لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في سوريا.. الكل يتألم

07:32 م الثلاثاء 15 مارس 2016

اثار الدمار فى سوريا

كتبت- هدى الشيمي:

تحل اليوم الذكرى السنوية السادسة للثورة السورية، ومع ذلك ما تزال الأزمة الإنسانية والطبية تتفاقم، مع استمرار العنف في معظم أنحاء المدن السورية، وفي تقرير نشرته منظمة "أطباء بلا حدود"، أكدت أن كل من يعيش في سوريا ما زال يتألم.

بحسب التقرير فإن الملايين من السوريين يفرون مغادرين بلادهم، يبحثون عن ملجأ جديد، وهناك من احتجز على الحدود لا يستطيع الرجوع أو المضي قدما.

وفي تلك الأثناء يرتفع معدل العنف داخل سوريا، ولا يوجد أي إشارة إلى انتهاء الأزمة، حيث أصبحت مشاهد القتل والتعذيب منتشرة داخل سوريا أمر طبيعي ويومي.

ويقول أحد الأطباء السوريين إنه تخرج من كلية الطب في عام 1995، وتخصص في علاج المسالك البولية، وفتح عيادته في 10 أكتوبر عام 1995، وفي ذلك الوقت كان هناك حوالي 40 الف مواطن، وبعد اندلاع الأزمة، وصل عدد المقيمين في هذه المنطقة إلى 15 ألف شخص.

ويشير إلى عمله في عيادتين، أحدهما تضررت بشدة بعد حدوث عدد كبير من الانفجارات، لذلك نقل كل عمله للعيادة الثانية، وكان أخر هجوم استهدف العيادة الأخرى في 28 سبتمبر 2015، فقتل أربعة أشخاص، من بينهم صديق له.

بعد ترميم العيادة وإصلاح التلف، وتم تقسيمها إلى قسمين أحدهما للنساء والأخر للراجل، وحاولوا توفير كل الخدمات الطبية، بداية من حالات الطوارئ، وغرف العمليات، والمعامل، وغيرهم، فكانت هذه العيادة من أهم الأماكن التي يتلقى فيها الأهالي في منطقة الغوطة المساعدات الطبية، إلا أن المرضى أصيبوا بحالة من الهلع الشديد، خوفا من حدوث هجمات أخرى على العيادة، فطلبوا من الطبيب وزملائه عدم اصطحابهم إلى هناك أبدا، لأن العيادات والمستشفيات الطبية، في هذه المنطقة دائما مستهدفة.

يؤكد الطبيب، الذي رفض الافصاح عن هويته، أن كل من حوله أكدوا له أنه تغير كثيرا خلال فترة الحرب، ويقول "هذا طبيعي، فأنا ارى يوميا اصابات، وكل أنواع الجروح، من أيدي وأرجل مقطوعة، وجروح شديدة الخطورة في الرؤوس".

وترى منظمة أطباء بلا حدود، أن الأطباء ومن يعمل في مجال الصحة في مناطق تمر بنفس ظروف الغوطة، سيصبحون في أحد الأيام من أشهر الأطباء في العالم، بسبب الظروف غير الطبيعية التي مروا بها، والتي أجبرتهم على فعل أشياء صعبة، لم يتخيلوا للحظة واحدة إنهم سيقومون بها.

أصعب شعور مر به الأطباء في هذه المنطقة، هو توقعهم أن المريض القادم سيكون أحد أفراد عائلتهم، أو التقائهم بمريض، ذو وجه مشوهة، أو رأس مهشمة، كانوا يتحدثون معه منذ أيام.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان