي، وأضحى عدد غير قليل من الشعب السوري، لاجئين في الأردن ومصر ولبنانـ وغيرها من الدول العربية التي فتحت لهم أبوابها.
بدأ الصراع في مارس 2011، وقتل حتى الآن ما يزيد على 270 ألف شخص، وأُجبر نصف سكان سوريا على الفرار؛ للنجاة بحياتهم، أو الموت غرقًا أثناء محاولة الهروب من ويلات الحروب.
عثمان رشيد، الطفل صاحب الـ12 عامًا، عاشق الرياضيات، والذي عُرف بتفوقه الدراسي البارز، يعمل "صبي ميكانيكي"، يقضي يومه بين شحوم السيارات والزيوت، التي تترك أثرًا على وجهه وجسده الهزيل- بحسب موقع 20 دقيقة الفرنسي.
"كنت أريد أن أصبح مهندسًا معماريًا، كنت أعشق الرياضيات، وعلي أن أكمل دراستي في وقت ما"، هكذا يصف رشيد حياته قبل وبعد انفجار الثورة السورية، كان محب للدراسة وحالم بالهندسة المعمارية، والآن يمدد جسده الصغير تحت سيارة أحد الزبائن.
ياسر نبهان، 38 عامًا، كان يعمل بائع للأقمشة في حلب القديمة، والآن يتكأ على عصاة، التي يتخذ منها قدمًا بديلة، عن تلك التي فقدها، إثر انفجار لغم فيه، بموطن رأسه.
"قررت الانضمام للمقاومة وتركت بيع الأقمشة، واتجهت لحمل السلاح، والآن أساعد الثوار إداريًا"، يروي نبهان، أن بناته الأربعة -والتي لا تعني حياته أي شيء دونهن- سافرن مع والدتهم إلى تركيا، مضيفًا "لكنني سأبقى في بلادي، ولن أغادرها ما حييت".
خالد الحلبي، 31 عامًا، هرب مع زوجته وطفلته إلى بيروت ليقيم في قبو صغير، كانت عائلته معروفة بصنع العود في سوريا، بل امتلكت الفنانة المصرية أم كلثوم لعود شرقي من صنع جده.
"كنا نملك كل شيء في سوريا، وكانت حالتنا ميسورة، لم أكن أعلم معنى أن تستأجر محل سكنك، واليوم أعيش في قبو صغير في بيروت بعد أن فقدت كل شيء بالمطلق"- يقول الحلبي.
يظل الصراع السوري، محل أنظار كافة دول العالم، ما بين تدخلات عسكرية، ودعوات لعقد مؤتمرات ومباحثات؛ لوقف حالة الحرب، والخروج بحلول للأزمة الراهنة.
فيديو قد يعجبك: