فاينانشيال تايمز تتساءل: " مَن ذا الذي يشبه دونالد ترامب أكثر؟"
لندن - (أ ش أ):
وصفت صحيفة الفاينانشيال تايمز، المتسابق الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب بأنه "ظاهرة" لا يزال المحللون يسعون إلى فهْمها ، بينما بات الأقرب للفوز بترشيح حزبه.
وفي تقرير، عرضت فيه آراء بعضٍ من محلليها السياسيين حول الشخصيات التاريخية الأقرب شبها بترامب، استهلت الصحيفة بالكاتب "إدوارد لووس" الذي رأى أن ترامب يشترك في صفات مع العديد من الشخصيات التاريخية أمثال "هيوي لونج" و"جورج والاس" و"تشارلز ليندبيرج" و"روس بارو" و"الأب كوغلين"، على سبيل المثال لا الحصر.
وأضاف لووس " لكن لا يمكن تخيّل المستر ترامب دونما تذّكر "روبرت مردوخ" الذي تعدّى حدود المقبول في عالم السياسة في العشرين عاما الماضية .. ما دام الأمر رائجا فهو جيد ولا يهمّ ماذا تكون العواقب .. هذا هو كل ما نحتاج إلى معرفته عن سياسات المستر ترامب."
وتابع " في يوليو الماضي، غردّ المستر مردوخ على تويتر (متى يتوقف ترامب عن إحراج أصدقائه فضلا عن البلد بأكمله؟) وبعد ثمانية أشهر عاود مردوخ التغريد (إذا ما بات ترامب واقعا حتميا فمن الجنون ألا يتحدّ الحزب).. وعلى المنوال نفسه، كان المستر ترامب ذات يوم مناصرا لقضية الهجرة، ثم انقلب بعد ذلك مناوئا للقضية ذاتها، تماما كما كان المستر مردوخ ذات يوم مناهضا لـترامب، وها هو الآن يَظهر داعما لـترامب - إنهما متشابهان."
ثم عرضت الفاينانشيال تايمز رأي الكاتب "مارتن وولف" حول ترامب، الذي يراه وولف أقرب إلى أن يكون النسخة الأمريكية من سيلفيو برلسكوني، لكن دون ما يتمتع به الأخير من سحر وبراعة في الإدارة الاقتصادية؛ فبخلاف المستر ترامب، استطاع المستر برلسكوني جمع ملياراته من لا شيء، كما أنه لم يهدد مطلقا بجمع وطرد ملايين من الناس.
وأضاف وولف، "لقد باع المستر برلسكوني هو أيضا الأوهام للناس، ولكنه كان يفعل ذلك بشكل عفوي، وكانت مهاجمات برلسكوني الخطابية موجهة أكثر إلى القضاء الذي ظل يلاحقه."
وتابع "كان برلسكوني رئيس وزراء سيء؛ فشل في إصلاح أحوال إيطاليا، غير أنه لم يكن بوحشية وعدوانية المستر ترامب غير المؤهل نهائيا للمنصب السياسي الأهم عالميا."
واختتم وولف "ربما كان المستر ترامب أكثر شبها بسياسيين آخرين طالما أظهر إعجابه بهم، مثل فلاديمير بوتين، رجل روسيا القوي .. ربما يرى المستر ترامب نفسه "بوتين أمريكا."
وعرضت الـفاينانشيال تايمز كذلك رأي الكاتب "جدعون راخمان" الذي قال إن مقارنة أي شخص بـأدولف هتلر هي فكرة سيئة لما تتضمنه المقارنة من معنى الهجوم أكثر من التحليل.
وأضاف راخمان " ولا أظن ترامب هو هتلر غير أن بعضا من خطاباته السياسية تحمل أصداء من خطابات فاشية ونازية: من هذه وصْمه للنظام الديمقراطي بأنه فاسد على نحو لا يُرجى إصلاحه، ومنها ترويجه لنظريات المؤامرة، والعنصرية، وغيرها."
وتابع "قد يكون مفيدا أكثر من ذلك، أن نقارن ترامب بشخصيات أمريكية أو أكثر معاصَرة .. ومن أمريكا، يبدو ترامب مشابها لـ"جورج والاس" في حقبة الستينيات من القرن الماضي، و"جو مكارثي" في الخمسينيات .. ومن المعاصرين عالميا، يبدو ترامب مشابها لـ سيلفيو برلسكوني إيطاليا."
واختتم راخمان "إن انتخاب ترامب سيعني أن أمريكا انتهجت نهج أمم أخرى كبرى اختارت رجلا قويا قوميا قائدا لها .. سيكون ترامب هو "المعادل الأمريكي لـ "شي جين بينج" في الصين، و"بوتين في روسيا" و"اردوغان في تركيا" و"مودي في الهند".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: