هل توقفت رحلات المهاجرين من تركيا إلى الجرز اليونانية؟
كتبت- هدى الشيمي:
منذ اشتداد الأزمة في الشرق الأوسط وخاصة سوريا، أصبحت المنطقة البحرية في بحر الإيجة من تركيا إلى اليونان أكثر المناطق التي شهدت رحلات اللاجئين على القوارب المطاطية التي لم تقوَ في معظم الأوقات على نقلهم جميعا في الرحلة، ومع مرور الوقت قلت الرحلات كثيرا، ونقص عدد المهاجرين.
تقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن الألاف كانوا ينتقلون من السواحل التركية إلى الجزر اليونانية في اليوم الواحد، ثم أصبحوا مئات، أما الآن فعددهم قل للغاية.
وترى الصحيفة - في التقرير المنشور على موقعها الإلكتروني- أن قلة عدد المهاجرين في هذه المنطقة، يعني أمرين، أولهما هو أن أكبر عملية هجرة شهدها القرن الحادي والعشرين، بدأت تنتهي بالتدريج، إما أن المهاجرين وجدوا طرق أخرى تسهل وصولهم إلى أوروبا.
يتوقع مسئولون الهجرة وعمال الإغاثة في هذه المنطقة، أن الأمواج العاتية واضطراب ظروف البحر قد تكون سبب تقليل عملية انتقال المهاجرين إلى الجزر اليونانية التي استقبلت الالاف منهم مثل ليسبوس، خيوس وساموس.
إلا أن المناطق التي شهدت تواجد السوريين في تركيا، وخاصة في مدينة أزمير ظهر عليها تغيرا واضحا، حيث خلت المتاجر التي يتردد عليها اللاجئين من أجل شراء مستلزمات السفر عبر البحر، بالإضافة إلى خلو الفنادق الرخيصة من المهاجرين، ولا يوجد مهاجرين ينامون في المناطق الحدائق العامة أو المساجد مثل الفترة الماضية.
يشير مجموعة كبيرة من طالبي اللجوء السوريين والمهربين الذي ساعدوهم على الوصول إلى تركيا إلى أن العديد من المهاجرين تحمسوا لوعود الاتحاد الأوروبي بتسهيل عملية الانتقال إلى أوروبا، والعثور على طريقة أخرى لنقلهم إلى الجزر اليونانية، ولكن هذا لم يحدث مطلقا، فيشعر أغلبهم أن القادة نسوهم تماما، كما أنهم يعيدون أي مهاجر يصل إلى الجزر اليونانية إلى الأراضي التركية مرة أخرى،
ومن المهاجرين الذي توقفوا عن محاولة الوصول إلى أوروبا، جاسم الصالح، مدرس الرياضيات السوري، الذي غادر دمشق من أشهر، والذي تم توقيفه منذ فترة عندما كان ينتظر خطيبته تعبر الحدود السورية وتصل إلى أزمير، وحاولت الفتاة الانتقال إلى تركيا مرتين بعد عدة أشهر، ونجحت في ذلك أخيرا الاسبوع الماضي، والآن يشعر الثنائي اللذان تزوجا حديثا أنهما لن يتمكنا من الانتقال إلى أوروبا.
يقول الصالح إنه لا يرغب في صرف 600 دولار وتضيعها هباءً على رحلة خطرة من أجل الوصول إلى الجزر اليونانية، ثم تقوم الشرطة اليونانية بإعادتهم إلى تركيا في ثاني أيام وصولهم.
ويؤكد الصالح على محاولة العديد من السوريين الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر، قائلا "يتابعون عملية الانتقال إلى أوروبا، ويخاطرون بأرواحهم، ويعتقدون أن اليونان لن تعيدهم إلى هنا مرة أخرى، ولكن على ما يبدو أن الاتفاقية انتهت، ولن يصل أحد إلى أوروبا بهذه الطريقة مرة أخرى".
نقلت الصحيفة عن السلطات أن على مدار 15 شهر ماضية، انتقل حوالي مليون لاجئ من تركيا إلى الجزر اليونانية، حيث استطاعت مافيا تهريب البشر، وعصابات المهربين تحقيق أرباح وصلت إلى 4 مليار دولار، كما توفى حوالي 400 شخص أثناء محاولتهم عبور البحر، وهناك حوالي 150 شخص مفقودين.
وعلى الرغم من تأكد المهاجرين السوريين من وجود اتفاقية لمنع انتقالهم من تركيا إلى أوروبا، إلا أنهم لا يتوقفون عن المحاولة، تقول صفا عبد الكريم، الأرملة التي تحاول الوصول إلى بلجيكا حيث ينتظرها هناك زوجها الجديد، أن المهاجرين يعلمون بوجود هذه الاتفاقية ولكنهم لا يهتمون بالأمر، لأن ما مروا بها في سوريا منحهم قوة غير طبيعية.
انتقلت صفا من مدينة تدمر إلى دوما، ومنها إلى حمص، ثم عبرت الحدود التركية، بعد منح أحد المهربين حوالي 1800 دولار، لكي تعبر هي وابنتها وابنها.
لفتت الصحيفة إلى أن حوالي 60 % من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الجزر اليونانية من النساء والأطفال، ونصفهم من السوريين، ثم يأتي الأفغان والعراقيين.
بحسب أحد المسئولين في الاتحاد الأوروبي، فإن تركيا قادرة على توفير حياة جيدة جدا للاجئين، لذلك قررت عدم السماح لأي مهاجر آخر بالانتقال إلى أراضيها، خاصة مع زيادة العمليات الإرهابية التي حدثت في الفترة الماضية، وكان أخرها تفجيرات العاصمة البلجيكية بروكسل، التي تسببت في مقتل أكثر من ثلاثين، وإصابة المئات.
أمام بقاء اللاجئين في تركيا، يمنح الاتحاد الأوروبي حوالي 60 مليار دولار لتركيا، بالإضافة إلى جوزات سفر تسهل عملية انتقال مواطنيها إلى أوروبا.
فيديو قد يعجبك: