إعلان

مقارنة بين تغطية الإعلام الأجنبي لضحايا الغرب وضحايا الشرق الأوسط

12:30 م الأحد 27 مارس 2016

ضحايا العنف

كتب - علاء المطيري: 

قال موقع "إنترست" الأمريكي إن تغطية الإعلام الأمريكي لهجمات بروكسل الإرهابية لم تتوقف على مدار الساعة، في ذات الوقت الذي يتجاهل فيه ضحايا الغرب في دول الشرق الأوسط.

وتابع الموقع أن التغطية التي يقدمها الإعلام الغربي لهجمات بروكسل متواصلة بصورة لا تنقطع فمرة ينقل عن شعود عيان وأخرى عن الجرحى وينقل صور مراهقًا في لفافات قطنية من المستتشفى التي يتلقى فيها العلاج وثالثة يسرد قصص ضحايا التفجيرات.

وأوضح الموقع أن الهدف من تلك التغطية هي إظهار حجم التكلفة البشرية للهجمات الإرهابية بصورة تثير المشاعر ضدها، لكنه من غير العدل ألا ينال ضحايا غير غربيين ذات القدر من التغطية الإعلامية بعد قتلهم على يد عنف يصنعه الغرب في بلادهم.

قبل أسبوع عرض الموقع تقرير عن عملية قصف جوي نفذتها طائرة سعودية ـ مدعومة من أمريكا وبريطانيا ـ على سوق يمني أدى إلى مقتل 120 شخصًا منهم 20 طفلاً على الأقل إضافة إلى 80 جريح، لكن الأمر لم ينال القدر ذاته من التغطية.

وتابع أنه على مدى أعوام عدة تقوم الولايات المتحدة باستخدام طائراتها في ذبح المدنيين بعدة دول منها باكستان، أفغانستان، سوريا، الصومال، ليبيا والعراق، لكن أحدًا لم يسمع عن تلك الهجمات ولم يتناول أحد قصصهم أو سيرتهم الذاتية ولم يتم إرسال أي من مراسلي الشبكات الإخبارية الكبرى من أمريكا للتركيز على ما يحدث في تلك البلاد.

وأوضح الموقع أنه عندما يسقط ضحايا القصف الغربي في تلك البلاد يخرج المسؤولون الأمريكيون بادعاءات تبرر قتل هؤلاء الضحايا ويكون دور الإعلام في تلك الأحيان هو تجنب أي عمل إعلامي من شأنه أن يثير تعاطف العالم معهم، ولن يتم تداولها بصورة تحول دون وجودهم في أذهان العالم الذي لا يتذكر أنهم قتلوا كما أنه ربما لا يتذكر طريقة قتلهم بواسطة طائراة غربية.

التناقض

ربما يكون الفرق في تناول قضايا الضحايا الغربيين وغير الغربيين دليلاً واضحا على تناقض غربي في تناول التكلفة الإنسانية لضحايا العنف الذي يظهر بصورته المفجعة عندما يكون الضحية من بني جلدتهم.

فطريقة تعامل الإعلام الغربية تقودنا لأن نقول بأن ضحايا باريس وبروكسل لن يكونوا مثل ضحايا اليمن أو باكستان رغم أنهم جميعًا أبرياء، رغم أن البعض قد يحاول التفرقة بين كلاهما بأن من الإرهاب يقتل عمدًا وأن ضحايا الطائرات الغربية والقصف الجوي يقتلون عن طريق الخطأ.

ولفت الموقع إلى أنه مهما اختلفت الآراء وتناقضت الرؤى حول معالجة الإعلام الغربي إلا أن الحرب والعنف في مجمله قبيح وخطير وضحاياه أبرياء أيًا كان جنسهم، وأن قتل الأبرياء يزرع الكراهية في نفوس من أمهلهم القدر وأفلتوا من تلك الهجمات.

وختم الموقع لكن وجود وسائل إعلام تعتمد في تغطيتها على انتهاج تغطية إخبارية قوامها إرضاء الذات والتوجه العدائي للإرهاب ربما لا يكون أكثر دقة في نقل الواقع، مشيرًا إلى أن الأمانة في نقل ما يواجهه الضحايا أيًا كانوا لا يخلق مبررًا لداعش وأفعالها الإرهابية.

 

 

 

 

فيديو قد يعجبك: